-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وزيرها الثاني للتعليم وللشؤون الخارجية محمد المالكي بن عصمان لـ"الشروق":

سنغافورة بوابة الجزائريين إلى جنوب شرق آسيا والصين والهند

سنغافورة بوابة الجزائريين إلى جنوب شرق آسيا والصين والهند
أمين بوذراع
الوزير الثاني للتعليم وللشؤون الخارجية لسنغافورة محمد المالكي بن عصمان

يؤكد الوزير الثاني للتعليم وللشؤون الخارجية لسنغافورة محمد المالكي بن عصمان، أن علاقة بلاده بالجزائر “دافئة وودية”، ويشدد أن “هناك مجالا لمواصلة تعزيز التجارة والاستثمارات الثنائية بين البلدين”. ويقدم مسؤول الدبلوماسية لسنغافورة في هذا الحوار مع “الشروق” سبل تعزيز التعاون بين البلدين، والفرص التي تقدمها بلاده للمتعاملين الاقتصاديين، والوصفة التي جعلت سنغافورة قطبا عالميا في جودة التعليم.

زيارة عمل إلى الجزائر، وهي مبدئيا زيارتكم الأولى لهذا البلد، ما هي تطلعاتكم خلال هذه الزيارة؟
بادئ ذي بدء، أودّ بالنيابة عن حكومة وشعب سنغافورة أن أهنئ الجزائر بمناسبة ذكرى اندلاع ثورة 1 نوفمبر.
يشرّفني أن أتواجد بالجزائر لإحياء الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سنغافورة والجزائر، وتهدف زيارتي إلى إعادة تأكيد علاقاتنا الطيبة مع الجزائر واستكشاف فضاءات جديدة للتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التكوين المهني وتكنولوجيا المعلومات.

ضعنا في صورة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؟
لقد أنشأنا علاقات دبلوماسية رسميًّا في 12 ماي 1983، لكن صداقتنا تمتدّ إلى زمن بعيد. زار الدبلوماسيُّ المتميز ووزير الخارجية الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي، سنغافورة عدة مرات خلال السنوات التي كان فيها ممثلاً لجبهة التحرير الوطني في جنوب شرق آسيا والتي كان مقرها في إندونيسيا.
ووفقا لمذكرات دبلوماسي سنغافوري، قال الإبراهيمي إنه “لن ينسى أبدا الدعم الذي قدمته سنغافورة للجزائر خلال نضالها من أجل الاستقلال”، وخاصة من رئيس وزرائنا السابق لي كوان يو. وبالمثل، تقدر سنغافورة الجزائر باعتبارها صديقا قديما عمل معنا بشكل وثيق بشأن قضايا حركة عدم الانحياز وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك في الأمم المتحدة والمحافل الأخرى.

كيف تقيّمون العلاقات الثنائية؟
تظل العلاقات بين سنغافورة والجزائر دافئة وودية، احتفلنا بالعديد من المعالم معًا.
كانت مشاركة الجزائر في الجلسة الافتتاحية للحوار بين آسيا والشرق الأوسط (AMED) في سنغافورة في جوان 2005 بمثابة معلم رئيسي في علاقاتنا الثنائية، إذ وضعت هذه المشاركة الجزائر على الخرائط الذهنية لرجال الأعمال الآسيويين، ومن المهم الانطلاق على أساس هذه المبادرات الإقليمية ومتعددةِ الأطراف لبناء الثقة والاحترام بين الدول داخل مناطق العالم وعبرها.
قام الوزير الأول جوه تشوك تونج بزيارة ناجحة إلى الجزائر في عام 2006، إذ تزايدت اهتماماتنا بمنطقة الشرق الأوسط، ومع ذلك، ما زال هناك الكثيرُ مما يمكن القيام به، وزيارتي للجزائر تهدف إلى استكشاف كيف يمكن لبلدينا العمل معًا لتحقيق المنفعة المتبادلة.
أودّ أيضًا أن أضيف أن كرة القدم تجعل العالم يتقارب أكثر، السنغافوريون يحبون كرة القدم مثل الجزائريين. نحن فخورون بأن اللاعبين الجزائريين، وهم من أفضل اللاعبين في العالم، لعبوا في أندية الدوري الممتاز في سنغافورة. وآمل أن يتم أيضًا إقامة العلاقات بين الشعوب من خلال التبادلات الرياضية والثقافية.

