-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رسالتي إلى الدكتور زيد الخير

رسالتي إلى الدكتور زيد الخير

سُعدت بلقاء الدكتور مبروك زيد الخير الأغواطي مرتين أو ثلاثا، وأشهد أن للرجل أخلاقا هي أعطر من زنبقة الوادي تنم عن دين مكين وتربية راسخة، كما أن فضيلة الدكتور شاعر مطبوع، ومتحدث مسترسل، فصيح العبارة، صاحب ملح واطلاع على لسان العرب.
ولعل حسن خلقه، وطيب معشره تجعله واسع الصدر لشيء من النقد الذي أروم أن أهمس به في أذنه، ومازال أهل العلم وطلبته على تراخي الدهور، وتطاول الزمان ينقد بعضهم بعضا من غير عداوة ولاشنآن.
استمعت للدكتور زيد للخير غير ما مرة في دروسه الدينية ولبعض مجالسه، وهو يشرح موطأ مالك فكانت تغلبه نزعته الأدبية، وهوايته الشعرية التي هي تخصصه الأكاديمي الأصيل عن عقلية الفقيه أو العالم الذي نذر حياته للعلوم الشرعية. كما أن الدكتور زيد الخير في المرويات حاطب ليل، وجماع حكايات وقصص لايدري من علم المصطلح والأسانيد قليلا ولا كثيرا كشأن الأدباء والقصاصين الذين تستهويهم الملح والطرائف والإغراب التي تفتن العامة من الناس.
تابعت الدكتور منذ أيام قليلة خلت، وهو يشرح حديثا في الطهارة من موطأ مالك، وأن غسل الوجه من أعمال الوضوء، كما لايخفى على أحد فطفق الشارح الكريم يستعرض محفوظاته من الشعر عن الوجه ومعنى الوجه واشتقاقات الكلمة في اللغة العربية وجعل يشرق ويغرب ويضرب في كل وادي، وكيف أن الإمام الشافعي بات ليلة عند الإمام أحمد، وكيف أن الإمام الشافعي بقدرة قادر صلى الصبح بوضوء العشاء لأنه بات يفكر في السبعين مسألة التي حلها في تلك الليلة المباركة الميمونة، وهكذا قال الشنفري في لامية العرب التي جعل الدكتور يستعرض محفوظه منها، وهكذا تحول الدرس الفقهي إلى حكايات وأشعار لاتمت إلى الفقه بسبب، فجعلت أتفرس في وجوه القلة من الحاضرين، ولعل أغلبهم من عامة الناس، وكأن شيخهم يحدثهم عن بلاد الواقواق، أو كوكب العماليق.
لو كان فضيلة الدكتور يحسن ما استهدف له من جليل العمل لبدأ برجال الإسناد أولا وشيوخ مالك في الرواية، ولست أعني أن يتحوّل الدرس من الفقه إلى علم مصطلح الحديث، ولكن كتاب الموطأ كما يعلم الدارسون هو كتاب حديث وفقه وأصول، ويجب على من يتصدى له شرحا وتقريرا أن يحيط بهذه الفنون جميعا.
قد يجادل الدكتور زيد الخير بأنه كتب ألفية في الفقه، وأنه يترأس قسم الشريعة في جامعة الأغواط، وأنه تعمم وتصدر في الجوامع بيد أني أربأ بعقله وفضله أن تغره هذه الأعمال جميعا عن حقيقة نفسه فتبيح له التقحم في ميدان هو خاوي الوفاض من أدواته، وإنني أدعو الدكتور زيد الخير إلى الاستماع لدروس الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله في شرحه للموطأ، ليعلم الفرق بين الفقيه والشاعر، والعالم والقصاص .
إنني أحب الاستماع إلى الدكتور زيد الخير، وهو يلقي قصائده الجميلة بصوته العذب، وأستفيد كثيرا من محاضراته في البلاغة والأدب، وأتمنى عليه أن يدع ما وراء ذلك لأهله فكل ميسر لما خُلق له، وبالله التوفيق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
17
  • محمد سعود النزاري الخزرجي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم اما الشيخ الدكتور مبروك زيد الخير حفظه الله عالم مبارك وأسلوبه في الشرح طيب مبارك سهل الفهم ولكن تعودت الأمة في سنواتها الأخيرة إلانتقاص والنقد الغير لائق وأصبح الحسد سمة بارزة لعصرنا الحاضر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم/محمد سعود من ايران

