رحم الله البرلمان
تأتي الحرب “الوهمية” الدائرة رحاها “المهترئة” بين حركة النهضة ووزيرة الثقافة لتثبت للمرة المليون بأن صلاة الغائب تجوز على المخلوق الجزائري الغريب الذي يوصف مجازا بـ”البرلمان”..
-
-
فقد طالت غيبوبته ويكاد أطباء السياسة وفقهاء القانون يصدرون في حقه فتوى “الموت الإكلينيكي”.
-
فلولا أن البرلمان فقد كل مبررات وجوده لاحتضنت جدرانه النقاش بين نائب النهضة، الذي يحق له، بل و من واجبه، أن يطرح ما شاء من الأسئلة على من يشاء من البشر، فقيرهم وغنيهم، سمينهم ونحيفهم، قصيرهم وطويلهم، وأن يستفسر عما يريد من الأمور، قديمها وجديدها، صغيرها وكبيرها، مهمها وتافهها، وإلا فلما انتخبه الشعب وما فائدة أن تكفيه الدولة بعد عوز وأن تسكنه بعد تشرد وأن تؤمًنه بعد خوف، وبين وزيرة الثقافة، التي من حقها ومن واجبها أن ترد وتبرر وتشرح دون قذف أو سب أو شتم أو تجريح، فهي لا تعمل في “ملكية خاصة”، ولا تنتمي إلى دويلة انفصالية منعزلة، وإنما إلى حكومة تنشط تحت سقف دستور ومحكومة بقوانين الجمهورية.
-
ولولا أن الحال هي الحال لما حلت صفحات الجرائد محل قبة البرلمان، ولما عوض أثير الإذاعة ميكروفونات المجلس، ولما نابت السلطة الرابعة المنقوصة بعض الشيء عن سلطة تشريعية غائبة تماما.
-
الحرب “الوهمية” بين النهضة وخليدة تومي تذكرنا أيضا بأن علاقة نواب الشعب بمبنى الهيئة التشريعية لم تعد تختلف في كثير عن علاقة أي مواطن مع أي وكالة بنكية أو مكتب للبريد، يصرفون منه رواتبهم الخيالية ويستلمون امتيازاتهم المخملية، أما النقاش والرقابة والمساءلة ففي قاعات تحرير الصحف وفي استديوهات الإذاعة.
-
رحم الله البرلمان وأسكنه فسيح الجنان وأمدّ الشعب الجزائري بجميل الصبر و حسن السلوان.