-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تبحث في مجال البيولوجيا والمتلازمات

طالبة في الـ 15 حاضرت بالانجليزية أمام أساتذة جامعيين

سمية سعادة
  • 4925
  • 2
طالبة في الـ 15 حاضرت بالانجليزية أمام أساتذة جامعيين

لم يكن أحدا يتوقع أن تلك الطفلة الصغيرة المنطوية التي نشأت في أسرة بسيطة جدا بمنطقة مسعد ولاية الجلفة ستطرق باب البيولوجيا والمتلازمات يوما، لتحاضر أمام الأساتذة الجامعيين وهي لا تزال تلميذة في التعليم المتوسط.

إنها الطالبة زهرة شاو الخير التي انطلقت رحلتها نحو التميز والتفوق من خلال تخيلاتها حول وجود دقائق مجهرية وهي في الخامسة والنصف من عمرها.

طفولة غير عادية

كانت طفولتها تبدو للآخرين عادية، لكنها غريبة نوعا بالنسبة لها بسبب الفضول والتفكير العميق والمتواصل بعدة أشياء معقدة.

كانت زهرة تتخيل أن هناك دقائق مجهرية لكل شيء متواجد حولنا، كانت حينها في الخامسة والنصف من عمرها تنتظر دخولها إلى المدرسة بشوق وحماس لتجد إجابات عن أسئلتها وتدرس عن الأمور التي تستهويها.

في تلك السن الصغيرة، تمنت زهرة امتلاك مجهر لرؤية تلك الدقائق، خاصة عندما تأكدت من صحة فكرتها بأن لكل شيء دقائق مجهرية من خلال مشاهدتها لبعض البرامج.

كتاب العلوم غيّر حياتها

دخلت الطفلة الذكية عالم المتلازمات وهي في الخامسة ابتدائي، كانت حينها تتمنى امتلاك كتابا في علوم الطبيعة والحياة، وفي يوم من الأيام عندما كانت عائدة من المدرسة، وجدت كتابا في هذه المادة بالقرب من منزلهم، كان جديدا وكأن أحدا ما وضعه أمامها كهدية.

تقول زهرة، إنها أعجبت بصور الوثائق وبعض النصوص فيه، لكنها لم تكن تمتلك جهاز حاسوب أو انترنت حينها لتتعرف أكثر عن” الصبغيات” التي أثارت فضولها، وعندما انتقلت إلى المتوسطة، ملكت مادة العلوم اهتمامها، ونالت طريقة شرح الأستاذة إعجابها، وهناك بدأت تطرح الأسئلة، وتتذكر جيدا أن أول سؤال: ” ما معنى البيولوجيا؟”، وأجابت الأستاذة قائلة إنها “علم الأحياء”.

ثم بدأت زهرة تتعمق أكثر في الأسئلة، ولم تكن لديها أي مشكلة في الاستيعاب أو الفهم، لذلك تشعر بالامتنان لأستاذتها التي فتحت لها المجال للتساؤل والمعرفة.

إلقاء محاضرة في الجامعة

بعدما انتقلت زهرة إلى السنة الثانية متوسط، توسعت معلوماتها خاصة عندما اتصلت بالانترنت، وتواصلت مجهوداتها على نفس المنوال، إلى أن انتقلت إلى القسم الموالي، حيث انتابتها رغبة جامحة في زيارة الجامعة.

كانت مواقع التواصل الاجتماعي هي وسيلتها لتنفيذ هذه الخطوة، وبعد حوالي 3 أشهر من البحث المتواصل حققت مرادها، حيث تواصلت مع ” نادي الطبيعة” بولاية الجلفة الذي استقبلها وقام بتكريمها ومنحها فرصة ذهبية لزيارة الجامعة وإلقاء محاضرة حول المتلازمات باللغة الإنجليزية أمام الأساتذة والطلبة ووسائل الإعلام في شهر مارس من العام المنصرم، وكانت تلك خطوة جبارة، حيث ألهبت حماسها للمزيد من الإنجازات خاصة وأن الإعلام سلط عليها الضوء، ولكن سرعان ما تبدّد حلمها حينما انتشر فيروس كورونا وتوقفت كل الأنشطة.

