-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد إذعان فرنسا للشروط الجزائرية

سفير الجزائر بباريس يستأنف مهامه

سفير الجزائر بباريس يستأنف مهامه

أنهت الجزائر قطيعة دبلوماسية مع فرنسا، إذ قررت عودة السفير محمد عنتر داود، لمباشرة مهامه بالعاصمة باريس، بداية من الخميس، بعد اللقاء الذي جمعه، الأربعاء، مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حسب رئاسة الجمهورية.

عودة سفير الجزائر بباريس إلى منصبه تأتي بعد حوالي 3 أشهر من غيابه عنه بعد أن استدعته السلطات الجزائرية إثر التدخل غير المقبول لفرنسا في شؤونها الداخلية، وهو الإجراء الذي تلته بقرار آخر يقضي بمنع تحليق الطائرات العسكرية الفرنسية على المجال الجوي الوطني.

وقالت رئاسة الجمهورية حينها، بخصوص إجراء استدعاء السفير عنتر داود من العاصمة باريس، “في أعقاب تصريحات لم تُنفَ، نسبتها مصادر فرنسية عدة بالاسم إلى ماكرون، تعرب الجزائر عن رفضها القاطع للتدخل غير المشروع في شؤونها الداخلية”، وأضاف البيان يومها أن هذه التصريحات تحمل في طياتها اعتداء غير مقبول على ذاكرة شهداء الجزائر “الذين ضحوا بالنفس والنفيس مقاومتهم البطولية ضد الغزو الاستعماري الفرنسي”.

وجاء تحرك رئاسة الجمهورية، كرد فعل على التصريحات التي أطلقها نزيل الاليزيه ايمانوال ماكرون في لقاء مع أحفاد الحركى، والتي زعم فيها “عدم وجود أمة جزائرية قبيل الاستعمار الفرنسي للجزائر سنة 1830″، ومما ادعاه ماكرون ونقلته صحيفة “لوموند”: “الجزائر يحكمها نظام سياسي عسكري”، ووصف الجزائر بأنها تتمتع “بتاريخ رسمي تمت إعادة كتابته بالكامل”، ومن مزاعم ماكرون كذلك “يمكنك أن ترى أن النظام الجزائري متعب، وقد أضعفه الحراك”.

وبعد أيام من استدعاء الجزائر سفيرها في باريس احتجاجاً على تصريحات للرئيس الفرنسي ماكرون، ربط الرئيس عبد المجيد تبون عودة السفير بـشرط “الاحترام الكامل للدولة الجزائرية”، مشدداً على ضرورة عدم “تزييف التاريخ”.

وقال الرئيس تبون غداة استدعاء السفير في حوار للصحافة الوطنية، إن عودته “مشروطة باحترام كامل للدولة الجزائرية” من قبل باريس، وإن “التاريخ لا يزيف، وعلى فرنسا أن تنسى أن الجزائر كانت مستعمرة”.

كما تحدث الرئيس تبون مرة أخرى عن الأزمة الدبلوماسية مع فرنسا، وأكد أنه لن يقوم “بالخطوة الأولى” لمحاولة تخفيف التوتر مع فرنسا.

وفي مقابلة مع المجلة الألمانية الأسبوعية “دير شبيغل”، شهر نوفمبر قال الرئيس تبون “لا أشعر بأي ندم، أعاد ماكرون فتح نزاع قديم بطريقة غير مفيدة”، وتابع “لو قال اليميني المتطرف إيريك زمور شيئا من هذا القبيل، لا يهم، لا أحد ينتبه، لكن عندما يعلن رئيس دولة أن الجزائر ليست أمة قائمة بذاتها فهذا أمر خطير للغاية”، وأضاف وبصراحة متناهية “لن أبادر بالخطوة الأولى” وإلا “سأخسر كل الجزائريين، فلا علاقة لهذا بشخصي إنما بالأمة كلها”، وأضاف “لن يقبل أي مواطن جزائري أن أتواصل مع الذين أهانونا”.

وفي خطوة نحو حلحلة الأزمة، حل، بداية شهر ديسمبر الماضي، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، بالجزائر في زيارة مفاجئة، وهي الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لمسؤول فرنسي إلى الجزائر، منذ نشوب الأزمة الدبلوماسية الحادة بين البلدين.

وصرح الوزير الفرنسي بأنه نقل للرئيس تبون رغبة باريس في العمل من أجل إذابة الجليد وسوء التفاهم الحاصل بين البلدين، وأفاد الدبلوماسي الفرنسي بأنه وخلال حديثه مع الرئيس تبون تم التركيز على تعاون تترجمه انطلاقة حوار فعلي كشركاء في ملفات تتعلق بأمن البلدين.

وذكر الوزير الفرنسي أنه “يأمل أن يسهم الحوار الذي باشرناه في عودة العلاقات السياسية بين حكومتي البلدين مطلع السنة الجديدة بعيدا عن خلافات الماضي”، وهو الأمر الذي تحقق بعودة السفير عنتر داود إلى منصبه واستئناف مهامه اليوم الخميس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!