-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حمدٌ وشكر

حمدٌ وشكر

فأما الحمد فللرحمان، وأما الشكر فللإخوان.

تقدير العزيز الحكيم أن يخلق هذا الإنسان ضعيفا، وفي كبد، ولكن الإنسان – لطبعه المعدود، وطمعه غير المحدود، وجهله الممدود، وعدم واقعيته – يريد حياته “صفوا بلا كدر”، رغم انطباعها منذ أول صرخة يطلقها وهو يستهل، مستقبلا لها، ومستقبِلة له، بأنها “طبعت على كدر”.

لقد أنعم الله الكريم المنّان على الناس، وأنا واحدٌ منهم، بما لا يحصى من النِّعم، من غير سؤال، لأنهم يجهلون وجودها، ولا يعلمون قيمتها، ولا يعرفون

فوائدها، ولا يدركون أهميتها إلا عند حرمانهم –لحكمةٍ – منها.

لقد رفلت سنين جاوزت السبعين عددا في أثواب هذه النعم الإلهية من صحة، وقوة نسبية، وتمتع بما أحل الله – عز و جل – ولكن – ويا لغفلتي – لم أكن كثير الشكر لهذا “المنعِم”، الذي أعطاني، وأمدَّ الناس جميعا، من غير أن يسألوه.. وما منّ إلا بهذا “الإيمان” الذي يعتريه الذبول والنقصان.. فأدعوه – وهو الذي أمرنا بالدعاء – أن يثبّتني عليه، وأن لا يكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقلّ من ذلك، خاصة وأنا أعلم أن هناك قرينا لي أقسم أن يعمل على إغوائي وإضلالي، فلا يعينني عليه إلا من أستعينه عليه في كل ركعة أؤدِّيها.

وابتليت في الأيام الماضية، فأصابني بعض الضر، من هذا “الجندي الصغير” الذي شلّ به الله – عز وجل – الحياة – برا، وبحرا، وجوا- ولم ينجُ منه إلا هذه المخلوقات التي لم تشاقِق الله، فأتته طائعة.. مسبِّحة، وإن لم نفقه تسبيحها.

قلت ما قاله “آدم النبوة”، أبونا إبراهيم – عليه السلام – “وإذا مرضتُ فهو يشفين”، واسْتَنَنتُ بسنة سيد ولد آدم، محمد بن عبد الله، في التماس الدواء الذي أنزله الله، فتوجهت إلى “أهل الذكر”، فسارعوا إلى البحث عن سبب الضر، فعلموه، وعملوا على معالجته ما استطاعوا، وصبروا معي، وصابروا، مُخفِفين عني.

وتطاير الخبر وانتشر، فكان ما كان من قلق الإخوة والأخلاء، واستفسارهم وتساؤلهم.. فاتصلوا، وهتفوا، ودعوا الله فاستجاب، ومنّ عليّ بالشفاء.. فحمدا لله ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما بينهما.. ثم شكرا للطاقم الطبي وللإداريين، وللإخوة في الجزائر وخارجها، ولا أنسى الركّع السجود في بيوت الله.. فالحمد لله أولا وأخيرا، “ولا ننس الله” كما قالت الكاتبة المغربية فاطمة لحلو في كتابها.

و”لا أراكم الله مكروها” على أن لا تؤوِّلوه تأويل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • خليل

    اللهم لك الحمد على سلامتك.

  • كمال حمدي

    امدك الله بالصحة والعافية و طول العمر و حسن العمل ، و افاد الله بك البلاد و العباد

  • عبد الرحمان بن مبروك إليزي

    الحمد لله على سلامتك أستاذ وطهور إنشاء الله