الرأي

دكاكين‮ ‬الفتنة‮ ‬هي‮ ‬التي‮ ‬تقتل‮!‬

محمد يعقوبي
  • 4482
  • 14

إتضح لي أن أكثر ضحية إسلامية مصرية فهمت طريقة عمل الفلول وخطورتهم على الثورة المصرية، هو الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، لذلك سارعت السلطة الإنقلابية إلى اعتقاله رفقة الشاطر وعاكف وقيادات الإخوان..

حازم‮ ‬صلاح‮ ‬أبو‮ ‬إسماعيل،‮ ‬فهمها‮ ‬منذ‮ ‬البداية،‮ ‬وقالها‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬المناسبات‮ ‬وعمل‮ ‬بها‮ ‬خلال‮ ‬كل‮ ‬الصدامات‮ ‬التي‮ ‬وقعت‮ ‬بين‮ ‬مرسي‮ ‬والسلطة‮ ‬العميقة‮ ‬في‮ ‬مصر‮..‬

 

حازم أبو إسماعيل، عرف أن الإعلام الفلولي هو أخطر من عناصر أمن الدولة، وأخطر من البلطجية وأخطر من الطرف الثالث الذي يقتنص المتظاهرين ويختفي، إعلام الفلول هو الذي حسم المعركة لصالح السيسي قبل أن تبدأ، وجيّش الجيوش له في الميادين وشوه الإسلاميين إلى درجة جعلتهم فئة منبوذة في الكثير من الشوارع، ولأن المصريين بطبعهم يحبون التمثيل ومتأثرون بالممثلين، فإن ما يقوم به إعلام الفلول لا يختلف عما تفعله الدرامة المصرية بعقول المصريين، حتى تصوير بائس للإسلاميين على أنهم انتهازيون متشددون منبوذون في المجتمع، ولذلك رأينا حازم أبو إسماعيل، على عكس باقي التيارات الإسلامية يركز اعتصاماته على بوابات المدينة الإعلامية، حتى أنه فرض توازن الرعب ولولا استماتته قبل أشهر أمام المدينة الإعلامية لكان متظاهرو المعارضة قد اقتحموا قصر الاتحادية وسحلواالرئيس مرسي (…).

نجوم الإعلام الفلولي (خيري رمضان/ وائل الأبراش/ محمود سعد / نصر القفاص/ مجدي الجلاد…) وغيرهم ممن يستميتون في تدمير الكيان الإخواني بالدعاية الإعلامية المغرضة، هؤلاء ثبت بالدليل القاطع أنهم مربوطون بتمويل أجنبي لا يريد الخير لمصر، يتعلق أساسا برئيس شرطة دبي هذا الخلفان، الذي يشتم مصر وأبناءها بطريقة مريبة، وهو ما جعله مصدر تمويل هؤلاء الإعلاميين اللصوص، بدليل أن خيري رمضان، هاجمه ركّاب الطائرة الإماراتية التي جاء على متنها وكادوا يجهزوا عليه لأنه كان قادما من أبو ظبي، بعد أن قبض ثمن الخساسة الإعلامية التي يتعامل‮ ‬بها‮ ‬مع‮ ‬الإخوان‮ ‬والإسلاميين‮ ‬عموما‮…‬

حازم إمام، الوحيد المتفطن لهذه الخطورة ولو فلت من الاعتقال لكان قد صنع الفارق في اعتصام رابعة العدوية، بل لعل هذا الاعتصام كان أمام المدينة الإعلامية أكثر تأثيرا مما هو عليه في حي شعبي مقهور.

الشارع المصري لم يحسم الموقعة لصالح دعاة الشرعية، لأن قطاعات عريضة منه واقعة تحت تأثير الدعاية القوية لإعلام الفلول، الذي يصور السيسي كأنه المهدي المخلص، ويصور مرسي على أنه شيطان رجيم، ولعلها المفارقة التي تقع بين مدافع جيّد عن الباطل ومدافع سيء عن الحق، مؤكدا أن جولات عديدة من هذا الصراع سيحسمها مؤقتا المدافع الجيّد عن الباطل، في انتظار الاستفاقة لما يفعله الإعلام الفلولي الذي اعتقد أنه المسؤول الأول عن تبعات الانقلاب. صحيح.. للصلاة والدعاء والاعتكاف في رابعة وقع قوي على قلوب الانقلابيين، لكن معركة يغيب عنها‮ ‬التخطيط‮ ‬الممنهج‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬تستهلك‮ ‬جهدا‮ ‬وطاقة‮ ‬وأرواح‮ ‬المعتصمين،‮ ‬فيما‮ ‬لا‮ ‬يضر‮ ‬الإنقلابيين‮ ‬في‮ ‬شيء‮..‬ 

مقالات ذات صلة