-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نصفها مرّ للتأكيد والنصف الثاني مع كورونا

سنة كاملة عن تتويج “الخضر” بكأس أمم إفريقيا 2019

سنة كاملة عن تتويج “الخضر” بكأس أمم إفريقيا 2019
ح.م

لم تسنح جائحة كورونا لجمال بلماضي وترسانته، بإتمام البرنامج قصير المدى الذي خطّوه منذ أن انتزعوا في مثل هذا اليوم، لقب أمم إفريقيا بامتياز من قلب بلاد النيل، حيث مرّ النصف الأول من هذه السنة المنقضية للتأكيد من خلال انتصارات متتالية خاصة الفوز الكبير في ودية كولومبيا بثلاثية نظيفة في ليل الفرنسية، وأيضا الفوز الساحق بخماسية أمام منتخب زامبيا المحترم ضمن تصفيات أمم إفريقيا.

وشلّت كورونا لُعبة الكرة ومعها مسار المنتخب الجزائري الذي مازال لا يعلم أي شيء عن رزنامته القادمة، ولحسن حظ جمال بلماضي أن أعمدة المنتخب الجزائري عادوا للملاعب وهم يبذلون جهودا كبيرة بما في ذلك المحترفين الذين ينشطون في فرنسا، حيث استرجعوا متعة اللعب من خلال بداية التحضيرات للموسم القادم.

أجبر الحجر الصحي العديد من الجزائريين على معاودة مشاهدة مباريات كروية قديمة ولكنهم في هذه الأيام استذكروا ما حدث منذ سنة في مصر، عندما صنع رفقاء سفيان فيغولي أجمل ملاحم الكرة من أول مباراة أمام كينيا إلى غاية المباراة النهائية أمام السينغال، فقد عاد المنتخب الجزائري إلى مصر التي غادرها ذات نوفمبر 2009 بألم الخسارة أمام الفراعنة بثنائية جرّتهم إلى مباراة الفصل في أم درمان، إضافة إلى حادثة الحافلة التي أوقعت فتنة كبيرة بين مصر والجزائر، وهذا منذ عشر سنوات، ولكن جمال بلماضي كان في المستوى، ولم يمر الدور الأول حتى خطف اعتراف المصريين بعلوّ كعب “الخضر”، وبدأت المنتخبات العربية تخرج تباعا من مصر إلى تونس مرورا بالمغرب، ولم يبق سوى المنتخب الجزائري الذي تحوّل إلى ظاهرة جمالية مع مرور المباريات وخطف حب وإعجاب الجميع، بعد أن سحق غينيا بثلاثية كانت مرفوقة بروعة الأداء، ثم تلاها بملحمة كروية كانت ممزوجة بالدموع أمام كوت ديفوار، سارت خلالها المباراة إلى وقت إضافي وضربات ترجيح هيتشكوكية منحت “الخضر” حبّ الناس في كامل المعمورة، واكتملت الصورة الجميلة في مباراة نيجيريا، التي فجّرت فرحة الجزائريين قبل أن تكتمل الفرحة بالتتويج في لقاء نهائي كان خاتمة أجمل مشوار للمنتخب الجزائري في تاريخه الكروي في أمم إفريقيا.

كان ضمن برنامج جمال بلماضي بعد سنة من التتويج، تثبيت الفريق الوطني كأقوى منتخب في القارة السمراء، من خلال ضمان المشاركة في “كان” الكاميرون، وبداية قوية في تصفيات مونديال قطر، ولكن الجائحة عصفت بالبرنامج، و”الخضر” لم يخسروا على الأقل، مقارنة ببقية منتخبات القارة الإفريقية، حيث توقفت كل الدوريات الإفريقية كما أن منتخباتها لا تمتلك عددا كبيرا من اللاعبين الناشطين في الدوريات الأوربية الكبرى، في الوقت الذي لعب وتألق فيه عدد كبير من الجزائريين بعد جائحة كورونا، مثل رياض محرز واسماعيل بن ناصر وسعيد بن رحمة ورامي بن سبعيني ورشيد غزال وسفيان فيغولي ونبيل بن طالب وغيرهم.

سيجد المنتخب الجزائري نفسه لو قدّر للمنافسة العودة، مجبرا على تفادي اللاعبين المحليين لأنهم جميعا من دون منافسة، كما سيجد أساسييه من الناشطين في دول الخليج العربي ناقصي منافسة، في صورة رايس مبولحي وجمال بن العمري وعدلان قديورة وبغداد بونجاح ويوسف بلايلي، وسيكون بالتأكيد التركيز على اللاعبين الناشطين في أوروبا، وقد يلجأ للعودة إلى سفير تايدر الذي يوجد في حالة منافسة مع ناديه الكندي في الدوري الأمريكي القوي، وحتى جمال بلماضي كتقني ميدان افتقد المنافسة على غرار كل مدربي القارة السمراء، وبقي ترتيب “الخضر” على حاله في الفيفا في غياب المنافسة الرسمية وحتى في الوديات.

يعتبر التتويج الذي حققه المنتخب الجزائري بلقب أمم إفريقيا منذ سنة في القاهرة، من أهم إنجازات الكرة الجزائرية في تاريخها، لأنه تحقق خارج الديار وبمشاركة كل كبار القارة السمراء من دون استثناء، كما شارك في الدورة لاعبين كبار من طينة ساديو ماني وكوليبالي وزياش ومحمد صلاح، ولُعبت الدورة لأول مرة في تاريخها بـ 24 منتخبا وفي جو مناخي غير مساعد، ومع ذلك حقق “محاربو الصحراء” اللقب من دون أي هزيمة باستثناء تعادل واحد أمام كوت ديفوار، وحققوا لقب أحسن لاعب الذي تسلمه بن ناصر، وأجمل هدف في الدورة من أقدام رياض محرز، والفرق شاسع ما بين تتويج 2019 وتتويج 1990 الذي تحقق في الجزائر، وبدورة من ثمان منتخبات فقط ومن دون مشاركة منتخبات تونس والمغرب وغانا، وشاركت مصر والكامرون بالمنتخب الثاني، فكان تتويج 19 جويلية فريدا من نوعه.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!