-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
32 سنة تمر على ملحمة جزائرية خالدة

طيف خيخون يلهم المحاربين عشية بلجيكا

الشروق أونلاين
  • 6403
  • 16
https://www.youtube.com/watchUWFhZTO7lxs

32 سنة تمر الاثنين على ملحمة خيخون التي لا تزال مضيئة، وشاهدة على روعة ما حدث عصر السادس عشر جوان 1982 في اسبانيا، وهو تاريخ ظلّ شاهدا على سيمفونية جزائرية خالدة، حينما نجح المنتخب الوطني لكرة القدم في النيل من ألمانيا الغربية بطلة أوروبا ونائبة بطل العالم آنذاك (1 – 2)، وشاءت الأقدار أن تحلّ الذكرى الـ32 لملحمة خيخون قبيل ساعات عن لقاء الجزائر – بلجيكا، ومعها تحتدم التساؤلات حول قدرة المنتخب الوطني بقيادة البوسني وحيد حاليلوزتيش على تكرار أمجاد الجيل الذهبي، واتخاذ بلد السامبا محكا إضافيا لإقلاع يمر إلى السرعة الخامسة، ويحمل فيغولي، تايدر، براهيمي، بلكالام آمال شعب كامل لجعل البرازيل ترقص على الأنغام الجزائرية، وذلك لن يكون إلاّ بصنع ملحمة متجددة في بلاد بيليه وغارينشا وزاغالو ورونالدو.

ما يزال طيف 16 جوان 1982 تطغى على أي حديث حول كرة القدم الجزائرية، بعدما فجر الخضر قنبلة هزت عرش ألمانيا الغربية في مباراة منحت ماجر وبلومي شهرة عالمية، لقّن الخضر زملاء رومينغي، كالتز، ليتباركسي، شتليكي وأرمادة من النجوم درسا مدوّيا في الواقعية، حيث أفلحت حنكة خالف ومخلوفي في تحطيم كبرياء الحارس الشهير هارالد شوماخر واستهتار مدربه العجوز “يوب دراول” عبر أداء جيل ذهبي قاده بلومي، ماجر وعصاد وهو الثالوث الذهبي الذي أبهر العالم.   

وبالعودة إلى الحدث الكروي الكوني الثاني عشر، وقع منتخبنا الوطني في المجموعة الرابعة إلى جانب ألمانيا الغربية، والنمسا والشيلي في مجموعة عادت فيها الريادة إلى النمسا، ألمانيا والجزائر بأربع نقاط من فوزين، لكن النمسا وألمانيا صعدتا على حساب الجزائر بفارق الأهداف إثر المؤامرة الشهيرة، فيما حل المنتخب الشيلي في الصف الأخير دون نقطة من خسائره أمام النمسا، ألمانيا والجزائر.

فنيات تغلبت على استفزازات  

في تمام الساعة الرابعة والربع من عصر يوم 16 جوان من عام 1982، وبملعب المولينون بمدينة خيخون بإسبانيا وأمام 20 ألف متفرج، أعطى الحكم البيروفي لابو صافرة البداية لأولى لقاءات الجزائر في نهائيات كأس العالم، ودخل الخضر بالحارس الفذ مهدي سرباح، شعبان مرزقان، فوزي منصوري، نور الدين قريشي، محمود قندوز، مصطفى دحلب، جمال زيدان، علي فرقاني، الأخضر بلومي، صالح عصاد ورابح ماجر، تحت إشراف المدرب محي الدين خالف ومساعديه رشيد مخلوفي وعبد الرحمان سوكان، بينما كانت ألمانيا الفيدرالية حاضرة عبر: شوماخر، كالتز، بريغل، فورستر، شتيليكي، ماغات، ليتبارسكي، برايتنار، دريملر، روباش، رومينيغي. وبقيادة المدرب جوب دورفال الذي أقسم قبل اللقاء أنّه سيسافر على القطار السريع إلى بلاده إذا ما عجز منتخبه عن هزم المنتخب الجزائري  “الصغير”، فيما لم يتحرج شوماخر من المراهنة مع زملائه على الفوز بثمانية (..).  

كما أطلق كارل هانز رومينيغي تصريحات استفزازية كقوله: “سأسجل العديد من الأهداف وسأهدي هدفا لزوجتي والآخر لكلبي”، فيما قال أحد زملائه “سأهدي التاسع لزميل قديم” في إشارة منه إلى ثقل النتيجة التي سيهزون بها شباك سرباح، وذهب يوب دراول بعيدا في تطاولاته حينما قال: “سألقي بنفسي في مياه المتوسط إذا خسرنا هذه المباراة”، ويبدو أن الألمان انخدعوا بالشحوب الذي طبع المنتخب الوطني خلال مبارياته الودية الأخيرة أثناء تواجده بمدينة أوفييدو وخيخون، الأمر الذي غذى سخرية الألمان، حيث راح أبطال أوروبا يتوعدون بتسجيل أثقل نتيجة في تاريخ المونديال.

