-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ربّما يكون آخرَ رمضان تصومه

سلطان بركاني
  • 3310
  • 0
ربّما يكون آخرَ رمضان تصومه

يوم أو يومان ويرحل شهر شعبان، شهر عرض الأعمال على الله، كان نبيّ الهدى -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لا يصوم من شهرٍ غير رمضان كما يصوم من هذا الشّهر، فلمّا سئل عن ذلك قال: “ذاك شهر يغفل النّاس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين، فأحبّ أن يُرفع عملي وأنا صائم”. في هذا الشّهر الذي يتأهّب للرّحيل رُفعت أعمالنا إلى الله وهو العليم الخبير سبحانه. فليت شعري مَن قُبل منّا عمله وشُكر سعيه، ومن منّا ردّ عليه عمله وخاب سعيه؟ بل ليت شعري من منّا يحمل همّ قبول عمله وهو يستعدّ لوداع شعبان واستقبال رمضان؟

لعلّنا جميعا نحسّ بتقصيرنا في شهر شعبان، بل ربّما نحسّ بتقصيرنا في رمضان العام الماضي، ولعلّ كثيرا منّا يحسّون أنّهم لم يستفيدوا منه شيئا. لماذا؟ لعلّ أهمّ سبب في خسارة رمضان أنّنا لا نستعدّ له، نريد لقلوبنا أن تلين في أوّل يوم من رمضان بعد أحد عشر شهرا قضيناها في الغفلة والتعلّق بالدّنيا. نريد لنفوسنا أن تألف الجوع والقيام مع أوّل يوم من رمضان بعد 11 شهرا قضيناها نأكل ونشرب باللّيل والنّهار، وينام كثير منّا عن الصّلوات.

فالله الله أخي المؤمن أن تخسر رمضانَ آخر من عمرك، ربّما يكون آخرَ رمضان في حياتك فاستعدّ للقائه.. فكّر من الآن ماذا ستصنع فيه؟ عن أيّ شيء ستتوب، وكيف تريد أن تكون؟.. لقد فكّرتَ في إعداد مصاريف مائدة الطّعام، وقد آن الأوان أن تفكّر في إعداد مائدة الرّوح. آن الأوان أن تفكّر كيف تريد أن تكون بعد رمضان.

تذكّر أخي المؤمن أنّك لن توفّق لصيام رمضان وقيام لياليه إيمانا واحتسابا إن دخلت رمضان وقلبك لا يزال أسيرا للذنوب والمعاصي، إن دخلت رمضان وظهرك لا يزال مثقلا بالأوزار، إن دخلت رمضان ولم تفكّر في التوبة من ذنوبك ومعاصيك وتفريطك في جنب ربّك الكريم. فتب أخي إلى الله واستغفر الله من كلّ ذنب. اجلس لحظات من ليل أو نهار مع نفسك وحاول أن تتذكّر معاصيك بين رمضان العام الماضي ورمضان هذا العام. كم صلاة ضيّعت؟ كم نظرة محرّمة نظرت؟ كم أغنية سمعت؟ كم مسلما اغتبت؟ كم لفافة من السّجائر دخّنت؟

تب أخي إلى الله من هذه الذّنوب واعقد العزم على عدم العودة إليها؟. وحاول أن يكون همّك هذه الأيام هما واحدا، كيف ستعيش رمضان بقلب ليّن وروح ترفرف في السّماء؟.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!