كيف يمكن لسنغافورة والجزائر العمل معا في المحافل الدولية لتعزيز التعددية وإعلاء سيادة القانون؟
تدعم سنغافورة بقوة الجزائر في تولي دور عضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2024-2025، باعتبارها دولة إفريقية وعربية مهمّة، فإن الجزائر في وضع جيد للمساهمة في المناقشات الجارية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. سنواصل العمل بشكل وثيق مع الجزائر لتعزيز دور التعددية في تعزيز التجارة والتنمية المستدامة والسلم الإقليمي والعالمي، وجعل الأمم المتحدة أكثر أهمية ومقاومة وملاءمة لهذه الأهداف.
إن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط والأزمات العالمية الأخرى تذكّرنا بأننا لا نستطيع أن نعتبر السلم أمرا مسلّما. باعتبارها دولة صغيرة، ليس لدى سنغافورة أي سيطرة على الأحداث العالمية. إنّ أمن سنغافورة وحتى وجودها يعتمد على ثقة المجتمع الدولي واحترامه لبعضه البعض؛ التمسك بالمبادئ الأساسية للسيادة والسلامة الإقليمية وكذلك احترام القانون الدولي.

كيف يمكن تعزيز التعاون الاقتصادي بين سنغافورة والجزائر؟
في عام 2022، كانت الجزائر من بين أكبر 10 شركاء تجاريين لسنغافورة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ بلغ إجمالي المبادلات الثنائية في السلع 1.02 مليار دولار أمريكي.
هناك مجال لمواصلة تعزيز التجارة والاستثمارات الثنائية بين البلدين، سألتقي ممثلين عن الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، ومجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، والكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل المواطنين، لاستكشاف المزيد من الفرص عن الجانب الاقتصادي.
ما زالت الجزائر سوقا كبيرة ومُربحة للمستثمرين الأجانب، فالموقع الجغرافي الاستراتيجي للجزائر على مفترق الطرق بين إفريقيا وأوروبا، ووفرة الموارد الطبيعية، وتنامي الطبقة المتوسطة، يوضح جليا إمكانات الجزائر كوجهة استثمارية بامتياز.
باعتبارها خامس أكبر مصدِّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، تستثمر الجزائر في البنية التحتية للتصدير مثل خطوط الأنابيب والمحطات. وتوفر هذه الامتيازات فرصا للشركات السنغافورية التي تسعى إلى المشاركة في نمو الجزائر.
ويسعدني النجاح الذي حققته شركات مقرها سنغافورة مثل Portek وOlam في الجزائر. ستحتفل شركة Portek بالذكرى العشرين لتأسيسها لإدارة محطة بجاية للبحر الأبيض المتوسط (BMT) . آمل أن تحفّز قصصُ نجاحهم الشركات السنغافورية الأخرى على التفكير في الاستثمار في الجزائر. كما نرحب بالشركات الجزائرية لاستخدام سنغافورة بوابةً للدخول إلى سوق جنوب شرق آسيا والصين والهند وخارجها.

تُعدّ سنغافورة مكانًا جذابًا للشركات العالمية، كيف يمكن للشركات الجزائرية الاستفادة من سنغافورة؟


