-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رسالة نهاية السنة

عمار يزلي
  • 2463
  • 0
رسالة نهاية السنة

سنة 2016، لن تكون بالتأكيد كسابقتها، نتمنى فقط أن تكون أحسن من لاحقتها، مادام أن “الفأس” قد وضع في الرأس ووقع الرئيس قانون المالية للسنة الجديدة مع كل اللغط الذي مورس داخل قبة البرلمان من جماعة المعارضة المعروضة، وأيضا في أروقة الإعلام. وقع الرئيس ما لم تكن جماعة لويزة وبورقعة وخليدة يتوقعونه ضمن مجموعة 19 ناقص “البعض” (كون معظم أفراد المجموعة الآخرين، “زايد ناقص”).

وعليه، فقد قطع الرئيس الشك باليقين ليقول للجميع بأنه على دراية بما يجري وما يسري ويتابع خطوة بخطوة عمل الحكومة والبرلمان ويثق في فريق عمله الذي يتعامل مع سلال وسعداني والآخرين! هكذا، يريد الرئيس أن يقول لأفراد (وبقرات) المجموعة المطالبة بلقائه للتأكد من صحة ما إذا كان هو نفسه عينه الذي يشرف على الأمور والتحولات، أم أن الجماعة تعمل باسمه لحسابها الخاص من فريق الباطرونا والموالاة “المشاركة” والمعارضة “المكارشة”! كان الرد سكوتا وتوقيعا قبيل بداية السنة الجديدة بساعات. هذا الرد أفحم الجميع ممن كان يعارض الحكومة ويثني على الرئيس باعتبارهم هم من ساندوا العهدة الرابعة وكثير منهم من كانوا من مهندسيها وصناعها وخدمها الميامين. الآن، اتضح أن الرئيس هو صاحب القرار! فماذا ستقول حنون وأصحاب الحنين إلى الماضي؟ ماذا تقول مجموعة لويزة ـ تومي؟: “تومي أور نوت تومي، تلك هي المشكلة”!

نمت على تساؤلات السنة الجديدة وما قد تنجب وما قد تميت، لأجد نفسي في نهاية 2016 وقد قمت بجرد لأحوال الشعب المجرد في البلديات والمجرد من كل الحقوق والخدمات:

نحن الآن على عتبة المرور إلى السنة الميلادية الجديدة 2017، وقانون المالية الجديد زاد من حدته بعد أن أصبح الشعب على الحديدة تماما! مما بعث على الشعور بأننا بتنا نعيش على حديد ساخن! فقضية بن حديد، طالت وتشعبت، وقضية حسان، لم تتحسن، وقضايا الخليفة، صار لها خلفاء أكبر، وقضايا أخرى زادت وحركت الموس في اللحم والعظم. الشعب قد ذاق مرارة “حلاوة” العيش سنة 2016! البعض منهم، فقد ثلث قدراته المالية والبعض فقد النصف والكثير منهم فقدها كلها! الغلاء الفاحش تحول إلى كابوس يطارد الكل ويفترس الكل، فيما خلا قلة قليلة من الجزائريين الذين “هربوا من الميزيرية” بطرق مختلفة: الإطارات السامية والسامة ممن تجاوزت مداخلهم مدينة بسكانها، هم قلة مقللة، وقلة مكثرة، تجاوزوا خطر خط الفقر بقليل، منهم إطارات صغرى ومثقفون وحرفيون، لكن السواد الأعظم دفع الثمن غاليا! هذا لم يمر بدون تبعات! فقد عادت السرقات الموصوفة، والاحتيالات المدسوسة، والاختلاسات المقصوصة، وانتشرت الجريمة الفردية وبدأت بوادر الجريمة المنظمة في التوسع والتشكل على نطاق يخشى من أن يصل إلى حد المافيا المسلحة! الإرهاب والفساد وجدا وقودهما جاهزا في ارتفاع سعر الوقود، فأوقد هذا نار الفتن، ما ظهر منها وما بطن! جرائم السطو بالساطور، على كل ناطور وعلى حراس المحلات وعلى البيوت الآمنة والاعتداءات في وضح النهار وزلفا من الليل على المارين والفارين والدافعين والجارين! فقد صار الناس يخشون الخروج بعد الخامسة مساء والتاسعة صباحا! الشرطة والأمن، زادت عددا وعدة، لكن العنف والجريمة تضاعف أضعافا مضاعفة، مما جعل مصالح الأمن، لا تأمن إلا على نفسها! كل هذا والنفط لايزال يهبط سعره نحو الحضيض، رغم محاولات الحكومة كبح فرامل الانحدار بالتفاوض مع دول الخليج وخاصة السعودية وقطر والإمارات من أجل تخفيض قيمة الإنتاج في منظمة أوبك، التي سقطت “بيك” على أنفها كمنظمة كان لها شأن أيام شأن الجامعة العربية! الجامعة العربية، صارت أكثر من جامعاتنا، تفقس القرارات الفارغة ولا يخرج من البيضة أي كتكوت أصفر! داعش، لاتزال قوة رغم الضربات ولم تتأثر إلا قليلا!

