-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أسعار تصل مليون سنتيم لليلة ومختصون يحذرون من الاحتيال

شقق وأقبية ومستودعات بأسعار الفنادق والمنتجعات السياحية

وهيبة سليماني
  • 7282
  • 0
شقق وأقبية ومستودعات بأسعار الفنادق والمنتجعات السياحية

زهوة معمري: غياب الفنادق زاد من  استئجار شقق وفيلات قرب الشواطئ

حسان منوار: المصطاف في قبضة سماسرة كراء المنازل الواقعة قرب البحر

تشهد سوق كراء الشقق والمنازل والفيلات الواقعة في الولايات الساحلية، انتعاشا منقطع النظير وزيادة في الأسعار، مقابل تهافت المصطافين عليها، بسبب كثرة العروض وتنوعها واحتدام المنافسة بين أصحاب هذه العقارات، حيث لجأت عائلات كثيرة تملك مساكن بالقرب من الشريط الساحلي، إلى توفير الضروريات لتحويلها تجارة مربحة بكرائها صيفا، للذين لم يجدوا هذا العام إلا شواطئ الجزائر أمامهم للتمتع بالعطلة، بعد أن أنهكت كورونا حياتهم، وغلقت الحدود وعلقت الرحلات نحو بلدان أجنبية كانت وجهتهم المفضلة..

ونظرا إلى تجهيز الكثير من الفنادق لاستقبال الوافدين من الخارج، والتزامهم بالحجر الصحي، وتطبيق فنادق أخرى تدابير صارمة للوقاية من عدوى فيروس كورونا المستجد، أصبح كراء المنازل والشقق والفيلات، كأماكن للراحة والاستجمام، مصدرا للربح وتجارة لمالكيها، حيث تضمن هذه المساكن قضاء عطلة صيفية لائقة لبعض العائلات، في ظل التخوف من عدوى الوباء، خاصة بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات المعلن عنها من طرف وزارة الصحة.
وتزايد عروض كراء المنازل بالقرب من الشواطئ، خاصة تلك الواقعة في مدن معروفة باستقطاب المصطافين، مثل بجاية، وتيزي وزو، وجيجيل، وسكيكدة، وعنابة، وعين تموشنت، ومستغانم، وتيبازة، وتهاطلها على المواقع الالكترونية مثل موقع واد كنيس، واستغلال الفايسبوك، واليوتوب، والفايبر، والواتساب، لاستقطاب الزبائن وبأسعار مربحة، يأتي في ظل وضع استثنائي، وأمام الخيار الوحيد للسياحة الداخلية.
وسعى بعض المالكين للشقق والمنازل، والفيلات، إلى استقطاب الزبائن من خلال إظهار مزايا ومواصفات مساكنهم، عن طريق فيديوهات أو صورا متعددة، مع ترك أرقام هواتفهم.

وقال حكيم من ولاية جيجل، صاحب منزل معروض للكراء على أحد المواقع الالكترونية الخاصة بمنطقته، في اتصال مع “الشروق”، إن فتح منازل للتخييم العائلي بالقرب من الشاطئ، يتم عبر إعلانات مجانية ومن خلال عديد المواقع الالكترونية، وهذا تفاديا لدفع مبلغ مالي إلى الوكالات العقارية، وهروبا من الضرائب.
وأكد أن الهدف من توفير مساكن وشقق متنوعة ومميزة والإعلان عنها عبر الانترنت، وبإبراز الضروريات المتوفرة للمصطاف، هو محاولة لإسعاد هؤلاء، وضمان راحة واستجمام لقضاء عطلة صيفية أجمل وتعويض عطل كان يقضيها البعض في الخارج.

جزائريون يتنافسون إلكترونيا في عرض بيوتهم للكراء

ويبدو أن آثار جائحة كورونا الفيروس المستجد، وما خلفته من تدني في المستوى المعيشي، وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، أنعش سوق الكراء خلال هذه الصائفة، خاصة بعد الإعلان الرسمي لانطلاق موسم اصطياف عبر الشواطئ الجزائرية، حيث أصبح كل من يملك مسكن مهما كان وضعه وخصائصه، ومساحته، المهم يقع قرب الشاطئ، أو يطل على البحر، يحوّله إلى مصدر استثمار سهل، وتجارة موسمية، لربح المال ومواجهة مصاريف الدخول الاجتماعي القادم.

شقق ومنازل، وفيلات، ومستودعات، فرشت أغلبها وهيئت، ووفرت فيها بعض الضروريات، لتكون مصدر لاستقطاب المصطافين، وهم في الغالب عائلات، وقد عجت المواقع الالكترونية وصفحات “الفايسبوك”، بإعلانات أصحاب هذه العقارات، فإذا رغب أحد في قضاء ولو يوم واحد وليلة كاملة، على مقربة من شاطئ لولاية ساحلية، فإنه عليه أن  لا يصطدم بتلك الأسعار الخيالية، التي وصلت أحيانا إلى مليون سنتيم لليلة الواحدة.

