-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كان يشارك في تهيئة بيت الله لاستقبال رمضان

سقوط مميت لمتطوع من منارة مسجد بالبويرة

أحسن حراش
  • 1189
  • 0
سقوط مميت لمتطوع من منارة مسجد بالبويرة
ح.م

عاشت مساء الإثنين ولاية البويرة ودائرة الأخضرية بالخصوص جوا من الحزن والصدمة خيم على كامل أرجائها إثر فقدان أحد خيرة شبابها المتطوعين في العمل الخيري بشتى مجالاته، وهو الأربعيني رضا نعمون الذي سقط من منارة مسجد بمدينة الأخضرية وهو متطوع في أشغال تهيئته لرواده من المصلين خلال شهر رمضان.
ونزل خبر سقوط الشاب رضا كالصاعقة على سكان الولاية والمدينة الذين يعرفونه بحيويته وابتسامته للجميع، حيث لم يصدقوا ما وقع له وفقدانه في لحظة إثر سقوطه المميت من منارة مسجد أسامة بن زيد بمدينة الأخضرية، وهو بصدد المشاركة كعادته في أشغال بناء المسجد الذي لا يزال في طور الإنجاز، وكذا تهيئته ليكون جاهزا لاستقبال المصلين خلال شهر رمضان، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في عين المكان متأثرا بجراحه الخطيرة، قبل أن يتم تحويل جثته إلى مستشفى اعمر أوعمران بالمدينة، ليهب العشرات من الشباب هناك قصد إلقاء النظرة عليه وتعزية ومؤازرة عائلته المفجوعة.
وشيعت جنازة الشاب رضا بعد صلاة العشاء من نفس اليوم بمقبرة المدينة في جو مهيب حضره المئات من السكان من مختلف الأعمار وانطلاقا من المستشفى الذي يعمل به إلى غاية المقبرة مرورا بمنزله العائلي، حيث ساد الحزن والصدمة على كل من يعرفه وحضر جنازته، لدرجة أن المدينة يخيل للبعض بأنها مهجورة من سكانها لتنقلهم جميعا لحضور المراسيم وتوديع الصديق المبتسم.

خادم المساجد بالوراثة.. رياضي ومؤنس للمرضى
أجمع كل من حضر جنازة الشاب رضا نعمون وكل من يعرفه على أنه رغم الفاجعة التي ألمت ليس فقط بعائلة نعمون، ولكن على كل العائلات بالمدينة والولاية، إلا أن فقدانه في هذه الأيام المباركة أيام شهر شعبان ورمضان وداخل بيت الله الذي تطوع في خدمته منذ بداية التفكير في إنجازه، يحتسب له شهادة في سبيل الله تزامنت مع ذكرى يوم الشهيد كما قال أحد الشباب بأنه شهيد المسجد في يوم شهيد الوطن.
ويشهد للفقيد رضا بأنه كان من المتطوعين الأوائل في خدمة المساجد وبالتحديد مسجد أسامة بن زيد الواقع بالحي الذي يقطن فيه، وذلك منذ أن كان فكرة إلى غاية بداية تشييده قبل أن يسقط فيه وهو متطوع لخدمة رواده واستقبالهم لشهر رمضان، وهو ما ورثه من والده المتوفي الذي كان بدوره عضوا باللجنة الدينية التي أشرفت على بناء مسجد عمر بن عبد العزيز بحي القوير الشعبي، كما يشهد للفقيد الذي كان لاعب كرة قدم ومداعبا ماهرا لها في فريق إتحاد الأخضرية وإتحاد بشار، بأنه من رواد العمل الخيري بالتزامن مع العمل المهني كسائق سيارة إسعاف بالمؤسسة الصحية الجوارية للمدينة، حيث كان له دور كبير في إسعاف الكثير من المرضى ومؤانستهم وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم حتى خارج ساعات عمله، وخاصة خلال فترة كورونا وما كان يقدمه رغم خطر العدوى، وهو ما يكون شفيعا له يوم القيامة على حد تعبير أحد المشيعين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!