-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ضحك على الذقون!

الشروق أونلاين
  • 6021
  • 7
ضحك على الذقون!

منح صلاحيات إضافية للولاة والأمناء العامين بالبلديات، هو تكريس “بالمقلوب” للامركزية في اتخاذ القرار وفهم خاطئ لتسيير الشأن العام للمواطنين، حيث تخلّت وزارة الداخلية منذ فترة عن مطالب تكوين الإداريين والمنتخبين، بعد ما صدّعت رؤوسنا بها “مثلما تفعل الآن مع جوازات السفر وبطاقات التعريف الجديدة”، وفضلت منحهم مزيدا من الصلاحيات التي تعمق هوة الثقة بينهم وبين المواطنين بدلا من توثيقها أو تقريبها، والسبب، هو فهم تلك الصلاحيات، على أنها مزيد من البيروقراطية، والتعنت الإداري، والعنجهية في التعامل مع المواطنين؟!

  • كيف يمكن إدراج تحوّل إداري بهذا الشكل، على أنه امتياز وليس مسؤولية، تشريف لا تكليف، حيث نعجل بصلاحيات مزعومة للسادة الولاة، تشبه في أهميتها، صلاحيات الوزير داخل الحكومة، بدلا من تنفيذ وتطبيق النظرة العكسية ولو كانت مشروعة في محاسبتهم، حسابا عسيرا عند الإضرار بمصالح المواطنين أو التغافل عنها أو حتى تهميشها ورميها في الأرشيف وحبسها داخل الأدراج مثلما يقع في الكثير من البلديات والولايات.
  • على أي أساس تكافئ السلطات العليا، الولاة والأمناء العامين بزيادة منحهم وعلاواتهم؟ هل تكافئهم على اتساع رقعة الاحتجاجات في المناطق الداخلية، أم على زيادة عدد المهمشين والمغبونين والمتمردين والغاضبين على الإدارة التي عادة ما يستعمل المواطنون صفة الإرهاب للتعبير عن سلوكاتها الرعناء واللاشعبية، حتى لا نقول شيئا آخر؟!
  • وإذا كانت الحكومة تريد من وراء مشاريع هذه القوانين الموضوعة على مكتب الوزير الأول، تحسين علاقة السلطات المحلية بالمواطنين، مثلما تدّعي، فلماذا تتأخر حتى الآن وتماطل في إصدار قانون البلدية والولاية؟ ألا يعدّ الأمر ضحكا على الذقون، وتسبيقا للامتيازات والتعويضات والعلاوات قبل المحاسبة والتدقيق في التسيير، هذا إن كان القانون المذكور يحتوي فعلا على المحاسبة والمتابعة؟!
  • ألا يعدّ هذا التحرك الجديد من وزارة الداخلية، محاولة منها لتكريس هيمنة الإدارة على حساب المنتخبين الذين باتوا مطاردين من الجميع، بسبب سلبيتهم وبرودة أدائهم داخل المجالس المحلية، حيث تقترح الداخلية منح صلاحيات للولاة بمتابعة أي منتخب وإقصائه، بسبب إدانته أمام العدالة، في أي قضية كانت، أو عدم شرعية حزبه، حتى ولو انتخبه المواطنون بأغلبية ساحقة؟!  
  • هل تعتقد الحكومة أنها بتمرير قوانين مثل هذه، تفكك قنبلة الغضب الشعبي المتزايد في كل الولايات لأخطر الأسباب، أو حتى لأتفهها، أم أننا نشهد من وراء هذه الخطوة تكريسا جديدا للبيروقراطية باسم القانون، وتوزيع لا مبرر لمزايا قانونية على إدارة متهمة بالفساد وسوء التسيير والتواطؤ في تعفين مشاكل المواطنين؟!   
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • ami