  • Ahmed Badri

    ان قال شخص فقوله يتراوح بين صحة و خطأ لا اكثر .
    لذا ما جرى من كلام لصاحب المقال فهو مؤسس من حيث البناء لكن متنازع فيه من حيث المعنى . و هنا يعلو صوت الحكمة و هو اخذ الحق الذي فيه و الاعراض عن غير ذلك .و من غير المعقول و لا المقبول اعتراض مقال علمي لمجرد تعصب او رأي او حتى عاطفة . و لا ننس ان القول اللين يغلب الحق البين !
    وفقني الله و اياكم لما يحبه و يرضاه و ان يجعلنا من ادوات الدعوة اليه و وسائلا للخير و البر .

  • عبدالله بن محمد الغبان

    انت حاسد واضح من كلامك

  • الدكتور ياسين .قسنطينة

    سمعت لشرح " الشيخ سالم عطية" - رحمه الله رحمة واسعة-، و الدكتور : سعيد الكملي المغربي، و شروحاتهما للموطأ مستفيضة مشهورة، فوجدت الفارق كبير و البون شاسع بين شرحيهما و شرح الدكتور مبروك زيد الخير، و أول ذلك يظهر في "هيبة المجالس" و "الإستنان بالسنن"، ثم إن ما ذكره الدكتور " الميلي" - و هو محق فيما ذكر في اعتقادي- يأتي بعد ذلك،....;أترك لكم الحكم بعد متابعة الشرح الصوتي للشيخ سالم عطية، وهو غير متوفر مصورا، و كذلك د. سعيد الكملي ،وسلسلته منشورة على اليوتيب. نسأل الله التوفيق و السداد في القول و العمل.

  • جلال

    ما أكثر الألقاب في العلم الثالث المتخلف وكل من أراد أن يفضل نفسه على الآخرين يضع كلمة دكتور أو جهبذ أو فلتة زمانه أمام لقبه مع أن ما تستشفه من كتاباته لا يرقى الى مايدعيه,إن من وضع القواعد ..الى آخره ..لما يسمى بالعلوم الشرعية هم بشر يصيبون ويخطئون ولكن الكثيرين مع الأسف ومن يسمون أنفسهم (علماء ..التابعون) يعتبرون ما قاله (سلفهم) شيئ مقدس ولايحق الا لهم وكهنوتهم الكلام فيه وهو لا يعدو( هذاالكلام) أن يكون شرح وشرح الشرح وهوامش وتزويق وتزيين ومدح لما كتب وقيل وكأنه تنزيل من عزيز حكيم وهنا بيت القصيد وهنا مربط الفرس كل من اجتهد خارج هذا النطاق فسوف يلقى غيا

  • ahmed hamdoune

    إلى الدكتور محمد مراح
    أقصد مستعصي شكرا. ما أردت قوله هو أن الاجتهاد هو ضالة كل باحث يملك ناصية من العلم و ليس حكرا على فئة محددة خاصة في مجال تاريخ الأديان و التفسير و الفقه لأن قراءة القرآن الكريم بعيون و عقول القرن الثامن الهجري ليست هي قراءة عيون و عقول عصرنا الحالي نتيجة للتراكم العلمي. فتصبح بذلك الدراسات و الاجتهادات الفقهية لطبيب أو مهندس أكثر واقعية و مصداقية عن تلك الصادرة من دكاترة الأزهر وخريجي الجامعات الدينية الذين في أغلبهم حفاظون مقلدون معادون لكل فكرة جديدة نظرا لكونهم يرتزقون من هذه المؤسسات التي اكتسبت مكانة سياسية و اجتماعية مميزة فأصبحت تشكل كابحا معطلا لمسيرة الأمة.

