-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أقواس:

حين تهزم الشريعة الفلسفة والأدب في اليومي (1 / 2)

أمين الزاوي
  • 7597
  • 12
حين تهزم الشريعة الفلسفة والأدب في اليومي (1 / 2)

1- لست فيلسوفا، أنا متعاطف مع الفلسفة. ولكن سؤالا يشغلني باستمرار: ما سر اهتمام الأدباء بالفلسفة وما سر اهتمام الفلاسفة بالأدب؟ فشيخ المعرة أبو العلاء المعري كان فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة، وجان بول سارتر عاش ما بين المسرح والوجودية والماركسية، وظل رولان بارت مندهشا بالرواية وشعر بودلير، ومثله جاك دريدا الذي كان معجبا بكتابات الشاعر المغربي عبد الكبير الخطيبي، وعدة من أساتذته ومعلميه، منه تعلم الحكمة وسؤال اللسان وتعدده.

 2- وإذا كان انشغال واشتغال كثير من الفلاسفة في العالم على النص الأدبي رواية شعرا ومسرحا فإني أتساءل اليوم في هذه الورقة السؤال التالي: لماذا لا تتعامل الفلسفة عندنا اليوم مع وعن وعلى “نص مفتوح “آخر، أكثر حميمية وحرارة وأعني به نص “اليومي” هذا”اليومي” الذي هو في أغلب الأحيان مصدر الروايات الكبيرة والقصائد الخالدات واللوحات.

3- و إذا كان السؤال الكبير والمركزي في هذا الملتقي هو: الفلسفة وأسئلة الراهن، فـ”اليومي” جزء أساسي من هذا الراهن و فيه، بل هو أساس و قاعدة كل راهني.

4فمتى يا ترى نستطيع إنزال الفلسفة إلى اليومي؟

5أما حان الوقت لإنزالها من عرش أسئلة “الوجود” بمفهومه الهلامي إلى أسئلة “التواجد”، أما حان الوقت لجر الفلسفة من سراديب التحاور حول “الحياة” إلى مشكلات “العيش”

6أما حان إسقاطها من عرش اللاهوت إلى كوخ المواطن أو إلى شقة f2 تسكنها عائلة من عشرين فردا.

7هكذا ننتظر نزول الفلسفة، ننتظر ترجلها من اللاهوتية إلى المواطنة.

8- أسئلة الفلسفة الجديدة هي أسئلة اليومي بكل فجائعيته وأحلامه ورؤاه الصغيرة التي تصنع التاريخ، أسئلة الفلسفة الجديدة هي الأسئلة التي نحملها معنا كمواطنين في الشارع وفي البيت وفي الحمام وأمام انقطاع الماء وأرقام فاتورة الكهرباء وضجيج موسيقى الجار أو الجارة، و حيرة الناس أمام أنفلونزا الخنازير  و مرض السيدا، وأجيال الهواتف النقالة والصواريخ العابرة للقارات وانهيار النظام المالي الذي يمسنا أو لا يمسنا و ندري أو لا ندري، وأمام خبر انتحار شاب في دشرة ببلاد القبائل وتغير طعم لحم الدجاج وتغير لغة الناس والمثلية وأغاني الهيب هوب، ولغة نشرات الأخبار التي لا يفهمها أحد حتى قارئها، والكذب الديمقراطي الجديد والفساد والرصيف المزفت الذي أعيد تزفيته ثلاث مرات بخمس فواتير، والزلزال وتغير الديمغرافيا البشرية وتغير أسماء الأطفال حسب أسماء أبطال المسلسلات التركية التي غزت الذوق وطفت على الذوق وأشعلت فتيل حروب الغيرة …

9- أشعر أن الفلسفة بأسئلتها التي لا تشبه أسئلة الصحافة ولا أسئلة السوسيولوجيا ولا أسئلة علم النفس ولا الاقتصاد ولا أسئلتي أنا كأديب، إنها هي كل هذا وهي ليست هذا، اشعر أن أسئلة الفلسفة بحيرتها وفي حيرتها كلما اقتربت من “اليومي” لتكتشفه في فجائياته وفجائعياته تتخلص من أزمتها لتدخل أزمة المواطنة في يومياتها  الحائرة وبالتالي توسع لها من قاعدة القراء والمهتمين والفضوليين، مثلي.

10- اليومي هو دون شك مخبر وورشة اشتغال الفيلسوف الأصيل والحائر، فمن هذا اليومي يستخرج سؤال الوجود والموت والله والحلم.