وباستعادة شريط اللقاء المحفور في أذهان المخضرمين، كان الشوط الأول صعبا جدا إلا استماتة رفقاء قندوز جعله ينتهي على وقع فرحة كبيرة للجمهور الرياضي بعد انتهائه بالتعادل السلبي دون أهداف، وعدّت تلك النتيجة الجزئية بمثابة انتصار باهر، كيف لا والمنافس اسمه ألمانيا بطل أوروبا وصاحب كأسين عالميتين في 1954 و1974،  زد على ذلك أن العناصر التي تشكل منها المنتخب الألماني تعد من بين الأحسن على المستوى العالمي، وظلت تلعب لنوادي عملاقة، فيما عناصرنا كانت بالنسبة لهواة كرة القدم لا تساوي شيئا أمام الماكينات الألمانية.

الأهم أن رابح وبلومي ودحلب وعصاد وقريشي والبقية… زرعوا فينا الفرحة التي ستدوم معنا كلما استحضرنا هذه الذكرى الجميلة، لقد فازت الجزائر.. وعلى من! على ألمانيا وصيفة البطولة نفسها عام 82، وانتهت الحكاية يا شوماخر..

بداية الشوط  الثاني لم تختلف عن الأول، سيطرة حقيقة من جانب الألمان، لكن استماتة الدفاع الجزائري كانت في الموعد بقيادة الرباعي مرزقان- منصوري- قريشي- قندوز وورائه الحارس مهدي سرباح بارتماءاته التي حيرت كل من كان يتابع اللقاء ، وغيّرت (د54) موازين القوة بين المنتخبين ففي الوقت الذي كان  كل الجمهور في مختلف بقاع العالم ينتظر هدفا من جانب الألمان، إذا بشباك هذا الأخير تهتز بعد توغل الفنان جمال زيدان من مسافة بعيدة ورفع رابح ماجر الكرة بحرفنة عالية جعلت كل من ربيع دعاس ومحمد مرزوقي يرددان: “يا للروعة يا للجمال، بلومي ماجر والهدف الأول للجزائر” هدف كان بمثابة الزلزال الذي هزّ بلد الجرمان.
الضغط الألماني الذي تكلل بهدف التعديل للقائد رومينيغي (د 68)، لم يكن إلا ظرفيا حيث بدد الخضر فرحة المنافس في أقل من دقيقة بعد هجمة شهدت 11 تمريرة متصلة دون أن يلمس الكرة أي لاعب ألماني، وسط دهشة القيصر فرانتز بيكنباور، ولم تكن العشرين دقيقة المتبقية لتبتسم لمن توطأوا بعدها، حيث استمات سرباح ومعه قندوز وقريشي وغيرهم في إبطال ضغط أصحاب اللونين الأبيض والأسود، قبل أن تنفجر الفرحة  وتخرج الجزائر عن بكرة أبيها إثر صافرة النهاية.

بيكنباور لم يهضم شيئا

الأداء الكبير المقدم من قبل التشكيلة الوطنية في مباراتهم الأولى أمام ألمانيا، جعل الكثير من شعوب المعمورة الذين لم يكونوا يسمعوا من قبل عن اسم الجزائر يبحثون عن مكان بلدنا العزيز على الخارطة السياسية، سيما أن الجزائر كانت هي المادة الدسمة وحديث الساعة، حيث تراقصت كبرى وسائل الإعلام الدولية ليلة اللقاء على إيقاع الانتصار الباهر الذي حققه المنتخب الوطني وقهرهم للألمان، إذ عنونت صحيفة “ليكيب الفرنسية” بالبنط العريض “الجزائر تمرغ أنف ألمانيا في التراب”، وخرجت صحيفة “بيلد الألمانية” معاتبة منتخب بلادها: “رومينيغي ورفاقه تهاووا أمام واقعية الجزائريين” بينما اعتبرت صحيفة “آص” الاسبانية أن الجزائر التي لم تشارك في كأس العالم منذ تأسيسها لقنت أبطال أوروبا درسا لن ينسوه، واصفة المنتخب الوطني بأنه كان فريقا ملهما ومبدعا وأجاد تسيير النزال.

