-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشيخ الروحاني والشيخة الجنية

دجالون ينتحلون صفة مشايخ دين على السوشل ميديا

ليلى حفيظ
  • 1258
  • 0
دجالون ينتحلون صفة مشايخ دين على السوشل ميديا
بريشة: فاتح بارة

إن أصل الكثير من البلايا والرزايا في حياتنا، يكمن في تسمية العديد من الأشياء والأفعال بغير مسمياتها. ومن مثل ذلك، ما صار يفعله بعض السحرة، الذين أصبحوا يُطلقون على أنفسهم تسميات تنفي عنهم تهمة الدجل والشعوذة، كالشيخ الروحاني والشيخة الروحانية. ويُروجون، بناء على ذلك، لأعمالهم السفلية والعلوية، عبر السوشل ميديا، مُنتحلين أحيانا صفة رجال ومشايخ دين. فهل هنالك فرق فعلا بين الروحانية والشعوذة؟ وما حكم التعامل مع مثل هؤلاء؟

الروحانية شعوذة إلكترونية

من دنيا الواقع، إلى صفحات المواقع، تحولت الشعوذة الكلاسيكية إلى شعوذة إلكترونية. فانتشرت بذلك الكثير من الحسابات عبر السوشل ميديا، لأشخاص يُطلقون على أنفسهم تسمية الشيخ الروحاني والشيخة الروحانية، يزعمون خلالها القدرة الخارقة والسحرية على علاج الكثير من الأمراض النفسية والعضوية، كالشيخ مراد الجزائري، رئيس مشيخة الروحانيين العرب، كما يزعم، الذي يتواصل مع زبائنه للقيام بأعماله الروحانية السفلية والعلوية، عبر الواتساب، البوتيم ، الإيمو، أو التيليغرام. والشيخة الجنية، التي تتعامل مع مُريديها، عبر الفايسبوك.

يدّعي هؤلاء الروحانيون أن الروحانية هي أنوار الله العرفانية، التي يمنحها للعبد المطيع من عباده، أي هي معرفة ذات فهم خاص، يمنحها الله لمن يشاء.

ورغم اعتراف بعضهم لزبائنهم بأن أعمالهم السفلية تُعلّق في رمضان، إلا أن العديد منهم يستمرون في شعوذتهم، حتى بحلول الشهر الفضيل، على أساس أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال إنه إذا دخل رمضان صفدت الشياطين، ولم يقل صفدت الجن ولا الروحانيات. وبالتالي، من توقف عن أعماله السفلية والعلوية من شيوخ الروحانية، هو يشتغل، بحسبهم، مع الشياطين.. في حين، إن الروحانيين يصومون ويصلون ويحضرون التراويح، كما يزعمون.

أعمال لإخراج المسجون وربح القضايا في المحاكم

يُروج هؤلاء لأعمال روحانية دنيئة، وأحيانا يصعب تصديقها.. فهذا شيخ روحاني آخر، من أدرار، ينشط عبر الفايسبوك والواتساب، يزعم قدرته على القيام بجميع الأعمال الروحانية، وبمساعدة أقوى وأسرع ملوك الجان، ومدى الحياة، مثل فك العين والسحر والتابعة، وفك العكوسات والنحس وتيسير الأمور، عقد اللسان، سلب الإرادة، الطاعة العمياء، الخضوع والإذلال، التبريد، التهييج، زواج العانس، رد المطلقة، جلب الزبائن إلى المحلات التجارية، التفريق والشتات والكره، ودخول المحاكم وربح القضايا وإخراج المسجون، وبيع الخواتم الروحانية، وغيرها من الخزعبلات والتخاريف، التي لا يُصدقها عقل عاقل. ولكنهم يُحاولون عبرها استدراج ضحاياهم، والنصب عليهم، مثلما حدث مع مريم، التي تعترف بأن أحد هؤلاء الروحانيين سلبها مبلغ 5 ملايين سنتيم، في رمضان. في حين، إن زوج السيدة لمياء أصيب بضعف جنسي شديد، بعد تعاملها مع شيخ وضع لها عملا روحانيا قصد الإنجاب.

هذا، إضافة إلى استخدام أساليب وحيل أخرى، كانتحال صفة رجال ومشايخ دين، سواء باستغلال أسمائهم، أم صورهم، مثلما حدث مع الشيخ شمس الدين الجزائري، حيث يضع شيخ روحاني صورته على بروفايل حسابه على الأنستغرام والواتساب، وأرفقها باسم مُغاير، ويدعو الناس إلى التواصل معه قصد الاستفادة من جميع أعماله الروحانية. وحول ذلك، علّق الشيخ شمس الدين الجزائري: “حسبي الله ونعم الوكيل في هذا الدجال، الذي يصطاد بصورتي الناس، بدعوى أنه شيخ روحاني.”

الروحانية مصطلح مرادف للشعوذة

لقد أجمع العلماء على أن الروحانية تتعلق بالشعوذة والتعامل مع الجن، ونحو ذلك من الأمور التي لا يشك في تحريمها شرعا، وأن من يطلقون على أنفسهم تسمية شيوخ الروحانية هم في الحقيقة مُدلّسون، يتكسّبون بتلبيس الحق بالباطل، وجب على ولي الأمر ردعهم، لأنهم يضيعون أوقات وأموال المسلمين.

وهذا ما يؤكده الشيخ شمس الدين الجزائري، فيقول: “ليس هناك في الإسلام، ولا في العلم، ولا في المنطق، منصب يسمى الشيخ الروحاني.. فإذا كان المقصود بالشيخ الرجل الكبير في السن، فهذا عرفناه. وإذا كان المراد به الرجل العالم، فهذا عرفناه. أما الشيخ الروحاني، فهو مصطلح يشتمل على الدجل، لم نسمع عنه عند العلماء، ولا عند من سلف ولا عند من خلف.”

احذروهم حيث ثقفتموهم

وبهذا، بات من الجلي، أن الروحانيين والمشعوذين هم وجهان لعملة واحدة، حتى وإن تجمّلوا وزيّنوا مسمياتهم. ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: “من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد.” فاحذروهم حيث صادفتموهم أو ثقفتموهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!