خيبة وسط الجماهير الجزائرية بعد الإقصاء
أصيبت الجماهير الجزائرية بخيبة أمل كبيرة، بعد الهزيمة التي مني بها المنتخب الوطني أمام نظيره الإيفواري بـ3 أهداف مقابل واحد، وإقصائه من كأس إفريقيا، ورغم أن أبناء المدرب غوركوف كانوا في موقع جيد لفرض منطقهم خلال النصف الثاني من اللقاء، خاصة بعد معادلة النتيجة من طرف المهاجم سوداني، إلا أن الكلمة الأخيرة عادت لـ”الفيلة”، الذين استثمروا بشكل فعال في الكرات الثابتة والهجمات المعاكسة.
وتابع عشاق “الخضر” باهتمام كبير مباراة، أمس، خاصة وأنهم علقوا آمالا كبيرة للذهاب بعيدا في دورة غينيا الاستوائية، وهذا بناء على العودة القوية لزملاء براهيمي، من بوابة مباراة السنغال، التي اعتبرها الكثير مرجعا مهما للتفاوض من موقع جيد مع “الأفيال”، وهو ما عكسته مجريات اللعب، بدليل أن العناصر الوطنية دخلت بشكل جيد في اللقاء، وسط حذر واضح من رفقاء يايا توري، إلا أن غياب الواقعية في نظر بعض المحللين، جعل الكفة تميل إلى المنافس، الذي تمكن من افتتاح باب التسجيل، مستغلا تمريرة في العمق، واستثمر في الوقت نفسه هفوة في الدفاع، كلفت هدفا حرك مشاعر الجزائريين.
حدث ذلك رغم حركية هجوم “الخضر” الذي هدد دفاع أبناء رونار في عدة مناسبات، دون أن يتحلى بالفعالية اللازمة، قبل أن يتدارك الأمر مع بداية المرحلة الثانية التي دخلها بشكل جيد، بعد معادلة النتيجة من طرف المهاجم سوداني، الذي قام بعمل مزدوج، من خلال تمرير الكرة نحو محرز، واستقبالها قبل أن يسكنها في مرمى الحارس الإيفواري، وإذا كانت الجماهير الجزائرية متفائلة بإمكانية ترجيح الكفة لحسم التأهل قبل انتهاء الوقت الرسمي، أو على الأقل الحفاظ على مكسب التعادل، وهذا بناء على الفرص الخطيرة التي أتيحت لزملاء فغولي، وسط تراجع واضح لعناصر المنافس.. إلا أن غياب اللمسة الأخيرة انعكس سلبا على مجريات اللعب، خاصة بعدما تمكن منتخب كوت ديفوار من ترجيح الكفة في منتصف المرحلة الثانية، قبل أن يضيف الهدف الثالث في آخر أنفاس الوقت بدل الضائع، عن طريق العائد جيرفينيو، والهدف الذي جاء عكس مجريات اللعب، موازاة مع السيطرة الواضحة للعناصر الوطنية، دون أن تجسد إلى شيء ملموس.
وإذا كانت الجماهير الجزائرية لم تخف تأثرها لصدمة الإقصاء، وهو نفس الشعور الذي ساد اللاعبين بعد صافرة النهاية، إلا أن الكثير اعترف بالجهود التي بذلها زملاء براهيمي على مدار التسعين دقيقة، ما يعكس رغبتهم في الذهاب بعيدا في “كان 2015″، ولو أن الواقعية مالت إلى مصلحة فيلة كوت ديفوار، التي عرفت كيف تستثمر في بعض الجزئيات، حسب حديث بعض محبي “الخضر”، بعد نهاية اللقاء، وهو ما فوت فرصة مهمة لأداء مسيرة مميزة في هذه المنافسة، بناء على العديد من المعطيات التي كانت تصب في مصلحة “الخضر”.
وبعيدا عن خيبة اللاعبين والجماهير الجزائرية التي تمنت تفادي مثل هذا السيناريو، إلا أن مباراة أمس كان مناسبة للعناصر الإيفوارية بغية رد الدين، بعد إقصائهم منذ 5 سنوات في نفس الدور، خلال ملحمة كابيندا، تحت قيادة المدرب رابح سعدان، وهو ما يكرس تواصل منطق تصفية الحسابات الكروية بين المنتخبين على وقع الثلاثيات، بدليل ما حدث في دورة 90 بالجزائر، حين سحق زملاء ماجر كوت ديفوار بـ3 أهداف نظيفة، قبل أن يتلقوا نفس المصير بعد سنتين من ذلك، في مهزلة زيغنشور، التي صنع فيها زملاء فوفانا الحدث آنذاك، وتسببوا في خروج أبناء المد رب الراحل كرمالي من الدور الأول.