-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رغم أن الزوج أيضا معني بنفس العقوبة...نساء يصرحن:

خيانة الزوجة لا تسقط بالتقادم!

سمية سعادة
  • 3870
  • 1
خيانة الزوجة لا تسقط بالتقادم!
أرشيف

لا يزال المجتمع “يفاضل” بين خيانة الرجل وخيانة المرأة، فيشد أذن الرجل بلطف عندما يكتشف خيانته، وينزع أذن المرأة بآلة حادة على نفس الموقف!

وغالبا ما يغلّف المجتمع خيانة الرجل بمبررات “معقولة”، بينما يسد على المرأة كل الأبواب في انتظار أن ينفّذ فيها حكم”الإعدام”.

ورغم أن القرآن الكريم فصل في هذه المسألة، خاصة في شقها المتعلق بالزنا، وأمر بجلد الزانيين المرأة والرجل على السواء مائة جلدة، ناهيك عن حد الزاني المحصّن، أي المتزوج، الذي اتفق الفقهاء أن يكون رجما بالحجارة حتى الموت، إلا أن نظرة المجتمع للطرفين لا تتماشى مع نفس العقوبة.

حول هذا الموضوع، أخذنا أراء مجموعة من السيدات، حيث قالت “طاوس”: “كلاهما مذنب، غير أنه في مجتمعنا المعاق ذهنيا يحاسب المرأة أكثر من الرجل” .مضيفة ” في عرف المجتمع يحق للرجل أن يخطئ على اعتبار أن ذلك أمرا عاديا، بينما يطلبون من المرأة أن تصبر وتحتسب وأن تحاول أن تجذب زوجها أكثر”.

وفي حال إذا خانت المرأة، تقول “طاوس”نجد كل السيوف موجهة إلى رقبتها، ونجد المجتمع يستعجل الرجل أن يطلقها لأنها لا تصلح أن تكون أمّا لأولاده، ولا يعلمون أن الله تعالى يحاسب الرجل والمرأة على حد سواء”.

وتختم “طاوس” كلامها بالقول: “الخيانة تبقى خيانة، وكلا الطرفين سواء امرأة أو رجل يستحقان نفس العقوبة التي أمر بها الله تعالى”.

وتعتبر السيدة “نادية” الموظفة بمؤسسة خاصة، أن الأكثر إيلاما للنفس، هي خيانة الزوجة، لأن خيانة الرجل، كما تقول تعتبر من قبيل الأمور العادية”.

وتضيف:”لقد جرى العرف أن الرجل ضعيف من جانب غرائزه، لذلك تعودنا على صولاته وجولاته، أمّا المرأة، وخاصة الزوجة والأم، نجدها تضحي بسعادتها من أجل أبنائها وتنسى حتى نفسها، وإن انحرفت واتبعت سبيل الشيطان ضاعت الأسرة”.

وتؤكد نادية، أنها بهذا الحكم، لا تجلد المرأة، بل هي تدافع عن عفتها وكرامتها، لأنها تراها كائنا فوق العادة يحمل من الوفاء وجمال النفس ما لا يحمله الرجل.

لذلك تعتبر نادية خيانة المرأة قاسية جدا ووقعها شديد على النفس.

أما بشرى، فتقول:” لا فرق عندي، بين الخيانتين، فالشرع فصل في هذا الموضوع، بحيث أن عقوبتهما واحدة، ولكن المجتمعات العربية تتسامح مع خيانة الزوج لأنها تعتبرها نزوة عابرة، ولكنها لا تتسامح مع خيانة الزوجة لأنها تعتبرها خرابا للبيوت”.

وتشاطر “أميرة ناي” بشرى نفس الرأي، حيث تؤكد: “الخيانة في الحالتين متساوية، ولا يهم جنس الخائن لأن الفعل بحد ذاته لا يُغتفر، ولكن عندنا مجتمع معاق يرى خيانة المرأة أعظم، فإذا خان الرجل مطلوب من المرأة أن تسامحه، وإذا خانت المرأة لا يجدر بالرجل أن يسامحها”.

وحول نفس الموضوع، تقول السيدة بن طلحي:”إذا استندنا في حكمنا في هذه المسألة إلى الدين، فإن العقوبة واضحة ولا جدال فيها، أما إذا استندنا إلى التقاليد والأعراف، فإننا نجد أن جرم الزوجة الخائنة أكبر من جرم الزوج الخائن، لأن هذا الفعل الشنيع يضر بسمعة عائلتها قبل أن يصيب زوجها في شرفه”.

وتؤكد بن طلحي على أنه “يجب ألا نغفل على أن الزوجة إذا خانت لحق الدمار النفسي والاجتماعي بأسرتها، وأصبحت الشكوك تحوم حول نسب الأطفال”.

في نفس الموضوع، تقول آسيا آيت سعيد، إن حدود الله معروفة ولا نقاش ولا مزايدة عليها، وما يطبق على الزوجة الخائنة يطبق على الزوج الخائن دون تمييز، فالفعل واحد، والعقوبة واحدة, ولا يمكن أن نبرر للزوج خيانته بالحجج الواهية فهو مسؤول عن أفعاله”.

ليس للخيانة الزوجية أي مبرر، سواء فعلها الرجل أو تورطت فيها المرأة، فكلاهما أتى بفعل شنيع يتعارض مع قيّم الإسلام وسماحة الأخلاق، وكلاهما أساء لشريكه الثاني وطعنه طعنة قاتلة في الظهر.

ولكن تبقى خيانة المرأة أشد وقعا، ليس لأنها تمثل مركز استقرار الأسرة التي تهتز بخيانتها وحسب، وإنما لأنها الطرف الذي يعوّل عليه في حفظ النسب من الاختلاط، فتلك جريمة اجتماعية لا تسقط بالتقادم، لأنها آثارها تظل تذكّر الأسرة والمجتمع ببشاعتها شناعتها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد رضا

    عجبا الا تعرفون بان الاسلام لا يفرق بين الجنسين في الذنوب والحسنات.