حرب الأمة.. الفصل الأول انتهى باقتدار
-
-
933
-
0
انتهى الفصل الأول من حرب الأمة ضد الكيان الصهيوني باقتدار.. ومع كل التقدير لجهود الكفاح العربي والفلسطيني طيلة قرن كامل، إلا ان هذه المرة هي الأولى التي يصل فيها تهديد الأمة للمشروع الصهيوني الى عمق أمنه وركائز وجوده.. الأمر الذي أعاد إليه السؤال من جديد عن جدوى قيام هذا المشروع.. بمعنى اننا أنهينا الفصل الاول.
صالح عوض
فلئن نجح الفلسطينيون على إبقاء جذوة القضية مشتعلة، رغم الإعلان الرسمي من قبل النظام العربي عن انتهاء الحرب واندفاعه في التطبيع الأمني والسياسي والتجاري مع إسرائيل.. استطاع الفلسطينيون بلحمهم ودمهم وبقليل الإمكانيات ان يصمدوا وحدهم في الميدان سنوات طويلة ولم يكن بإمكانهم فعل ما هو أكثر مما أنجزوه.
وجاء فعل حزب الله قوة نوعية وفعلا متميز أرهق أعصاب الجيش الإسرائيلي وشكّل تهديد الردع المحتمل، ليختم فصل الحرب الاول والذي يعني ان مرحلة التفوق الإسرائيلي في القتل وتفرد الجيش الاسرائلي بفعل ما يريد وتقرير الوقائع على الارض، كما تشاء قيادة أركانه.. ان تلك المرحلة قد ولّت لنبدأ مرحلة جديدة من المغالبة وكسر الإرادات.
اننا الان نختم تاريخا من المعاناة والصمود باهض التكلفة لنفتح تاريخا عنوانه العين بالعين والسن بالسن.. فالمدنيون مقابل المدنيين والبيوت مقابل البيوت والتهجير بتهجير مقابل.. وفي الميدان العسكري تدمير القوة المهاجمة وتشتيت صوابها وإدخالها في حقول الموت، كما حصل في مذبحة الدبابات بالامس.. وهذا يعني تماما ان مرحلة الموت المجاني الذي كنا نبتلى به انتهت..
ان حدودا كبيرة للعرب مع فلسطين ولعل المتأمل لجغرافيا فلسطين يؤخذ بعبقرية المكان المتمدد على البحر تاركا كل صدره نحو اخوته العرب.. حدود طويلة من الجهة الشرقية، حيث الاردن وملايين الفلسطينيين والاردنيين وعمقهم في الجزيرة والعراق ومن الجهة الجنوبية حدود طويلة تسكن على جانبيها قبائل عربية تفح من الجنوب على ثمانين مليون عربي في مصر وملايين العرب في السودان.. وفي الشمال، حيث نعرف اسود الله في حزب الله.. من يستطيع ان يقف أمام احتمال نهوض المارد بجوار فلسطين ليبدأ مرحلة بسلاح جيد وتدريب فائق وتخطيط علمي وحرب لا يقدر عليها العدو..
فصل اكتمل.. وفصول اخرى ستبدأ بعد قليل حتى يزول الاحتلال وتحرر فلسطين كل فلسطين.
