-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
53 وفاة خلال أسبوع فقط

حوادث مرور مرعبة تبيد عائلات بأكملها

نادية سليماني
  • 867
  • 0
حوادث مرور مرعبة تبيد عائلات بأكملها

يتواصل مسلسل المجازر المرورية خلال هذه الصائفة، فالحصيلة في ارتفاع يومي، حيث فارق 27 شخصا الحياة في ظرف 72 ساعة فقط!!

ونظرا لخطورة الظاهرة وأبعادها المأساوية على جميع الأصعدة، تدعو المديرية العامة للحماية المدنية السائقين لحماية أنفسهم وغيرهم على الطرقات، عن طريق تخفيض السرعة والتركيز أثناء السياقة، وأخذ قسط من الراحة خلال قطع مسافات طويلة.

أضْحت طرقات الجزائر تنافس الأمراض والجرائم وبقية الآفات الاجتماعية في حصد الأرواح، فأعداد ضحايا المجازر المرورية في ارتفاع رهيب، رغم الحملات التحسيسيّة والتّوعوية، من مُختلف الهيئات الجمعوية والأسلاك الأمنية “حماية مدنية، شرطة ودرك، مساجد وإعلام”، والمؤسف أنّ عائلات كاملة قضت نحبها في حوادث مرورية مأساوية.

وقال في هذا الصّدد، المكلف بالإعلام في الحماية المدنية، النقيب زهير بن أمزال لـ “الشروق”، بأنه خلال الفترة الزمنية الممتدة من 1 إلى 7 أوت 2022، تمّ تسجيل 53 وفاة إثر حوادث مرورية خطيرة، خلّفت 1410 جريحا، بينما تدخّلت مصالح الحماية المدنية عبر 1116 حادثا.

وكشف، بأنه خلال 72 ساعة الماضية تم تسجيل 27 وفاة، إذ تم إحصاء 18 وفاة في نهاية الأسبوع المنصرم فقط.

وخلال اليومين من 6 إلى 7 أوت فقط، قامت وحدات الحماية المدنية بـ 195 تدخلا على إثر عدة حوادث سجلت عبر عدة ولايات، خلفت هذه الأخيرة 9 وفيات مع إصابة 234 آخرين بجروح مختلفة ومتفاوتة الخطورة في باقي حوادث المرور الأخرى. وأثقل حصيلة سُجلت على مستوى ولاية وهران بوفاة 5 أشخاص وإصابة 27 آخرين بجروح، على إثر حادثيْ مرور.

وأشار النقيب، إلى أنّ مُعدّل الوفيات المسجلة في حوادث مرورية خلال شهر أوت الجاري، ارتفعت مقارنة بالحصيلة المسجلة خلال شهري جوان وجويلية، أي بمعدل 8 وفيات يوميا خلال هذه الصائفة.

90 بالمائة من الحوادث سببها بشري

ومن أساب الظاهرة، حسب ممثل الحماية المدنية، كثرة تنقلات العائلات والأفراد خلال العطلة الصيفية، خاصة في شهر أوت، وزيادة مواكب الأعراس، وما يتخللها من مخالفات مرورية وعرقلة لسير المركبات، وعدم احترام قانون المرور، زيادة على السرعة المفرطة، بالخصوص من قبل السائقين الشباب والمغامرين.

وأشار بن أمزال، بأنّ 90 بالمائة من الحوادث المرورية سببها بشري، مناشدا أصحاب المركبات، وخاصة الشباب بالتحلي بالمسؤولية، والتركيز في السياقة، لحماية أنفسهم وغيرهم، بينما دعا سائقي المسافات الطويلة والحافلات، إلى اقتطاع 10 دقائق قسطا للراحة، ثم استئناف الرحلة، مع ضرورة وجود سائق ثاني، عند قطع مسافة تزيد عن 700 كلم.