أولاً، تتمتع سنغافورة بشبكة حيوية من المستثمرين العالميين بالنسبة لدولة صغيرة تبلغ مساحتها ضِعف مساحة الجزائر العاصمة فقط، واليوم، هناك نحو 400 مستثمِر عالمي يقيمون في سنغافورة.
في قطاع الطاقة، هناك أكثر من 150 لاعبًا رئيسيًا في مجال الطاقة في مجال النفط والغاز والغاز الطبيعي المسال، اختاروا ترسيخ أنشطتهم التجارية الرئيسية في سنغافورة، مما ساهم بـ19 مليار دولار من القيمة الاقتصادية المضافة في عام 2021.
ثانياً، تعدّ سنغافورة المركز الرائد لتجارة النفط في آسيا، وثالث أكبر مركز في العالم. تتيح شبكة الشركات هذه التعاون وعقد الصفقات بين مختلف الفاعلين، مما يسهّل عليهم القيام بالأعمال التجارية والتجارة في دولتنا المدينة.
ثالثًا، بيئة الأعمال المواتية في سنغافورة والحوكمة القوية والنظام البيئي المالي والقانوني القوي تجعل سنغافورة خيارًا للمستثمرين العالميين والشركات متعددة الجنسيات. ولدعم احتياجاتهم بشكل أفضل، نظلُّ منفتحين على المواهب الدولية ونواصل الاستثمار في القوى العاملة لدينا لضمان وجود مجموعة من المواهب التجارية الماهرة. ويمكن للشركات أيضًا الاستفادة من منصَّات البحث والتطوير والابتكار الواسعة في سنغافورة لتوسيع نطاق أعمالها وتنميتها.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للشركات الجزائرية الاستفادة من موقع سنغافورة الاستراتيجي كبوابةً إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا لاغتنام فرص النمو في المنطقة. وتشكل رابطة دول جنوب شرق آسيا والهند والصين مجتمعة ما يقرب من نصف سكان العالم. وتنمو هذه الأسواق بمعدل نمو سنوي متوسط للناتج المحلي الإجمالي يتراوح بين 4.5% و6.8%. تسهِّل بنيتنا التحتية الرقمية على الشركات الوصول إلى المعلومات، كما تعمل البنية التحتية القوية للاتصال (بما في ذلك الحلول اللوجستية الشاملة) على تسهيل تدفقات تجارية أكبر.

ما هو التحدي الأكبر الذي يواجهكم كوزير ثان للخارجية وكيف تتعامل معه؟
باعتبارها دولة صغيرة، فإن التحدي الأكثر إلحاحا بالنسبة لسنغافورة هو الحفاظ على أهميتنا في عالم متزايد التعقيد. إننا نعيش في فترة من التنافس المتزايد بين القوى العظمى، والاضطراب الاقتصادي العالمي، وتغيُّر المناخ الذي يلوح في الأفق، في حين نتعامل مع عالم أكثر تشرذما ويشهد العديد من الاضطرابات. كما أننا نعمل على إيجاد طرق جديدة لخلق الفرص للسنغافوريين في الخارج، مع دعم مواطنينا في الخارج.
وبالإضافة إلى إشراك القادة والشخصيات الأجنبية، فإنني أخصص الوقت لشرح سياستنا الخارجية للسنغافوريين؛ ففي نهاية المطاف، تبدأ السياسة الخارجية في الداخل.
قد يُسائل بعض السنغافوريين الحكومة بشأن مواقف سياستنا الخارجية، أو لديهم أفكارهم الخاصة حول الكيفية التي ينبغي أن تكون عليها سياسة سنغافورة الخارجية، على سبيل المثال، قد يفضل البعض ألا تدلي سنغافورة ببيانات حول الأحداث الدولية وأن تركز على قضايانا الداخلية بدلاً من ذلك.
أحاول أن أشرح لهم آثار سياساتنا الخارجية على سياساتنا الداخلية أيضًا، وكثيراً ما أشجع السنغافوريين على إشراك أقرانهم من البلدان الأخرى، وليس فقط جيراننا من ماليزيا وإندونيسيا، بل وأيضاً من مختلف أنحاء العالم، ولن نتمكن من فهم وجهات نظر الآخرين بشكل أفضل إلا من خلال إشراكهم معنا.

