-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحوّلتا إلى أيقونة تعبيريّة نضالية

“رقصة الحرية” و”كوفية أبو عُبيدة”.. تغزوان المدارس والملاعب

نادية سليماني
  • 808
  • 0
“رقصة الحرية” و”كوفية أبو عُبيدة”.. تغزوان المدارس والملاعب
أرشيف

وثّق طوفان الأقصى للعديد من الظّواهر، الّتي انتشرت عبر العالم أجمع، ومن أبرزها تعميم ارتداء الكوفية الفلسطينية، التي تحوّلت خلال فصل الشّتاء إلى موضة عالمية، وصولا إلى “رقصة الحرّية” التي تحوّلت إلى علامة مُميزة للاعبي كرة القدم، بحيث يؤدون الرّقصة عند إحرازهم الأهداف.. التي تحوّلت الى أيقونة تعبيرية عالمية.
قدّم طوفان الأقصى بغزة دروسا وعبرا، ووثّق لسلوكيات ومظاهر، فزيادة على النصر العسكري والسياسي والإعلامي الذي أحرزته المقاومة الفلسطينية، فهاهو شعب غزة يبهر العالم بصبره ورباطة جأشه.
ومن أبرز ما صدّرته المقاومة بقطاع غزة للعلم أجمع، الكوفية الفلسطينية خاصة ذات اللون الأحمر التي باتت سمة مميزة للناطق العسكري باسم كتائب القسام “أبي عبيدة”، ولأن الأخير بات رمزا وبطلا، فأي كلمة يقولها وأي لباس يرتديه يتحول إلى “ترند” و”موضة”. فالكوفية الفلسطينية باتت اللباس المفضل لكثير من دور الأزياء العالمية، التي أطلقت ملابسها لشتاء وربيع 2024، وكانت الكوفية الفلسطينية بمختلف ألوانها اللباس الأكثر حضورا. بحيث حوّلها أصحاب دور عرض الأزياء إلى سراويل وفساتين وحتّى حقائب يد.
وفي الجزائر، ومع تهاطل الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، تحوّل العديد من التلاميذ إلى “مُلثمين”، بحيث يرتدون الكوفيات الحمراء عند خروجهم مساء، يغطّون بها نصف وجوههم، متشبّهين بأبي عبيدة الملثم.
ظاهرة أخرى، باتت منتشرة عالميا، بفضل طوفان الأقصى، وهي رقصة الحرّية، التي تحوّلت إلى رقصة عالمية معبرة.
وحكاية رقصة الحرية، بدأت مع ظهور شاب فلسطيني، من أبناء قطاع غزة، يبدو في العشرينيات من عمره، كان يرقص ملثما بالقرب من بنايات مدمرة بالقصف الصهيوني، غير آبه بما يدور حوله من دمار وموت، والحركات التي أداها الشاب الفلسطيني تشبه رقص السكان الأصليين في الولايات المتحدة الأمريكية أو شعب الهنود الحمر.

بلايلي يُؤدّي رقصة الحرية في الملعب
وانتشرت، لاحقا، الرقصة عالميا، متحولة إلى أيقونة تعبيرية نضالية، يؤديها المتظاهرون في مسيرات دعم غزة عبر العالم، ثم انتقلت إلى ملاعب كرة القدم، بحيث أدّاها لاعبون عرب متضامنون مع فلسطين، بمجرد تسجيلهم أهدافا.
وجميعنا شاهد اللاعب الجزائري، يوسف بلايلي، الذي لفت الأنظار باحتفالية هدفه، تضامناً مع غزة، بحيث أدى رقصة الحرية متوشحا العلم الفلسطيني، عند إحرازه هدفا لصالح ناديه مولودية الجزائر في منافسات البطولة المحلية لكرة القدم.
ورقصة الحرية انطلقت قبل طوفان الأقصى، بحيث كان يؤديها الشباب الفلسطيني خلال مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، خلال رشق جنود الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة.
وتؤكد المُختصّة في علم الاجتماع، كوثر بن دينة، أنّه أحيانا تعجز الكلمات المكتوبة أو المنطوقة، عن الإحاطة بالأحداث ونقل المواقف والتجارب المؤلمة والمفرحة الممزوجة بعواطف ومشاعر إنسانية، فيلجأ الشخص إلى وسائل أخرى أكثر نجاعة في التّعبير عن المشاعر الإنسانية والخبرات الوجدانية والتجارب الاجتماعية العميقة، عن طريق مختلف الفنون، ومنها الرّقص والنحت والرّسم… التي قد تكون أكثر تعبيرا من الكلام.
وقالت: “مثلا، عندما يعبر لك شخص حزين عن حالته النفسيّة، فقد لا تشعر بما يعانيه، ولكن في حال رسم لك نفسه وهو حزين، فالإحساس هنا يصل بسرعة أكبر إلى المُتلقّي”.
وبخصوص رقصة الحرّية المنتشرة عالميا، قالت مُحدثتنا إن الشاب الذي رقصها كان ذكيا جدا، فهو لم يرقص بالطريقة الفلسطينية المعتادة، بل أدّى حركات تعودنا على رؤيتها لدى شعب الهنود الحمر، الذين يقفون في دائرة كبيرة ويشرعون في تأدية هذه الرقصة المعبرة.
وأضافت: “الهنود الحمر، هم سكان أمريكا الأصليون، وقد تعرضت أراضيهم للنهب والسرقة وتم تهجيرهم وقتلهم وتشريدهم، في صورة مشابهة لما تعيشه فلسطين على أيدي المُحتل الصهيوني حاليا.. وبذلك أوصل هذا الشاب الفلسطيني للعام أجمع، أنه يؤدي رقصة الحرّية والمقاومة والنضال، وأن شعبه يتعرض للتهجير من أرضه في قصة مُكررة لما عاشه شعب الهنود الحُمر”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!