حصيلة الوفيات “مرعبة”.. والشاحنات والحافلات باتت خطرا

ومن جهته، وصف رئيس الأكاديمية الوطنية للسلامة المرورية والأمن عبر الطرق، علي شقيان، إحصائيات الوفيات المرورية الأخيرة، بـ “المرعبة”، مقارنة بالسنة الفارطة، خاصة خلال الأسبوعين الأخيرين، مؤكدا، بأنّ حوادث المرور عرفت انخفاضا ولو نسبيا، خلال جائحة كورونا، لكنها عاودت الارتفاع مجددا.

وحسبه، بتنا نسجل بين 8 إلى 10 قتلى يوميا، خاصة على الطرقات المؤدية لولايات ساحلية.

وقال شقيان لـ “الشروق”، بأنّ 96 بالمائة من الحوادث المرورية، سببها بشري، وذلك راجع إلى ” هشاشة منظومة التكوين، وهو ما يجعلنا نطالب بإدراج آليات جديدة، وإدخال وسائل التكنولوجيا، مع تحديث البرامج الحالية، وتكوين المُكونين ببرامج بيداغوجية متطورة، مع ضرورة إنشاء ديوان وطني للمسابقات لرفع مستوى التكوين”.

ضرورة استعمال جهاز مراقبة السرعة في المركبات

كما دعا المتحدث، إلى الاستعانة بأطباء ومختصين في علم النفس، لفحص المقبلين على رخصة السياقة نفسيا وجسديا. لأن أصحاب الأمراض المزمنة خطر في الطرقات، خاصة خلال الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة والزحمة المرروية. بينما اعتبر رخصة السياقة بالتنقيط ” عملية ايجابية، هدفها الحفاظ على مستعملي الطريق”.

إلى ذلك، دعا شقيان إلى الصرامة في تسليم شهادة الكفاءة المهنية لسياقة الحافلات والشاحنات لمستحقيها، وليس “لمن هبّ ودب”، لأنّ الإحصائيات الأخيرة أثبتت أن هذا النوع من المُركّبات، الأكثر تسبّب للحوادث المرورية المميتة. في ظلّ تجاهل مراقبة حمولتها من المسافرين على الطرقات.

وتأسف لعدم استعمال جهاز مراقبة السرعة في المركبات، رغم وجود منشور وزاري ينظم العملية، وقال: “جهاز مراقبة السرعة هو بمثابة علبة سوداء للمركبة، تكشف جميع خفايا حوادث المرور وأسبابها”، متسائلا عن سبب عدم تصنيعها في الجزائر، في حال صعب استيرادها”.

واعتبر المتحدث وجود سائق مرافق أمرا ضروريا جدا في المسافات الطويلة، خاصّة وأنّ 85 بالمائة من الحافلات ملك للخواص “وهؤلاء لابد من تنظيمهم وتوعيتهم بهذه الإجراءات”.

وتحدّث شقيان، عن افتقاد غالبية الحافلات الصينية الصنع وقطع غيارها، لمعايير السلامة الضرورية” في وقت نملك مؤسسات وطنية، محترفة في صناعة الحافلات والشاحنات “، زيادة على اهتراء كثير من شبكة الطّرقات، وكشف، أنّ 70 بالمائة من الممهلات تعتبر سببا مباشرا لحوادث مرورية.

مؤسسات وطنية وخاصة “خرّبت” الطرقات بأشغالها

وحمّل محدثنا، بعض المؤسّسات الوطنية والخاصة، مسؤولية اهتراء الطرقات، فهي تقوم بأشغال موكلة إليها، مخلفة وراءها حفرا ومطبّات وأتربة في غياب الرقابة من قبل الجهات المختصة.

وطالب شقيان بإدراج الرقمنة، ووضع لافتات إشهاريّة متطورة، تزود السائقين دوريا بحالة الطرقات وضرورة تنصيب اللجان الولائية للوقاية من حوادث المرور، خاصة بالولايات الساحلية، الأكثر حركية صيفا، إضافة إلى مرافقة الجمعيات المهتمة بالسلامة المرورية.

وختم شقيان، بدعوة المواطنين والمسافرين إلى التبليغ عن التجاوزات الحاصلة في الطرقات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!