-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ردا على ظاهرة تقطيع الكراريس وتمزيق المآزر

“رد الجميل”.. حملة لتكريم الأساتذة وتنظيف المدارس

راضية مرباح
  • 1336
  • 0
“رد الجميل”.. حملة لتكريم الأساتذة وتنظيف المدارس
ح.م

على عكس ما يشاع من ظواهر سلبية تسجل نهاية كل موسم دراسي من تقطيع للكراريس قرب المؤسسات التربوية والتخلص من المآزر وتعليقها بالأشجار أو رميها بالطرقات، بادر تلاميذ مؤسسات أخرى يشرف عليها طاقم إداري، لإيجاد طرق ايجابية لختم السنة الدراسية، تكون سنة حميدة يقتدي بها المتمدرسون المقبلون، ردا على أولئك الفاشلين الذين يبحثون عن لفت الانتباه وجر إليهم أكبر عدد من أمثالهم، على غرار تكريم الأساتذة وتنظيف الأقسام والمدارس وطاولات أقسامهم وإعادتها إلى حالتها الأولى، لاستقبال موسم دراسي جديد يترك انطباع حسن في نفوس المتمدرسين حتى تستمر العادة الحميدة للأجيال المقبلة.
لجأت عدد من المؤسسات التربوية لإرساء مبادرات إيجابية لدحر ظاهرة تمزيق الكراريس وتقطيع المآزر قرب المؤسسات التربوية نهاية كل موسم دراسي، إلى فكرة تنظيف الطاولات والكراسي بإشراك مجموعة من التلاميذ، يقومون بإخراجها إلى ساحة المؤسسة ويشاركون في غسل كل ما كتب فوقها طيلة السنة الدراسية بالصابون والماء، ضمانا لإعادة صورتها الجديدة كما وجدوها في أول يوم لهم بالمؤسسة حتى تستعمل أطول مدة وتكون المبادرة سنة حميدة للاقتداء طيلة السنوات اللاحقة والسير على دربها من طرف باقي مؤسسات الوطن.

ثانوية حسين بوعلة بالعاصمة.. من هنا البداية
كسرت ثانوية الشهيد حسين بوعلة المتواجد مقرها بـ1540 مسكن في الصواشات ببلدية الرويبة شرق العاصمة، النمطية أو السلوك غير السوي لبعض التلاميذ الذين يلجؤون إلى تمزيق الكراريس ورمي المآزر مع نهاية كل سنة دراسية، وهي الظاهرة السلبية التي أخذت منحنى تصاعديا، أرهقت الطاقم التربوية وحتى الأولياء الذين يبحثون عن طرق التصدي لها من خلال إيجاد أفكار إيجابية، من شانها صناعة الفارق لتصبح عادة حميدة تغطي الفجوة، لتعود نهاية الدراسة في أجواء احتفالية كما كانت عليه في الماضي.
فثانوية حسين بوعلة التي تعتبر الرائدة في تغيير الذهنيات التي تتطلب مسايرتها من طرف باقي المؤسسات التربوية، عمدت منذ نهاية السنة الدراسية الماضية، إلى تهيئة تلاميذها وتحضيرهم للتعود على تنظيف طاولاتهم والكراسي التي درسوا فوقها طيلة الموسم الدراسي حتى تكون المبادرة كسنة حميدة تتكرر سنويا، حيث تم معاودة الكرة مرة أخرى قبل توديع الثانوية مع نهاية السنة الدراسية الجارية خلال نهاية شهر ماي، بتشكيل مجموعة من التلاميذ، قاموا بإخراج الطاولات إلى ساحة المؤسسة وقاموا بغسلها بالماء والصابون، وتركت فترة لتجف قبل أن يتم إعادتها إلى الأقسام، في جو بهيج وفرحة عارمة ما بين المتمدرسين الذين استحسنوا المبادرة، للحفاظ على مكتسباتهم التربوية التي يمكن بهكذا أفعال، أن تستغل لأطول فترة كما ستكون في حلة جيدة لمستقبليها من تلاميذ جدد خلال الموسم الدراسي المقبل.

