زين العابدين طعن الجزائر في الظهر ومارس الوشاية الكاذبة!
فضحت المواقف السرّية للرئيس الهارب، تجاه تعامله مع جارته الجزائر، فقد حمّل زين العابدين بن علي، الجزائر ما أسماه “مسؤولية الطريق المسدود الذي يقف عنده نزاع الصحراء الغربية”، وهو “السرّ” الذي فضحته وثائق الوكيليكس، في وثيقة دبلوماسية مؤرخة في 3 مارس 2008، بعد اللقاء الذي جمع بين الرئيس بن علي ونائب كاتبة الدولة الأمريكية، دافيد ويلش، بتونس.
-
ونقلت ذات الوثيقة التي نشرها موقع “ويكيليكس”، عن دافيد ويلش، في وقت سابق، قول الهارب بن علي: “أنه يجب على الجزائريين القبول بأنه لن تكون هناك دولة مستقلة في الصحراء الغربية”، وأشار زين العابدين بن علي، الذي لم يجهر بهذا الموقف، إلى أن “مشكل نزاع الصحراء معقد وحله يتطلب عدة سنوات”، مضيفا ”أن الملف لا يمكن حله من طرف الأمم المتحدة أو مجلس الأمن”!
-
وكشفت وثائق وكيليكس ان الرئيس الهارب، كان يلعب على الحبلين في تعامله بخصوص بعض “القضايا المشتركة”، خاصة ما تعلق منها بقضايا التحرّر وتقرير مصير الشعوب، حيث حاول زين العابدين، عقد إجتماع مغاربي حول ملف الصحراء الغربية، زعم أن “المغرب وليبيا قدما موافقتهما على المشاركة، إلا أن الجزائر إمتنعت بحجة أنه لم يكن هناك شيء يستدعي المناقشة”!
-
موازاة مع ذلك، جاء الرّد الأمريكي على حديث عن “أياد أمريكية” حرّكت “ثورة الياسمين” بتونس، حيث نفى فيليب كراولى، المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأمريكية، ما تردّد من أن الكشف عن “الفساد المستشري في تونس من خلال نشر برقيات دبلوماسية أمريكية أدى إلى اندلاع الانتفاضة الشعبية هناك”، والتى أدّت بدورها إلى الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي وإنتهائه بالفرار واللجوء بالعربية السعودية.
-
ونقلت شبكة “سى بى إس” الإخبارية الأمريكية عن كراولى قوله: “إن التونسيين كانوا على وعي كامل بما يحدث في تونس من فساد ومحسوبية ومحاباة للأقارب وحياة الرفاهية التى يعيش فيها زين العابدين بن على وعائلته، وأن التوانسة كانوا يعرفون ذلك قبل فترة طويلة من قيام موقع ويكيليكس بنشر مضمون البرقيات السرية الأمريكية”، وقال المسؤول الأمريكي، إن ”الشعب التونسي كان العامل الوحيد فى الانتفاضة الأخيرة والتي أدت إلى فرار الرئيس زين العابدين بن علي”.
-
ورغم أنه ظل ماسكا بالعصا من الوسط بشأن قضية الصحراء الغربية وإتحاد المغرب العربي، إلاّ أن “الزين” لم يتردّد في إتهام الجزائر سرّا، حسب ما كشفته وثائق الوكيليكس، “بعرقلة المسار المغاربي ونسف جميع الجهود المؤدية الى التطور الاقتصادي والاجتماعي”.
-
الرئيس التونسي الهارب، الذي حكم البلاد 23 سنة، قبل سقوطه وهروبه، قال للأمريكان: “إنه حاول مرارا التوسّط بين زعيمي المغرب والجزائر من أجل إيجاد مخرج لقضية الصحراء الغربية، يرضي الطرفين، لكنه لم يتوصل إلى أي نتيجة ملموسة”.
-
وقال بن علي للأمريكيين، أنه حاول مرارا عقد قمة بين المغرب والجزائر بحضور موريتانيا وليبيا وتونس، إلا أن الجزائر رفضت -حسبه- الاقتراح بحجة عدم وجود أي شيء جديد يستحق التباحث حوله(..)، وهو ما لم يجهر به، رغم أنه يعلم أن الجزائر أكدت أنها ليست طرفا في قضية الصحراء الغربية، وأن المفاوضات مطروحة بين المغرب والبوليزاريو، ما يؤكد أن الهارب بن علي قد طعن الجزائر في الظهر ومارس في حقها الوشاية الكاذبة!.