11- أكبر فلاسفة عصرنا اليوم ” إعلاميا على الأقل” منشغلون فلسفيا باليومي في تجلياته الجمالية واللغوية والحربية والسياسية والدينية، وأدلل هنا على كتابات الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي BHL، كما يسمى اختصارا في حلقات الإعلام والثقافة و الفلسفة، “لا أريد أن أطرح هنا مسألة الاتفاق أو الاختلاف معه في ما يذهب إليه ، فهذا ليس مبتغى هذه الورقة”، لكني أريد الإشارة إلى أن اهتمامه باليومي بما يجري في الإعلام والحروب والأسفار والبورصة هو الذي جعل كتاباته محط اهتمام القراء من الخاصة والعامة. إنه يعلم الفلسفة للعوام كما كان يفعل سقراط ذات زمن، “مع الاحتفاظ بحق الفروق بينهما في المعنى”

12- كتب الفيلسوف BHL برنار هنري ليفي عن المكسيك والبوسنة وغزة وصدام حسين والجزائر أيام محنتها في العشرية السوداء و غيرها “لا أناقش المواقف ولا النتائج ولا التحالفات ولا النوايا التي تقف وراءه” ما يهمني هنا هو مسألة الانشغال الفلسفي باليومي في تجلياته المتعددة. وعدم القطيعة الفلسفية مع المعيش “اليومي”

13و اهتمام الفلاسفة الجدد “باليومي” يتجلى أيضا في تواجدهم المستمر والدائم في الصحف اليومية أو الأسبوعية، دون أن يعتبروا ذلك تلويثا لعقلهم وأسئلتهم ولا مسا بعلو أسئلة الفلسفة وخصوصياتها.

14الإعلام رسالة “اليومي”، لقد استطاع كثير من الفلاسفة أن يزوجوا الفكر الفلسفي بالفكر الإعلامي التربوي والتوعوي. وأن يزوجوا لغة الفلسفة بلغة الإعلام. تلك أيضا قوة وقدرة فلسفيتان.

15- حين العودة إلى بيير بورديو “حتى وإن كان بورديو عالم اجتماع أكثر منه عالم فلسفة، إلا أنه كان في أيامه الأخيرة أقرب إلى سؤال الفلسفة منه إلى سؤال الاجتماع” وهو الذي كان يعتقد أن الإعلام الرأسمالي استهلاكي وأن النخب المثقفة العضوية “على مفهوم أنطونيو غرامشي”عليها أن تترفع عن لعبة الإعلام البورجوازي، إلا أننا سنجد واحدة من الأسبوعيات الأكثر مبيعا واستهلاكية “مجلة elle ” تخصص له ملفا خاصا، بالصور المدروسة التي تدخل في خانة لعبة الإشهار. لقد أدرك بيير بورديو في آخر أيامه سلطة “اليومي” الإعلامي كطريق لتوصيل الفكر الكبير والأسئلة الأكثر تجريدا.

16ماذا كان يعمل نعوم تشومسكي وهو يدرس”صناعة الرأي” سوى البحث عن محاصرة اليومي وقراءته.

17ماذا كان يفعل جاك دريدا وهو يناضل ويؤسس”البرلمان العالمي للكتاب” ويكتب عن الضيافة واللغات والمدن سوى مساءلة طقوس الممارسة في اليومي الثقافي والسياسي والأخلاقي.

 18- ماذا كان يفعل إدوارد سعيد وهو يناقش السلطة الفلسطينية بعد معاهدة أوسلو وتمنع كتبه من قبل السلطة المكذوب عليها، ماذا كان يفعل و هو يكتب مذكرات طفولته سوى البحث عن قراءة وفهم جديدين لليومي الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والمصالحة مع حلم المواطن الفلسطيني في يومياته العسيرة.

.. يتبع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • محمد الناصر النفزاوي

    مقالة صافية شكلا ثرية مضمونا . انك تثير هنا قضية مركزية
    ولكن ما تطلب ، أي "تنزيل" الفكر في الواقع ، ليس بالأمر السهل اذ هو يقتضي "بيداغوجيا" ليست في متناول حتى كثير من العقول "الكبيرة" تحياتي اليك.

  • ندى بسكرة

    ان الحديت عن الفلسفة بحد ذاته مغامرة الفيلسوف اليوم ،وبصراحة و رغم أنني من القارئين المخلصين لعمودك يا دكتور للأسف هذه المرة لم أوفق في فهم ما تريد قوله.

  • بدون اسم

    الاعجاب المبهر والدهشة المفرطة في الحياة اليوميةللانسان....جعلته فيلسوفا باهرا.لقد صدق من قال .ان الدهشة هي الام التي انجبت الفلسفة.

