-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تخريب البيئة وهجر الأقارب والتبذير بعض التجاوزات الاخلافية

سلوكيات خاطئة ومُحرّمة خلال قضاء العطلة

نادية سليماني
  • 9999
  • 0
سلوكيات خاطئة ومُحرّمة خلال قضاء العطلة
أرشيف

يُخطئ كثيرون في كيفية استغلال عطلتهم الصيفية، فلا يستفيدون ولا يفيدون خاصة من ناحية السّلوكات والمعاملات تجاه غيرهم وبيئتهم. ويحرص بعض الأئمة على توجيه نصائح للعائلات، لحسن استغلال عطلتهم الصيفية، خاصة من الناحية الشرعية. كما يستنكر المواطنون تخريب بعض السياح معالم سياحية نادرة، في سلوك غير حضاري.
العطلة الصيفية للموسم 2022، تعتبر الأفضل منذ 3 سنوات، فهي عطلة خالية من كورونا ” القاتلة ” حتى مع تسجيل بعض الإصابات. والظاهرة جعلت الجزائريين يقررون تمضية عطلة صيفية مميزة. ويشير أئمة ومهتمون بالقطاع السياحي، إلى وجود سلوكيات ومفاهيم خاطئة في قضاء العطلة.
فمن الناحية الشرعية، العائلات التي تعيش الاستقرار والسكينة الصّحية، مدعوة إلى شكر الله عز وجل على هذه النعمة، والتضرع لاستمرارها.
وفي هذا الصدد، يقول إمام مسجد القدس بحيدرة، جلول قسول لـ ” الشروق”، بأن شكر النعمة مقرون بشكر المُنعم، والله عز وجل قال: ” لئن شكرتم لأزيدنكم “. والشكر بحسب ما جاء في القرآن الكريم، يكون بذكر النعمة بالقلب، وذلك باستحضار فضل الله على عباده بها. وذكرها باللسان، وذلك بالتحدّث بها قولا. وذكرها بالجوارح. فكل نوع يصدق الآخر، وإلا كان الشكر كاذبا.

شكر الخالق على نعمة التّمتع بالبحر والغابات
وقال قسول، بأن شكر الله عز وجل، على نعمة التمتع بالبحر والغابات والمناظر الطبيعية، تكون بالمحافظة عليها وحمايتها، من كل سلوك تخريبي. إذ ” لا عطلة في المعصية “.
والسلوكات الشرعية لحسن استغلال العطلة الصيفية، حسب قسول، تشمل جميع ما يقوم به الفرد مع نفسه ومع غيره، ومع محيطه. فالشجرة لها حق، ومثلها النبات والماء والحيوان، والحشرات. وكل ما يشكل البيئة التي نعيش فيها، التي يعتبر الاعتداء عليها حرام شرعا.
وكثير من الفيديوهات رصدناها خلال هذه العطلة، لشباب يقدمون على تخريب معالم طبيعية. وهو ما حصل بحر هذا الأسبوع، حيث أقدم شباب على تسلق الصخور الكلسية المتواجدة داخل مغارة بني عاد بولاية تلمسان، والتي تعتبر ثاني أكبر مغارة في العالم. في سلوك خطير، قد يتسبب في تهاوي الصخور، وتشكيل خطر على السياح المتواجدين داخلها. والشباب كانوا فرحين ويصرخون بهستيرية، ويصورون المشهد بهواتفهم. والفيديوهات أثارت حملة استنكار واسعة.
وعائلات تترك نفاياتها على الشواطئ، فحتى حفاظات الأطفال يدفنونها وسط الرمال. وآخرون يرمون الزجاج ويشعلون النار في الغابات، متسببين في حرائق خطيرة. وكلها سلوكات محرمة شرعا، لأنها مؤذية للغير وللطبيعة.

يقضون عطلتهم في ارتكاب المحرمات
وينصح المتحدث، بضرورة تصحيح مفهوم العطلة الصيفية في أذهان أبنائنا وشبابنا، بما يتناسب مع تعاليم ديننا الإسلامي. وتحسيسهم على أن قضاء وقت راحة واستمتاع ” لا يمكن أن يكون في غير المباحات وضمن الحدود المقبولة، التي لا تودي بصاحبها نحو الشبهات والحرام. كما أن الإسراف والمبالغة، لا يتوافق في كثير من الأحيان مع تعاليم الإسلام “.
ومن السلوكات المحرمة والسلبية، الناجمة عن الفهم الخاطئ لمفهوم الإجازة،يذكر منها قسول، الإسراف والتّبذير، ولوج باب الشّبهات، ارتكاب المحرمات وربما الكبائر، بدعوى الترويح عن النفس والاستمتاع بالعطلة..
فمن أهمّ مقاصد قضاء العطلة الترويح عن النفس، وهو من مباحات الشريعة، وهو فطرة إنسانية، ولكن ” لا يعني ذلك، جعل عطلتنا ويوم راحتنا، تقاعس عن أداء الطاعات والواجبات، بل تكون العطلة أدعى للمحافظة أكثر على الفرائض، خاصّة الصلاة “.

العطلة ليست تقاعسا عن الفرائض
ووجه قسول، نصائح للاستفادة من العطلة، ومنها اقتطاع وقت للتسبيح وذكر الله، وتجنب ارتكاب المعاصي، خاصة الكبائر منها. المحافظة على أداء فريضة الصلاة وفي أوقاتها، إضافة إلى الالتزام بالآداب العامة والأخلاق الفاضلة خلال العطلة.
والعطلة أيضا، هي فرصة لزيارة الأقارب ووصل صلة الرحم، خاصة المقطوعة منها. والتواصل مع الأصدقاء الذين هجرناهم، إضافة لتخصيص وقت لقراءة الكتب أو الروايات النافعة، التي نستفيد منها في الجانب الديني والتنموي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!