إلى جانب الشؤون الخارجية، تشرف أيضًا على التعليم بتميُّزِ بلدكم بأحد أفضل أنظمة التعليم في العالم، ما هو دور التعليم في تنمية سنغافورة؟
أعظم مورد في سنغافورة هو شعبنا، نظرا لصغر حجم بلدنا ونقص الموارد الطبيعية.
يؤدّي التعليم دورًا حاسمًا في تطوير المواهب والقوى العاملة المناسِبة لمساعدة سنغافورة على الازدهار والبقاء دوما مدينة للفرص.
الجدارة هي مبدأ أساسي في نظامنا التعليمي. ومن خلال التعليم، نسعى جاهدين لضمان حصول كل طفل في سنغافورة، بغضِّ النظر عن خلفيته، على بداية جيدة وفرص لتحقيق إمكاناته. نحن نعمل باستمرار على توفير المزيد من الموارد لدعم ورفع مستوى الطلاب من الخلفيات الأكثر ضعفًا، حتى تتاح لهم أيضًا فرصة الارتقاء في الحياة.
نحن نركز أيضًا على تطوير الكفاءات والمهارات المناسبة لدى طلابنا (عقلية النمو، والتفكير النقدي، وحل المشكلات، والوعي العالمي، والمهارات المشتركة بين الثقافات). نحن نبذل جهودًا متضافرة لتعزيز متعة التعلم لدى الطلاب الصغار، ومساعدة الطلاب على تطوير الدافع للتعلم ومتابعة اهتماماتهم، وتقليل التركيز المفرط على النتائج الأكاديمية. يبذل مدرّسونا ومدارسنا الكثير من الجهد للاحتفال بتنوع القدرات والمواهب، وتوجيه الطلاب لاكتشاف نقاط قوتهم واهتماماتهم، وتبني تعريفات أوسع للنجاح. عندما يغادر الطلابُ المدرسة، نأمل أن يظلوا فضوليين، وأن يكونوا مجهَّزين بالمهارات والعقليات المناسِبة لمواصلة التعلم طوال الحياة. وهذا ما سيساعد سنغافورة في المرحلة القادمة من التنمية.

كيف تأملون في تسهيل تعاون أكبر بين سنغافورة والجزائر؟ ما هي بعض أوجه التشابه بين بلدينا؟
في محفظتي الوزارية، أشرف على معهد التعليم الفني (ITE) والتعليم متعدد التقنيات (وهو ما يعادل التدريب الفني والمهني في سنغافورة). كما أترأس أيضًا فريق عمل “الارتقاء بالتلاميذ في الحياة والأسر الملهمة (UPLIFT)” ولجنة تعلم لغة الملايو وتعزيزها (MLLPC) . وفي سنغافورة، نركّز بشكل كبير على إعادة التدريب على المهارات من أجل التنمية الاقتصادية.
أتطلع إلى تبادل تجربة سنغافورة في التكوين المهني خلال لقائي مع وزير التكوين والتعليم المهنيين، ياسين مرابي، وكذلك استكشاف إمكانية التبادل الطلابي بين بلدينا.
في عالم يزداد فيه التواصل، أشعر أنه من المهم تعزيز التفاعلات بين شبابنا في جميع أنحاء العالم حتى يتمكنوا من فهم وجهات نظر وتجارب بعضهم البعض. وهو ما من شأنه أن يقوي علاقاتنا أكثر مستقبلا. وإنني أتطلع إلى زيارة معهد للتكوين المهني في الجزائر العاصمة للتواصل مع الطلاب والموظفين ولمعرفة المزيد عن مناهج التدريب المهني في الجزائر.
إلى جانب التدريب المهني، تعد ثنائية اللغة أحد أوجه التشابه الأخرى التي تتقاسمها سنغافورة مع الجزائر. يتحدث كل سنغافوري لغتين على الأقل؛ أولاً، اللغة الإنجليزية هي اللغة المشتركة لهم (كما هو الحال مع الفرنسية في الجزائر)، وثانيًا، لغتهم الأم. ونظرًا للتركيبة العرقية المتنوعة في سنغافورة، تسهِّل اللغة الإنجليزية التواصل بين المجموعات العرقية المختلفة. إن تعلّم لغتهم الأم يرسِّخ طلابنا بجذورهم الثقافية، ويعزز هويتهم السنغافورية، ويسمح لهم بفهم المجتمعات الأصلية في منطقتنا والعالم والتواصل معها بشكل أفضل.