  • حنصالى بن تاشفين

    بالرغم من ان الموضوع منطقى ووجهت نضر الدكتور واضحة ومتعاطفين ايضا مع فضيلتكم ..الا ان من الصعب تسطيرها على ارض الواقع وبالذات فى الجزائر ..للاسف

    فالحاملين لهذا الفكر الفلسفى او الفيروس الكبدى هذا هم دائما ضحايا مجتمع واول شريحة تستهدف من جميع نواحى الحياة وعرضة للسخرية والاستهزاء واستمرار تذواقهم واستمتاعهم لهذا الذوق الجمالى للحياة والتدبر بالرغم من البؤس والبئساء المصطنعة يبقى مكابد للنفس وتطويعها لحقيقة وجدانها
    فى جزائرنا ..واليوم فقط عرض احد الاصدقاء عليا زيارة احد الاطباء النفسيين ..والحجة كانت انه لاحض اننى اتيه -التشرد الذهنى- وفى بعض الاحيان لخبطة فى افعال وتصرفات مثيرة ومستغربة .. وهذا طبيعى ومعروف لدى المبدعين واصحاب الفكر التلقائى ونتيجة طبيعية لفترة طويلة من التدريب و تعويد العقل على التفكير فيصبح تلقائيا "ينديكى" بمجرد ان يلتمس خيطا ما للذهاب فى التحليق بعيدا تفوق توقعات الانسان وقدرته الخارقة على الابداع والانتاج الفكرى
    لاعلينا ..نضرت فى عينيه جيد .. وتبسمت وقلت له ياسفنى اننى لااستطيع ان اشرح لك الامر ويفوق قدرات الاستعاب لديك ..لاكن انا مستعد ان اذهب معك لاي طبيب نفسى تعرفه ورجلى برجلك .. واراهنك ان لم ادخله عالم الجنون واتلاعب بنفسيته و اعيد برمجته من جديد " نفلاشيه" فاطلب ما تشاء

    وهناك دليل اخر وهو الاصعب اننا لازلنا بعيدين جدا وتاكد دكتور انه لن يفهمك احد وما هذا الكلام الا صب الماء فى الرمل وسوفى تتهاطل عليك التهم كقطع الليل المضلمة فى سواد الليل الحالك ..والدليل هذا لامسته من احد الفضلاء من النخب الجزائرية معروف وكان له مقال فى الشروق وطبعا نحترمه لاكن ناخذ منه وجهت نضره لما تحدث به وخاطب جمهور فلابد ان يضع لنفسه ان هناك شرائح فوق هذا المستوى من نمط التفكير وهم اكبر من النجومية

    فذهنية هذا المثقف اوصلته بالاعتقاد ان المثقف مصيره مرهون بخياران لاثالث لهما اما النجومية او الافلاس
    فعندما تضع هته الجملة الادبية على النضريات الفلسفية والسوسيولوجية الانسانية ستجد اننا لازلنا او لايزال المثقف الجزائرى بعيد جدا عن الفلسفة الوجودية والتنضيرية فى صورتها الجمالية للحياة
    فقد قارن هذا المثقف نفسه وزمرة من افراد فصيلته فى خانة النجوم امثال "لابرانت" والشاب خالد والزهوانية ومامى من جهة.. ومن جهة اخرى قارن فصيلته بامثال المفلسين امثال الخليفة وبلانكى و الديانسى وقائمة اخرى من المفلسين "عوضهم الله غير الذى فقدوه واكثر"

    لم يضع صاحبنا فى حسبانه ان المثقف الفيلسوف هو بالدرجة الاولى يعيش لنفسه وهو قد حجز لنفسه حياة فى عالم التبحر الابداعى والذوق الجمالى فى وجدانه يكسب بها ثقته لنفسه وصفاء نفسيته الطاهرة من شوائب الخداع والنفاق الاجتماعى ولا ينتضر من الاخرين ان يمنحونها اياه ولا حتى للاخرين ان يعطوه وثيقت الافلاس والبيع فى المزاد العلنى الرخيس امثال الشركات التى بيعت بدنارين وطبعا "agردى لامونى"

    ومازاد الطين بلة .. مما نسمعه من افواه اشباه المثقفين من نخب الجزائر الفكرية هو اتهامهم للمبدعين الجزائريين بالانطوائية ولا يتواصلون مع الجهات النضامية لابراز ابداعاتهم ..وهذا سمعناه من صندوق العجب لصاحبته اليتيمة .. اتهام من جهة وتوسل من جهة اخرى

    فيا ترى هل صحيح المثقف الحر "الغير طيوانى " هو انطوائى وما بوسعه ان يفعل فى مجتمع خاصته وعامته اتفقوا على خلاها .. وايقن هذا المثقف ان اي انتاج فلسفى فكرى ابداعى غير مرحب به وهو يحارب بالاساس اصل الداء فلا يجب للدواء مزاحمة الداء ما دامت هناك منفعة ومصلحة

    وكانت لى تجربة اننى بعثت لجهة رسمية ببحث عن تقليص لميزانية فى قطاع النضافة وجمع النفايات الى حوالى النصف و القضاء على مشكل النفايات المنزلية نهائيا ..الا اننى اتضح لى فى الاخير ان اصلا صورة الشوارع والازقة المنزلية تزينها اكوام النفايات بحد ذاته له دلالات علمية ووراءها اهداف و منافع كثيرة ..الا يقولون ان مصيبة قوم عند قوم فوائد.