  • الدكتور محمد مراح- الجزائر

    ياصاحب الرقم 9 إذا كان (مصتعصي) فهو ليس كما قلت، لكن إن كان (مستعصيا )فإن علوم الشريعة لها قواعدها وأصولها تستعصى على غير المتخصص الخوض فيها بغير علم . لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتورعون من الإفتاء ويعدون هذا من امارات كمال التقى والورع، وكان الإمام مالك رضي الله عنه يجيب من عشرات الأسئلة عن ثلثها أو ادنى من ذلك ، ويقول عن الباقي :(لا أدري) تورعا . ولذا كان من معالم فقهنا وأخلاق فقهائنا الكبار أن من قال (لا أعلم فقد اجاب) . لأن علومنا دين يدين به المسلم لربه تعالى تقربا و خشية .

  • ahmed hamdoune

    إنه لمن الغرابة بمكان أن تتصدى "الدكتورة" سعاد صالح لمحمد شحرور - و هو صاحب ال14 مؤلفا في الشأن الإسلامي - قائلة فيما معناه أنت مهندس فما دخلك في الفقه و كأن الدين طلاسم مشعوذين لا يفهمها إلا أصحابها.. بهذاه الحجة التي هي حجة من لا حجة له هوجم و أسكت و نفي و قتل الكثير بفتاوى فقهاء و متفيهقين برعوا في النقل و التقليد و قدسوا الماضي إلى حد العبادة و ناصبوا العداء لكل مجتهد مجدد و راحوا يكفرون باحثين و علماء مشهود لهم بالكفاءة و اتساع الأفق أذكر منهم على سبيل الحصر علي عبد الرازق، طه حسين، محمود محمد طه ، فرج فودة..، فهل أمة تضطهد أمثال هؤلاء لها حظ في تبوء مكانة بين الأمم الراقية؟! لا أظن.

  • ahmed hamdoune

    حينما يقول البعض أن هناك كهنوت نشأ لدى المسلمين على غرار كهنوت الكنيسة في القرون الوسطى يثور البعض نافيين ناكرين ذلك بينما في الواقع نرى هذا الكهنوت ستنامى و يتغول إلى حد التكفير اهدار الدمل لأنه يعتبر نفسه الوصي و المخول الوحيد في التفسير و التأويل باسم التخصص و التكم الأصول و القواعد و المناهج فنجد شيخا يتهجم و ينكر على مجتهد ما اجتهاده لمجرد أنه لم يكن خريج الأزهر أو الزيتونة أو الحوزة الفلانية و كأن الفقه و توابعه علم رياضي معقد و مصتعصي الفهم على غير هؤلا و هذا سر الجمود و التكلس الفكري إذ كيف تنكر أنت على من تنتقده الخوض فيما خاض فيه لكونه ليس مختصا و كيف تسمح لنفسك بتوجيهه. يتبع

  • جلال

    إن نشر الفضيحة حق من حقوق المواطنة والشخص الذي يرفض متعة الفضيحة هو إنسان لا أخلاقي

  • صالح عين آرنات

    يا دكتور ! كيف تروم أن تهمس في أذنه بشيء من النقد ثم تنتقده على الملأ؟ يقول الإمام الشافعي -عليه رحمة الله- في ديوانه:
    تعمدني بنصحك في انفرادي .......وجنبني النصيحة في الجماعة
    فإن النصح بين الناس نوع ...............من التوبيخ لا أرضى استماعه
    وإن خالفتني وعصيت قولي ..........فلا تجزع إذا لم تعط طاعه

  • بوبكر العربي

    أيها الأستاذ المحترم أتفق معك وأختلف، أتفق معك أن الدرس له أدواته ومصطلحاته وطريقته في الأداء، حيث أن التزام الأستاذ والمدرس بالدرس لا يستلزم تمكنه من المادة العلمية فقط، بل يرجع إلى أمور نفسية وسلوكية ومنهجية ، ربما يستطيع من خلالها متوسط المستوى إيصال الفكرة أحسن من عالم مبرز، أما اختلافي معك هو مطالبتك من الدكتور زاد الخير أن يلتزم الأدب والشعر ويفارق الفقه والعلوم الشريعة فذلك امر جانبت فيه الصواب لأمور علمية محضة، أولهما: أنك لا تعرف مستوى الدكتور زاد الخير في العلوم الشريعة وإجازاته في ذلك، ثانيا: أن الرجل فقيه، ويكفيك بهذا التنبيه على وجوب تغيير طريقته لا لمزه في مستواه الشرعي