مصطافون يقصدون الوكالات العقارية بحثا عن منازل للتخييم

وفي هذا السياق، كشفت رئيسة الفيدرالية الوطنية للوكالات العقارية، زهوة معمري، لـ”الشروق”، عن الزيادة الملحوظة في طلب كراء منازل من طرف المصطافين، خاصة القادمين من الجنوب، وقالت زهوة إن كراء المنازل في  العاصمة خلال العطلة الصيفية الحالية، عرف انتعاشا مقارنة بسنوات لم تشهد فيها كمدينة ساحلية، هذا النوع من الإيجار الموسمي، حيث أصبحت حسبها اغلب العائلات التي تملك مساكن أو شقق مطلة على البحر، تستأجرها لربح المال.
وأكدت زهوة معمري، أن هناك تهافت منقطع النظير، هذه الأيام على الوكالات العقارية من طرف بعض العائلات بحثا عن مسكن أو شقة لقضاء العطلة الصيفية قرب البحر، وحتى التي تملك هذه المساكن تقصد الوكالات لعرضها للكراء.
وأوضحت رئيسة الفيدرالية الوطنية للوكالات العقارية، معمري، أن بعض الجزائريين الذين يملكون مستودعات ومحلات قرب الشواطئ جهزوها وأثثوها للاستثمار في كرائها صيفا، وأن هذه سوق العقار الخاص بالكراء في المدن الساحلية، حسبها، انتعش بشكل مذهل، إلا أن الملاحظ هو ارتفاع الطلب مقارنة بالعرض، وهو ما رفع الأسعار والتي تكون حسب اليوم والليلة.

كورونا تعزز التصييف العائلي وكراء المنازل

وترى زهوة معمري، أن الكثير من العائلات خاصة بعد أن حرمت من السفر إلى الخارج، تعززت لديها الروابط الأسرية، وفضلت أن يكون اصطيافها عائلي، ما جعلها تبحث عن مساكن وشقق بعيدا عن الفنادق، والبروتوكول الوقائي المطبق فيها، ولتفادي العدوى، وبعض العائلات تعمدت الالتحام والبقاء في جو الأهل حتى وهي على الشواطئ، وهذا لمشاركة بعضها، الأبناء الذين نجحوا في دراستهم، حيث أكدت زهوة، أن عائلات من غرداية، وتمنراست، وتقرت، ومن مدن صحراوية، قصدت مكتب وكالتها العقارية، بحثا عن كراء مسكن أو شقة أو حتى فيلا.
وعن الأسعار، أوضحت زهوة، أن الطلب فاق العرض، وأن هذا ما جعل بعض أصحاب المنازل المعروضة للكراء يرفعون المبالغ، حيث تتراوح ما بين 3 آلاف دج إلى مليون سنتيم ليوم والليلة الواحدة، وأن أغلى الشقق تلك المؤثثة وغالبا ما تكون مكونة من 3 أو 4 غرف.

فيلات للكراء بـ40 مليونا للشهر.. ومنازل المغتربين في القائمة

وقالت رئيسة الفيدرالية الوطنية للوكالات العقارية، زهوة معمري، أن بعض أصحاب الفيلات الواقعة قرب البحر، مثل شرشال وتيبازة، وبجاية، وسكيكدة، ومستغانم، وعين تمشنت، قاموا بعرض كرائها لدى الوكالات العقارية، وأن بعض هذه الفيلات تحتوي مسابح وحدائق، وجدت فيها بعض العائلات تعويضا عن رحلات سياحية للخارج، وتتراوح أسعار كرائها بين 15 إلى 40 مليون سنتيم للشهر.
وأضافت ذات المتحدثة، مؤكدة أن مالكي هذه الفيلات، لديهم مساكن في الجبال أو في المدن الداخلية، ذهبوا إليها مفضلين الربح من الفيلات التي يملكونها في المدن الساحلية.
وأوضحت، أن كراء المنازل للتخييم الصيفي، تجارة موسمية انتعشت قصد مواجهة الخسائر المالية التي تكبدها  أصحابها خلال فترة الحجر الصحي للجائحة، وبهدف مواجهة مصاريف الدخول الاجتماعي القادم، كما أنها ضمان من خلال رفع سعر الكراء لتسديد فاتورتي الكهرباء، والماء.
وكشفت زهوة، عن زيادة الإقبال لعرض منازل وشقق المغتربين المغلقة، للكراء لدى الوكالات العقارية وهذا خلال هذه الصائفة، وجاء بعد حصول بعض أهالي هؤلاء المغتربين على وكالة تسمح لهم بذلك، يتم إرسالها عبر القنصلية، وقد وجد الجزائريون الغائبون في الخارج والذين لم يتمكنوا من دخول بلادهم لقضاء العطلة الصيفية، في منازلهم وفيلاتهم وشققهم التي بقيت مغلقة هنا، استثمارا وهم بعيدون عنها، فأجرت للمصطافين.

منازل خارج الرقابة خطر يحدق بالمصطافين.. ومطلوب فنادق عائلية

ومن جهته، قال حسان منوار، رئيس جمعية أمان لحماية المستهلك، أن الكثير من المصطافين الذين استأجروا منازل وشقق واقعة بالقرب من البحر، تفاجؤوا بوضعية مغايرة تماما لما تم الترويج له عبر إعلانات مجانية في المواقع الالكترونية، أو أنهم وقعوا ضحية نصب واحتيال، أو سرقات أو حتى اعتداءات وهم داخل هذه المنازل التي تم كراؤها.
ويرى أن المصطاف غير مؤمن، في حال قيامه بكراء منزل للتخييم الصيفي دون وثيقة أو عقد، ويمكن أن تضيع حقوقه، دون أي حماية، أو قد يجد نفسه متورطا في أشياء لم يكن يتوقعها.
وأكد أن مثل هذه الممارسات خارج القانون، تجعل أسعار الكراء غير مراقبة ويتحكم فيها سماسرة، يستغلون الوضع الحالي لموسم الاصطياف، ولهفة العائلات إلى الترفيه والترويح عن النفس ولتفريغ ضغط مرحلة كورونا الاستثنائية.
وقال حسان منوار، إن على السلطات المسؤولة التفكير في إنشاء فنادق عائلية، تحوي شققا لتصييف العائلي، وأن تفكر في رفع مستوى السياحة من خلال المنتزهات والإقامات العائلية، وتسعى لترسيخ ثقافة السياحة الغابية والجبلية، لأن الاصطياف، حسبه، ليس في الشواطئ فقط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!