-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تكوت لا تزال وفية لأغانيه رغم رحيله منذ 5 سنوات

صالح لونيسي.. الفنان الذي غنى عن السيليكوز ومات بسببه

صالح سعودي
  • 1357
  • 1
صالح لونيسي.. الفنان الذي غنى عن السيليكوز ومات بسببه
ح.م

يستعيد سكان منطقة تكوت بباتنة، الذكرى الخامسة لوفاة الفنان صالح لونيسي، على وقع تواصل توديع أبنائهم بسبب داء السيليكوز الناجم عن ممارسة حرفة الحجارة، حيث يعد الفنان الراحل صالح لونيسي من الذين غنوا عن هذا الداء الفتاك، قبل أن يموت هو الآخر بسببه يوم 8 ماي 2013.

في الثامن ماي الماضي، مرت 5 سنوات على وفاة الفنان صالح لونيسي في صمت، إثر معاناته من داء السيليكوز الناجم عن حرفة صقل الحجارة، حيث يستعيد الكثير ممن عرفوه ذكرى وفاته على وقع الأغاني التي خلد بها واقع تكوت مع مأساة حرفة الموت، مصحوبة بكثير من الحزن والاستياء، خاصة في ظل ارتفاع عدد الوفيات بهذا الداء الخطير إلى 180 ضحية، موازاة مع عجز الأطباء عن إيجاد حلول للحد منه، وعجز شباب المنطقة عن ضمان مهنية أخرى تجنبهم الموت الناجم عن حرفة صقل الحجارة التي حولت منطقة تكوت إلى يوميات للحزن واليتم والترمل.

وأجمع الكثير ممن عرفوا الفنان صالح لونيسي على أنه رحل في بداية مشواره الفني، بعدما ترك أثرا عميقا بكلمات صادقة، حيث أكد سليم يزة أن الفقيد رثى ضحايا السيليكوز بكلمات مؤثرة تزعزع كيان المستمع،كلمات لا يقوى على نحتها سوى من نحتته محنة المهنة المميتة، مضيفا أن أغاني صالح لونيسي هي صرخة نابعة من شخص احترف مهنة صقل الحجارة كما احترف فن الغناء والعزف على الآلات الموسيقية، كل نغمة وكل كلمة خرجت من حنجرته هي لسان حال جميع من اكتووا من آلام الإبادة في حق أبناء تكوت. وقال سليم يزة إن الفنان الراحل صالح لونيسي حاضر دوما بصوته الدافئ الذي أرّخ لأزمة إنسانية، حيث يشرح في مقطع من الأغنية كيف يحضّر المصاب نفسه لمقابلة الموت، ومغادرة أحبته تاركا وصية، ويطلب من العزيزة الغالية أمه مخاطبا من خلالها جميع أمهات المرضى والضحايا أن يعوّدن قلوبهن على الصبر في فقدان فلذات أكبادهن. في المقابل اعتبرت الأستاذة لامية ساكري أن الفنان الراحل صالح لونيسي ذنبه الوحيد هو الآخر أنه امتهن حرفة الآباء والأجداد (فن صقل الحجارة)، ولمن لا يعرفها حسب قولها فليزر كبريات المدن في الجزائر ليرى واجهات الفيلات مزينة بعرق وأرواح أبناء تكوت.

ومعلوم أن الفنان صالح لونيسي قد وافته المنية يوم 8 ماي 2013 عن عمر يناهز 34 سنة، متأثرا بداء السيليكوز بمستشفى آريس بباتنة، وشكّل حينها الضحية رقم 100 منذ ظهور هذا الداء الفتاك في منطقة تكوت وولاية باتنة عموما. وقد عُرف الفقيد صالح لونيسي بنضاله في الحركة الثقافية الأمازيغية، كما احترف الغناء لعدة سنوات، ثم أنتج ألبوما خصص إحدى أغانيه لداء صقل الحجارة الذي عانى منه هو الآخر لعدة سنوات، قبل أن تتدهور حالته الصحية ويفارق الحياة.

صالح سعودي

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مجبر على التعليق - بعد القراءة

    رحم الله كل من توفى بهذه المهنة التي تزين فيلات المدن الكبرى
    لكن الم يحن الوقت للتوقف عن هذه المهنة اللعينة لأنها اصلا صنعت أحزان منطقة بعينيها
    و الله حتى التزيين بحجارتها لا تعطي المنظر الجميل
    الخبز عطاها ربي في كل بلاصة كفانا كفانا ............. من يصقل الحجر قادر على صقل الذهب و الفاهم يفهم