-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خبرة.. و”خبزة”؟!

الشروق أونلاين
  • 3747
  • 0
خبرة.. و”خبزة”؟!

القارئ لبرامج المرشحين للرئاسيات عبر الصحف هذه الأيام، يلاحظ عدة اختلافات، ليس في الحجم فقط، وإنما أيضا في الأهداف، كما أن تلك الاختلافات لا تعكس التنوع والتجاذب في الرأي أو الطروحات،

  • بقدر ما تعكس قدرة كل مرشح على تنميق و”تزويق” وعوده، حتى أنه ليس غريبا أن ينشر موسى تواتي برنامجه في صفحة واحدة وتفعل لويزة حنون ذلك في أربع صفحات، وهما مرشحان لمنصب واحد، في بلد واحد، وأمام شعب واحد؟!
  •  
  • وبعيدا عن هدوء محمد السعيد وخبرة بوتفليقة، أو عن ثورة لويزة حنون وشعبوية موسى تواتي، فإن الشارع المستقيل إلا من أخبار سعر البطاطا والعروض الجديدة لقروض السكن، أصبح بوسعه اليوم أن يقرأ ويسمع ولعله سيستوعب فداحة العمل السياسي في البلاد وضعف الأداء الانتخابي الذي تعد المقاطعة نتيجة له وليست سببا، وهو ما توصلت إليه وزارة الداخلية في مواعيد انتخابية سابقة عبر تقارير رسمية تم تهذيبها فيما بعد بالقول أننا نتعامل مع طبقة سياسية “غير ناضجة أو تنقصها الخبرة”.
  •  
  • عندما يختزل أحد المرشحين أحلامه كلها في مجرد الظهور بمناظرة تلفزيونية مع بوتفليقة، ويركز آخر هجومه على رئيس لجنة مراقبة الانتخابات، وتختصر مرشحة ثالثة حربها بالكامل على وزيرين أو ثلاثة وزراء، في حين لا يفرّق رابع بين 12 ألف دينار كحد أدنى للأجور وبين 1200 دينار، ثم يتكلم عن تداعيات الأزمة العالمية ومخاطرها؟!، …فما الذي تنتظرونه من الشعب أو من بقاياه للتعامل مع “بقايا” الطبقة السياسية؟!  
  • أن يتحوّل النقاش فجأة داخل لجنة مراقبة الانتخابات من مواضيع الشفافية والحرص على المساواة والعدل بين المرشحين، إلى الكلام عن عيوب و”قلة أدب” الصحافة في وصف بعضهم بالأرانب، ويثار الجدل العقيم فيما إن كانوا مرشحين حقا أو مجرد “مشرشحين”، فإننا سنكون حينها بصدد كارثة حقيقية وسابقة تجعلنا نقلب السؤال لطرحه بصيغة أخرى هي، إن كان هؤلاء المرشحون أو بعضهم على الأقل “فرسانا” حقا؟، وهل سيضطرنا القاموس الجديد لمحمد تقية أن نحذف أيضا وصف الحصان الرابح عن بوتفليقة مثلا، رغم أن هذه الأوصاف مشروعة ومتاحة ومباحة وليست بدعة أو تضليلا أو ضلالا؟!
  •  
  • الترشح لمنصب القاضي الأول في البلاد لا بد أن يكون بداية حقيقية لممارسة النضج السياسي، لا أن تصبح الرئاسيات مدرسة لتعلم أبجديات التواصل مع الشعب والناخبين، وهو الفرق تماما بين من يرى في هذا الموعد الانتخابي الهام تعبيرا عن خبرة ومن يرون فيه مجرد “خبزة كبيرة”؟!   
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!