  • نحن هنا

    إذا قالت حذام فصدقوها فالقول ماقالت حذام

  • سليم خيراني - أستاذ جامعي

    أستاذنا الفاضل السلام عليكم
    أولا: حبذا لو كانت هذه الرسالة النصحية الذهبية بينكما حتى لا تدخل في إطار النصيحة أمام الناس فضيحة
    ثانيا: لا يستطيع الإنسان مهما بلغ من العلم أن يشق على قلوب الناس، ولا نعلم الأسباب التي جعلت الدكتور زيد الخير يغلب الجانب الأدبي على الفقهي فربما هو الميل الفكري والذوق النفسي أو حاجة في نفس يعقوب
    ثالثا: أين العيب إذا قدم المجتهد رؤيته في قضية من القضايا، ألم يُفسَّر القرآن الكريم من عدة زوايا مختلفة: فقهيا ولغويا وبلاغيا وعلمياورياضيا (الإعجاز العددي في القرآن) ؟ أليس من حق المجتهدين إعطاء وجهات نظرهم بحسب التخصص المتمكنين فيه ؟ وأين حسن الظن بإخوانك ؟

  • الدكتور محمد مراح- الجزائر

    توجيه الرسالة علنا للدكتور زيد الخير لاجدوى منه؛ إذ مضارها أكثر منافعها من ذلك : - 1- أن الدروس موضع النكير موجهة للعموم وعظا وإرشادا -2- أن تحصيل جدوى فحوى النصح ممكن كثيرا ، وإلى الإسرار بالنصح أكثر من سبيل -3- فتح الذريعة لجرح المشاعر ومسالك النفس والشيطان لمآسى البغضاء والحقد -4- تفويت منافع كثيرة تحصل من متابعة دروس الدكتور زيد، وأشهد أنه أبدع أيما ابداع في دروسه الرمضانية بقناة القرآن حول اسماء السور -5- ان الفوضى المستشرية في القنوات الجزائرية في هذا المجال اجدى بالعناية والنقد العلني والنكير والتوجيه . إذن الطريق الاجدى للرسالة الناصحة هو البريد ، وبالله التوفيق .

  • كلمة حق

    أكثر الناس اليوم مفتونون بحسن الأداء وفخامة النغمة فتقحم ميدان العلم الشرعي من ليس من أهله...وساهم في هذا الوضع وكرسه جهل الناس بتمييز العالم الراسخ من غيره...فالذين يتصدرون مجالس الفقه والتفسير والسيرة على وسائل الإعلام اليوم أكثرهم ممن لا علاقة له بذلك...إلا المظهر المغري والنفخ الإعلامي.

  • ABDEL DJABAR

    شيئ جميل أن ترى اهل التخصص وهم يسدون النصح لاخوانهم من اهل الفضل
    اعجبتني مقدمة الكاتب في إظهار جمال ما عند الرجل وحب استماعه اليه في ميدانه فليت شبابنا يعرفون ذلك عند النزول الى مدارج النقد
    والاجمل من ذلك ان ارى من اخي الحبيب الدكتور زيد الخير أن يغطي جانبا من تخصصه اللغوي لبثمر فيه ويبدع للاجيال القادمة ويترك لهم تراثا يكون له زادا من بعده
    الشكر موصول للدكتور ناصر الميلي على هذا التوجيه وشكرنا موصول الى حبيبنا الدكتور مبروك زيد الخير على تقبله فيما ورد من توجيه أخيه له
    دمتم جميعا للخير
    ولكم مني كل التقدير والاحترام
    أخوكم ابا ابراهيم الاغواطي