ترجمة المصطلحات

استطاعت زهرة ذات الـ 15، والطالبة في الأولى ثانوي أن تحقق الكثير من الانجازات، حيث استطاعت أن تجمع أكبر عدد ممكن من المعلومات حول المتلازمات، وقامت بترجمة المصطلحات العلمية إلى اللغات الأخرى التي توجه اهتمامها إليها قبل سنتين من الآن، على غرار الانجليزية والفرنسية، الإسبانية، البرتغالية، الألمانية والصينية.

إعداد جدول للمتلازمات

استطاعت الطالبة المتميزة أن تعدّ جدولا يتضمن تصنيف للمتلازمات الوراثية والمكتسبة والمتلازمات التي تتعلق بالطفرات الجينية والوراثية، كان هذا المجهود تطوعيا من أجل تذليل الفهم لزملائها الذين لم يلقوا بالا لما فعلته من أجلهم.

قصة غريبة مع الرياضيات

تروي زهرة لـ “جواهر الشروق” ما وصفته بالقصة الغريبة مع الرياضيات، حيث تقول إنها في المرحلة الابتدائية كانت علاماتها جيدة في هذه المادة، ولكن عندما وصلت إلى المتوسطة تراجع مستواها بشكل ملحوظ، وأصبحت الرياضيات هي المادة الوحيدة التي تمقتها ولا تحقق فيها نتائج مرضية، ولكنها حاولت أن تفهمها من خلال الدروس التي تبث عبر قنوات “يوتيوب” ولكنها أخفقت.

وقبل فترة الحجر الصحي، وبعد أن يئست تماما، بدأت قدراتها الحسابية، التي وصفها زملاؤها بالخارقة، في الظهور شيئا فشيئا، ولكنها تناقصت قليلا أثناء الحجر.

وتتذكر زهرة جيدا تلك الليلة التي جلست فيها أمها تدرّس إخوتها الصغار، بينما لم تجد هي من يدرّسها الرياضيات، ففكرت بالأمر مليا ونامت والدموع تبلل وسادتها، خاصة عندما تذكرت معامل المادة الكبير وأنها مقبلة على شهادة التعليم المتوسط.

وفي الصباح الموالي، لاحظت زهرة نوعا من التغيير على استيعابها، ثم شيئا فشيئا بدأت تستعيد قدرتها على حل التمارين بدون أي أخطاء، بعدها انتابتها رغبة ملحة في حل المعادلات التي تطرح على الطلبة الجامعيين.

في البداية استهانت بهذه الرغبة، ولكنها أعلنت التحدي فيما بعد، خاصة عندما اطّلعت على درس “لا يوجد حل حقيقي لهذه المعادلة”، حيث أخبرهم الأستاذ بأنه سيدرّس في السنة الثالثة ثانوي، من هنا بدأت رحلتها مع البحث والتقصي، بل واكتشفت قدراتها عندما أجابت على سؤال معقد.

طموحات كبيرة وإمكانيات بسيطة

تتركز أحلام زهرة شاو الخير حاليا على الذهاب إلى العاصمة لضمان الحقوق الفكرية للحل الذي اقترحته لمسألة رياضية لم تحل من قبل، وقد أطلعت مراحل حلها مختصرة على طالب متفوق( ماستر 2 ) كان هو الآخر يبحث عن حل لها منذ 2019، فأخبرها بأنها على صواب.

وتطمح الفتاة الصغيرة أن تصبح عالمة مشهورة في البيولوجيا والفيزياء والرياضيات وأن تنال جائزة نوبل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • banix

    ما شاءالله. مزيدا من التألق والابداع

  • amar

    allah yebarek wi yetwale fi 3omrha wi ya7fede li rabaha inchalah