    الجزائر دولة ديمقراطيةاكثر من الديمقراطيين وشيوعية اكثر من الشيوعييين وعلمانية اكثر من العلمانيين ------
    هدا ما فهمناه من خلال مختلف المراحل التي مر بها النظام السياسي الجزائري فبعد نهاية الاستعمار فرح الشعب مستبشرا بغد مشرق فجائنا استعمار اخر بثوب الشيوعية ......
    وبعد دهاب الشيوعية استبشر الشعب بغد مشرق فجائنا استعمار اخر بثوب الليبرالية .......
    فلم نكد نفهمها حتى اطل علينا وزير الداحلية الجزائري ليعرفها لنا بما لم نكن نعرفه من قبل وهي نزع خمار المراة ولحية الرجل
    وفقا للمعايير الدولية وهدا مالم نفهمه. في حين ان الدول العلمانية تسمح بدلك وكان الدولة الجزائرية هي علمانية اكثر من العلمانيين .فبدل التكلم عن الفاق المستقبلية للبلاد والعباد واعطاء الحلول للمشاكل التي تتحبط فيها البلاد )الجهل.الفقر .البطالة .الفساد......( لازلنا ندخل في متاهات وحسابت سياسية نحن في غنا عنها فالى متى نبقى على هدا الحال ونحن في ديل الامم وعالة عليهم ...
    اكتبي يا شروق...

  • غريب

    البلدان الوحيدة الذي يتمنى سكانها العودة إلى الوراء هي بلداننا العربية المتخلفة...حسبي الله و نعم الوكيل

  • مبارك الجزائري

    أننا نتقدم بالمقلوب لو قارنتم قانون البلدية 67 خير من 90وهذا أسواء حتى تمنيا أن تبقي القوانين القديمة

  • احمد زيارة من تقرت

    قراو ولا ماقراووش تكونوا ولا ماتكونوش ماش رايح يننفع البلاد والعباد لان الرجل الجرائري هو في راسوا فهم دولة وحدوا
    والصح الحقيقي في الجزائروالي فاهم ويخدم رجل دولة بمعنى الكلمة هو وزير الداخلية كي قرر حاجة ينفدها صح وهذاك هو الصح

  • المهدي

    إن من أسباب الفساد الكبرى في الجماعات المحلية هو عدم وضع معايير محددة بالحالة التعليمية للمترشحين والمنتخبين لابد من شرط الجامعة وليس جامعة التكوين المتواصل.

  • بدون اسم

    أين تذهب توجد البيروقراطية في البلديات و الجامعات ووووو.......الخ انهم لا يتذكرون الله أو يخافون الله والله يا بلادنا ماهي راهي هكذا و لو جئنا نسير مستقمين في هذه الحياة الدنياوية والله العظيم غير ربي سبحان يعطيلنا الجنة في الدنيا قبل الأخرة لماذا لأن المجتمع الجزائري تعفن وكثر فيها الفساد والرشوة والفسق والغيرة والحسد وووو...الخ ونطلب الله أن يعطي لنا الخير من عنده ويهدينا الى الصراط المستقيم.

  • نورالدين قرارة

    إلى متى سنعيش لنرى في الجزائر وزيرا للداخلية وآخر للدفاع مدنيين متحزبين على شاكلة الدول المتقدمة؟
    إلى متى سنعيش لنرى في الجزائر وزراء يلقون محاضرات في الجامعات في مختلف التخصصات ويصدرون كتبا؟
    إلى متى سنعيش لنرى في الجزائر نوابا تغازلهم منظمات عالمية وتستجديهم لدلي بدلوهم في قضايا ما ؟
    إلى متى سنعيش لنرى في الجزائر ولاة جمهورية يكتبون في الصحافة في كل قضايا المجتمع؟
    إلى متى سنعيش لنرى في الجزائر أميارا يصلحون ليكونوا رؤساء؟
    إلى متى سنعيش لنرى في الجزائر أئمة يجعلوننا نعد الأيام لنصلي وراءهم الجمعة؟
    إلى متى ؟؟؟؟؟؟؟؟