مبادرة تربوية لتوعية التلاميذ
ولإظهار المبادرة للرأي العام حتى يتم الاقتداء بها لاحقا والقضاء على الظاهر السلبية التي تناقلتها مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ارتأت “الشروق” التقرب من إدارة ثانوية الشهيد حسين بوعلة لمعرفة بداية الفكرة الإيجابية ومن يقف وراءها، فكان رد مديرها السيد بقاص، ملما لكل الأسئلة المطروحة لها حيث أوضح أن المبادرة انطلقت مع نهاية السنة الدراسية الماضية وهي متواصلة، مذكرا أن مؤسسته جديدة ويطمح طاقمها للحفاظ على مكتسباتها لأطول فترة، فسنة كاملة من التدريس –يضيف- تتعرض لا محالة للتلطيخ والكتابة فوقها، وهو ما يدفعهم إلى تنظيفها للحفاظ على هيئتها واستغلالها لسنوات طويلة، وأوضح المتحدث أن مثل هذه المبادرة التي لا تهدف للتنظيف في المقام الأول، لأن المؤسسة تشغل عمال نظافة، بل هي فعل تربوي لتوعية التلاميذ.

حملة لرد الجميل
الاهتمام بالطاولات والالتزام بتنظيفها وعدم تلطيخها، هي مبادرة يقول المدير بقاص، أعطى لها تسمية “حملة رد الجميل”، من طرف أستاذ العلوم الإسلامية ياسين زوادي، فسنة كاملة يستغل فيها التلميذ طاولته، يفرض عليه الأمر تنظيفها حتى يجدها هو أو الوافدون الجدد إليها خلال الموسم الدراسي الجديد، نظيفة ولائقة، وكشف المتحدث أن المبادرة سبقتها جلسة مع الأساتذة قبل نهاية الموسم الدراسي، لاختيار 10 تلاميذ من كل قسم بمجموع ما يفوق 100 تلميذ، تم بمساعدتهم إخراج الطاولات إلى الساحة لتنظيفها في فترة تجاوزت 3 ساعات، ليتم إعادتها إلى الأقسام بعدما جفت، ضمن أجواء مليئة بالحماس والغبطة.
وبدوره، أوضح عز الدين زروقي، عضو المكتب الوطني لجمعية أولياء التلاميذ في تصريح لـ”الشروق”، أن مبادرات تنظيف المدارس والطاولات، تعرف انتشارا حيث سجلت الجمعية عملية مماثلة بمتوسطة بالبليدة كتلك التي عرفت رواجا كبيرا ببلدية الرويبة، بإشراك التلاميذ في تنظيف طاولاتهم بعد إخراجها إلى الساحة، أما عن تكريم الأساتذة فذكر المتحدث أن العديد من التلاميذ، انضموا للمشاركة في توديع أستاذتهم عبر العديد من المؤسسات التربوية، لاسيما منهم الذين أحيلوا على التقاعد، انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل، وسجل في هذا الصدد العديد من الأمثلة شأن الاحتفال الذي أقيم على شرف الأستاذ محمد حمدي بثانوية قويدري بخميس مليانه فضلا عن حفل توديع الأستاذة بوركبة بمتوسطة بوحفص شعبان بسطيف، في جو ممزوج بين الغبطة والحزن والبكاء في فقدانهم لأغلى وأقدم أساتذتهم.
ولفت زروقي في السياق، إلى انتشار التشهير بالظواهر السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي مقارنة بالمبادرات الايجابية التي تحسب على الأصابع وخير دليل على ذلك انتشار صور وأخبار تمزيق الكراريس والمآزر بمختلف الصفحات، عكس مبادرات تنظيف الطاولات أو تكريم الأستاذة، وهو ما يدفعنا –كما قال- إلى ضرورة مضاعفة مثل هذه المبادرات لتثمينها والدفع بها أكثر، لتعميمها مستقبلا بمختلف المدارس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!