المعارضة عندنا، و”مجموعة 19 ناقص 17″، صارت ترفع صوتها فوق صوت الرئيس، وتجاهر بالسوء بعد أن أفهمهم الرئيس أن “روحوا تلعبوا، راني عارف واش راني ندير”! فجن جنون حنون المدافعة عن الرئيس وخياراته “الوطنية والسيادية”، وجن “مجنونو” الثقة ـ آفة، ورفضوا أن يسكتوا ولايزالون يطالبون بمقابلة الرئيس، والرئيس يقول “لهما” في رسالة مشفرة، بدون أن يقيمهم ولا يرد عليهم لا بالنعم ولا باللا: أنتم من اخترتموني ووضعتم الثقة في، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم! لا خيارات ولا بصلات لدي لتصنع لكم “السلطة” لكم “سلاطة” معجزة! لقد عجزنا، لأنكم أنتم الذين أعجزتمونا وأوصلتم البلاد إلى حافة الهاوية! والآن دعوني أنا وحدي ومن معي في الفلك المشحون، يتحملون المسؤولية كما تحملها الشاذلي بعد أحدث أكتوبر لما تهرب الكل من تحمل المسؤولية. أنا أقوم بما أراه مناسبا. فالمرض قد وصل إلى حد البتر التي لا ينفع معها إلا “المنشار”. نحن لسنا أحسن من بريطانيا وأنا لست أكثر خبرة من مارغريت تاتشر، حين فضلت “العملية الجراحية” على الدواء طويل الأمد، الذي قد يضر ولا ينفع في النهاية. وقد جربنا المورفين والمهدئات والمسكنات لمدة 15 سنة من خلال ضخ أموال السوسيال في النسيج الاجتماعي والاقتصادي وخلق مناصب شغل، بدا أنها التهمت الأموال وشغلت الناس عن العمل ولم تشغل أحدا! حتى الشغيلة صرنا نستوردهم من الخارج! حتى بني آدم يا بني آدم؟؟! أولم تكونوا جزءا من السلطة وكنتم أنتم من يشيرون علي بهذا العمل وذلك! أنت يا حنون؟ ألم تكوني أنت من طالبت بحماية رأسمالية الدولة من خلال نظام اشتراكي ضمن إيديولوجية برجوازية؟ هذا الخلط وهذا التبني الأعمى لسياسة التهييج الشعبي بأموال النفط، هي التي قتلت الشعب في النهاية. لهذا، فلا أريد أن أسمع أحدا منكم اليوم يبكي على ما حدث وما سيحدث! أنا من يتحمل المسؤولية ودعوني أكمل مشروعي حتى نهايته! أولم تنتخبوني وتقبلوا بالإصلاح الدستوري على هذا الأساس؟ فكفاكم عبثا تعكير صفو المياه العكرة أصلا، واتركوا الشعب يموت هنيئا مرئيا وصلوا له وعليه صلاة الغائب.. وكفى بالله شهيدا.

وأفيق وأنا استغفر وأتلو الشهادة: فاشهدوا، فاشهدوا، فاشهدوا…!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!