لقد ذكرتم التنوع الذي تتمتع به سنغافورة، هل يمكنكم اطلاعنا على المزيد حول هذا الموضوع وكيف تتعامل مع الاختلافات؟
نحن نفخر بتناغمنا العرقي والديني، ولا نعتبر ذلك أمرا مسلَّما. وهذا لا يأتي بين عشية وضحاها، وقد استغرقنا عقودا من الزمن لنبني ونصل إلى ما نحن عليه اليوم. 75% من سكاننا هم من أصل صيني، و15% من الملايو، و7% من الهنود، والبقية من مجموعات عرقية أخرى. أمّا تنوُّعُنا الديني فهو أوسع: 31% بوذيون، 19% مسيحيون، 16% مسلمون، 9% طاويون، 5% هندوس، من بين آخرين. هناك الكثير من الاحترام والثقة المتبادلين بين المجموعات الدينية والعرقية، وكثيرًا ما نجري محادثات مفتوحة وصريحة مع بعضنا البعض.
يعتقد معظمنا أن ثقافاتنا وأدياننا المختلفة تتوافق جميعها مع ثقافة سنغافورة وقيمها. ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل: الإطار القانوني، والسياسات الحكومية، وفهم القادة لما هو مهم بالنسبة لسنغافورة. وكما ذكرت سابقًا، نحن نؤمن بقوة بالجدارة. وهذا يعني أن كل طفل، بغضِّ النظر عن خلفيته الثقافية أو وضعه الاجتماعي والاقتصادي، يحصل على فرص متساوية للنجاح. وينعكس هذا حتى في قادتنا المنتخبين: رئيسُنا هندي، ورئيس وزرائنا صيني، ولدينا مسلمون من الملايو مثلي يشغلون مناصب وزارية. نحن فخورون بتنوعنا، وسنغافورة أفضل بهذا التنوُّع.

ما هي بعض السبل التي يمكن لشعوبنا أن تتعلم من بعضها البعض؟
هناك مجالٌ لمواصلة تعزيز العلاقات بين شعبينا. الجزائر هي واحدة من 180 دولة شاركت في برنامج التعاون السنغافوري (SCP) . إن برنامج SCP هو وسيلة سنغافورة للمساهمة في المجتمع الدولي من خلال تبادل تجاربنا التنموية. وقد استفاد حتى الآن أكثر من 150 ألف مسؤول، بما في ذلك جزائريون، من هذه الدورات.
في العام الماضي، وللاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس البرنامج، أعلنّا عن حزمة الشراكة بين سنغافورة وإفريقيا (SAPP) لتعزيز وتحديد أولويات الدورات التدريبية للبلدان الإفريقية في مجالات تغير المناخ والاستدامة والرقمنة.
أشجِّع المزيد من المسؤولين الجزائريين على المشاركة في دورات SCP. ينبغي لهم أيضًا الاستفادة من وقتهم لاستكشاف المعالم والأصوات في سنغافورة والحياة الليلية الصاخبة. كما أشجع المزيد من السنغافوريين على زيارة الجزائر للتعرف على ثقافتها وتاريخها الغني. لقد فوجئت بسرور عندما علمت أن الجزائر موطنٌ لسبعة مواقع رائعة للتراث العالمي لليونسكو!
وفي هذا الصَّدد، أودُّ أن أجدِّد تهاني بمناسبة بمرور 40 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر. سأواصل تعزيز مصالح سنغافورة في الخارج في مناطق مختلفة، بما في ذلك الشرق الأوسط والمغرب العربي. أودُّ أن نشهد المزيد من الزيارات الثنائية رفيعة المستوى بالإضافة إلى تفاعل أقوى بين الشعبين. وإنّني أتطلّع إلى استمرار تعزيز علاقاتنا الثُّنائية في السنوات المقبلة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!