  • عبد الناصر -ر

    نعم نحن بحاجة لفلسفة اليومي حتى نجد أنجع الحلول لمشاكلنا

  • أم يونس

    و لكن ما دخل الشريعة ام أن العنوان مقصود لقد أفنيت سيدي سنوات عمرك جزافا ولم تصل بعد الى فهم التركيبة النفسية لهذا الشعب نعم تهزم الشريعة كل فلسفة لاتنطلق من عقيدة اسلامية صحيحة وكل ادب لايرتكز على قيمة الجمال و الخير بل لقد ابدع من قال من المتأخرين أن أصول الفقه الاسلامي هي ما ينبغي عده العمود الفقري للفلسفة الاسلامبة ولذلك جانب ابن رشد الصواب عندما كان مقلدا لغيره

  • فيلسوف

    في دشرتنا عندما لا تفهم من شخص يقال البئر عميق ام الحبل قصير
    فبعد لغة الفن التي انحطت إلي الحضيض ليفهمها العامة تريد أيها الاديب المحترم أن تجعل الفلسفة في متناول العوام و الرعاع و السوقة و أنا أرى أنه كان الأجدر بك أن تنادي إلى رفع المسوى العام للغة و التفكير في بلادنا لأنه لا ذنب للفيلسوف إن لم يفهمه جاهل أو نصف مثقف أو .....
    مع تحياتي الحارة عفوا و إن كنت لم إفهم من أحلامك السابقة شيئا فهل تراك استيقضت ام أنك في منزلة بين المنزلتين

  • سومة ليون

    اللى فهم يفهمنى.

  • nabila

    اعجبني ما كتبت و عقلي المتواضع و البعيد كل البعد عن الشوائب و التشويه الاعلامي للفكر فكل ماتقوله عن الفلسفة انا و بمفاهيم بسيطة جدا اطبقها في الواقع ة لكن للاسف كل ما لاحظته ان المجتمع تغيرت مفاهيمه و رؤيته و تعريفه للاشياء دون ان يدرك ذلك لانه مشوه من البديهيات الاعلامية التي ليس لها اساس متين و انما اذا تابعنا ما تقول انه انها حقيقة خالصة في الحياة المجردة و بهذا فاني اضيف معلومة لمن يريد الاستفادة منها و هي ان التعامل مع الحياة بفلسفة واقعية او قريبة منه تجعل الانسان له مبادئ راسخة و معلومات غير مغلوطة و لا مزخرفة بعيدة عن الواقع و في الاخير ارجوا ان تكمل لنا فكرتك و توجيهاتك لمحاولت ادخال الفلسفة في حياتنا اليومية و شكرا.

  • الوهرانيّة

    أنا تبان لي المشكل فاللّغة; كون جات النّخبة تهدر مع العامّة بلغتها(كيما دار "ديكارت" مين كتب Discours de la méthode بالفرونسي في وقت العلماء الكلّ كانوا يكّتبوا باللّلآتينيّة اللّي ما يتكلّمها حدّ) كون راه المستوى الثقافي نتاعنا الجزايريين خير و خير.

  • الصحراوي

    شكرا يا استادي.

  • قطرب

    رؤية جديدة تحتاج العناية والتاطير المنهجي لكي تصبح تيارا فلسفيا معاصرا لايمتعنا برؤية يومياتنا على مرايا الفلسفة فحسب بل يعطي لوجودنا حياة ولحياتنا معنى مخالفا لموجودات أخرى . إن هذا النوع من التفكير هو بمثابة سلاح عصري لمواجهة نزعات تشييء الإنسان وتسليعه أي تحوبله إلى سلعة . فعلا ، إن هذا الإنسان الذي اصبح مهددا بزوال إرادته قادر على إعادة صياغة فكره
    بقراءة وفهم جديدين ليومياته العسيرة في مواجهة تيارات الربحية التي حولت القيم الإنسانية إلى أرقام على جدار وول ستريت ومراكز المال العالمية .

    شكرا أمين على هذا البصيص الذي تلوح لنا به وكأننا نراك قادما من بعيد بعدأن أشعلت كل مصابيح الظلام في هذا البلد إلا مصابيح العقل فقد أطفئت .