الرأي

دَعك من العرب!!

محمد سليم قلالة
  • 3878
  • 8

كلّمني صديقي أمس، معلّقا عمّا أكتب في هذه المساحة ناصحًا: إذا أردت أن تُبقي هذه المساحة مساحةً حقيقية لزرع الأمل فينا فدَعْك من العرب. هؤلاء لا منطق لهم في التعامل مع بعضهم البعض، ولا أمان ولا شجاعة ولا صراحة لديهم. إذا ما اتخذت موقفا مع هذا ستجده قد انقلب عليه بعد حين، وإذااتخذت موقفا ضده فستجد نفسك قد فعلت ذلك وتصرفت كالمجانين.

 دعك من العرب الذين يقفون ضد حكم العسكر هنا بشراسة ويدفعون المال الوفير، ويقفون هناك معه مؤيدين بذات المال الوفير.

دعك منهم وهم الذين يقدمون 5 ملايير دولار اليوم لهذا البلد الأخ والشقيق، ثم ما يلبثوا أن يتراجعوا عن ذلك بعد حين مقدمين حججا ليست فقط واهية، بل لا تليق.

دعك من الاهتمام بسياساتهم لأنهم لا يملكون سياسة، بل هم قوم تُبّع إما إلى أمريكا يتملقونها أو إلى روسيا يستقوون بها، وكلٌ يزعم أنه سينتصر، ليس بما يملك من قدرات بل لأنه عرف من يتبع بما لديه من بركات.

دعك منهم وهم الذين يعلنون ما لا يُضمرون، ويفعلون عكس ما يقولون: يعلن قادة أحد جيوشهم هنا أنه ضد ضرب سوريا، ويسارع بعد لحظات للتنسيق والتخطيط لضربها هناك  بل ويسعد لذلك. ويتخذ وزير خارجية موقفا ضد روسيا هنا في اجتماعات الدول العربية، ليرفع السمّاعة بعد حين يعرب عن سعادته لما يقوم به لافروف، من خطوات في المنطقة…

دعك منهم، لأنك ستجد نفسك باستمرار مع الطرف الخاطئ، فكلهم في آخر المطاف سواء، واهتم بالداخل الجزائري كما بدأت، حيث تسعى لإحياء بذرة الأمل في النفوس، والجمع بين الخيّريين، وتقديم العناصر اللازمة لعلاج ما أصابنا من داء لعلّنا ننتقل من حال السقوط الحر إلى حال النهضة والوثب العالي. إننا اليوم في حاجة إلى مثل هذه المساحات ليس للحديث عن العرب وتناقضاتهم وتخلّفهم، إنما لصهر وعي جديد من الداخل يستفيد من خبرتنا السابقة، ويدرك خصائص الوضع الراهن لبناء مستقبلنا، بعيدا عن كل تلك المؤامرات والدسائس التي قبل أن تكون أجنبية هي عربية بامتياز…

هي رسالة القلم والإعلام والأدب والفكر والعلم التي نتطلع إليها اليوم، أما ما دونها فلا تزيد عن أوهام تحليل لا يُسمن ولا يُغني من جوع، نهايته واحدة سواء كنت مع هذا أو ذاك، وهي السقوط من جديد، فلا تتعب نفسك في البحث عن الأمل لدى البعيد، وانطلق من الداخل القريب.

قلت لصديقي: وهل أنسى فلسطين مع هؤلاء العرب؟

 

أجاب: إلا فلسطين فهي العقد والمعتقد.. بل هي كاشفة خبث هؤلاء العرب.

مقالات ذات صلة