الرأي

خلاصتي عن نقاش أمريكي مباشر

محمد سليم قلالة
  • 3110
  • 8

تابعت بإمعان وعلى المباشر مناقشات لجنة الشؤون الخارجية لمجلس النواب الأمريكي بخصوص التدخل في سورية، وإليكم ما سجلت من ملاحظات لنؤسس عليها ما نستطيع من أمل في مستقبلنا نحن كأمة وكشعب:

ـ الأمريكيون أرادوا من خلال مناقشاتهم المباشرة أن يؤكدوا للعالم حقيقة ديمقراطيتهم، وقد حققوا ذلك. وزير الدفاع أو وزير الخارجية، كل يتحدث ويرد ضمن صلاحياته في تقسيم واضح للسلطات لا شك فيه.

ـ تباين الآراء بين مؤيد ومعارض على أشده  وصراحة الطرح لا محدودة، هناك من قال بأن لا أحد تدخل في حربنا الأهلية وقد كانت نتيجتها 600 ألف قتيل وكنا 32 مليون نسمة، فلا دخل لنا اليوم  في سورية وحربها الأهلية لا علاقة لها بالحرية والديمقراطية.

ـ وزير الدفاع الأمريكي لم يجد ما يرد به عندما سئل: لماذا لم يتدخل في حينه عندما استخدم صدام حسين الكيميائي (وهو يعرف أن كيري كان نائبا عندما كانت أمريكا تساعد صدام حسين على ضرب إيران وكردستان بالكيمائي).

ـ المشكلة الكبيرة بالنسبة إلى الأمريكيين هي إيران وحزب الله وليس فقط سورية، وما إذا كان الحلفاء الثلاثة سيردون بالمثل على الكيان الإسرائيلي والمصالح الأمريكية.

ـ الخوف الكبير لدى الأمريكيين ليس القدرة على القيام بالضربة إنما تداعيات تلك الضربة والرد السوري المحتمل ومدى القدرة على تحمل تبعاته.

ـ هناك إجماع لديهم على عدم القدرة على القضاء على السلاح الكيماوي، بل الهدف هو معاقبة سورية على استخدامه لكي لا تعيد الاستخدام مرة ثانية.

ـ هناك اتفاق أن أكثر من 20 بالمائة من المعارضة السورية هي معارضة متطرفة تشكل خطرا أكبر على المصالح الأمريكية من النظام السوري.

ـ هناك إحساس بأنه إذا لم تتم هذه الضربة فقد انتهت الهيبة الأمريكية، وإذا ما تمت وفشلت فهي كارثة أكبر.

ـ  لم يتمكن وزير الخارجية من التأكيد أن هناك أكثر من 03 دول ستشارك معه في الحرب، و35 دولة تؤيدها، أما بقية الدول من الـ 189 التي أمضت على اتفاقية عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل فهي على الحياد.

والنتيجة: أن أمريكا ستقوم بالضربة وهي في أضعف موقف لم تعرفه من قبل، ومن ثم فإن ما ستحققه من خسارة سيكون بدون شك أكبر مما ستحققه من ربح.

 

هي ذي الخلاصة التي خرجت بها من خلال هذا النقاش، لعل أهم ما فيها أن أمريكا اليوم رغم ديمقراطيتها وقوتها العسكرية، فقدت القدرة على التصرف كما تشاء في عالم بدأت تستعيد فيه قوى قديمة قوتها، مثل روسيا والصين، وتبرز فيه قوى جديدة يحسب لها ألف حساب كإيران وحزب الله.

مقالات ذات صلة