ثاني أبرز حدث في تاريخ المونديال 

ويعتبر قهر رفقاء عصاد لألمانيا في مونديال إسبانيا عام 1982 ثاني أبرز مفاجأة في تاريخ المونديال، وتحوّل منتخب “الخضر” بذلك إلى أول منتخب إفريقي يقهر أحد منتخبات القارة العجوز في نهائيات كأس العالم. وتعدّ نتيجة الجزائر الأشهر من نوعها بعد مفاجأة كوريا الشمالية التي تمكنت في أول مشاركة لها في عام 1966 من هزم إيطاليا وتخطي دور المجموعات، وواجهت في ربع النهائي البرتغال التي تقدمت عليها بثلاثة أهداف نظيفة في الشوط الأول  إلى أن صحا الراحل أوزيبيو وسجل أربعة أهداف، لتنتهي المباراة بنتيجة خمسة أهداف لثلاثة لصالح البرتغال.

الفيفا فرضت التوقيت الموحد بسبب ما حدث للخضر 

ما حدث دفع الفيفا لتغيير بعض قوانين المباريات الأخيرة للأدوار الأولى في كؤوس العالم، فبعد الذي حدث بين ألمانيا والنمسا الذين تواطؤا على منتخبنا الوطني، تقرر أن تلعب جميع مباريات الجولة الأخيرة من أي منافسة دولية في وقت واحد تفاديا لترتيب نتيجة اللقاء.
وكان زملاء عصاد قد سقطوا في الفخ النمساوي وانهزموا بهدفين، في وقت فاز الألمان على الشيلي بثلاثية نظيفة، ما جعل الخضر مطالبين بالفوز على الشيلي بالنتيجة ذاتها لكسب جواز المرور إلى الدور الثاني، لكن مواجهة العار بين ألمانيا والنمسا أطاحت بكل الآمال بعد فوز الجزائر على الشيلي بأقل فارق (3- 2)، ليحصل المحظور إثر فوز الألمان على جيرانهم النمساويين بهدف وحيد في مقابلة مطبوخة وُصفت بـ “مواجهة العار”، بينما لم تتردد الجماهير الحاضرة عن ترديد كلمة الجزائر باعتزاز وفخر، واستنكارا لمن تآمروا لإقصائها. وما اعترافات كرانكل وبريغل إلا غيض من فيض.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
16
  • sofiane

    رغم أني جزائري حتى النخاع لكن لا أود أن ينطبق علينا قول المتنبي:
    و تعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
    بالتوفيق لمنتخبنا العزيز أتمنى فقط فوزا لا ملحمة قد يظل يرددها البعض 32 سنة أخرى٠

  • sofiane

    الكامرون تغلبت على أرجنتين مارادونا في افتتاح كأس العالم 1990 بعشرة لاعبين و تأهلت للربع النهائي
    الكامرون تغلبت على برازيل رونالدينهو في ربع نهائي ألعاب سيدني 2000 بتسعة لاعبين وأحرزت الذهب
    نيجيريا تغلبت على برازيل رونالدو في نصف نهائي ألعاب أطلانطا 1996 وأحرزت الذهب
    غانا2010 و السنغال2002 تأهلوا للربع النهائي
    سؤال بسيط لكاتب المقال الملحمة : إذا كان فوز الجزائر بمقابلة ضد ألمانيا منذ 32 عاما ملحمة فكيف تسمي انجازات منتخبات إمكانياتها أقل بكثير .

  • الاسم

    الناس اداوا كاس العالم و انساوها و احنا ربحن مقابلة من 32 سنة ومازلنا لضرك نحكوا عليها و الله عيب

  • tarik alkoubi

    أعملوها ذكرا وطنية و تهناو

  • morad

    شكرا للأخ كمال على الرد وبالدليل وأنا بدوري أقول احس ببحرج لما يتحدثو على لقاء اوقف الكرة الوطنية في 1982 والله عيب ديرو كيما الشعوب وفكرو كما تفكر االشعوب أيضا كم أنبذ حمية الجاهلية (قهر الألمان والخ ....من عبارات جعلتنا نسير220 كلم في الساعة الى العصر الحجري)

  • aissa

    Le dernier but marqué par l'équipe nationale au mondial, c'était au Mexico 2006.
    Le but était marqué par Djamel Zidane contre l'Irlande

  • Aissamandy

    خويا Omar البيض اللي ما عندوش تاريخ وما ينظرش بنظرة عبرة من تاريخه بالمليح والقبيح ما يقدرش يتقدم إلى الأمام ، الماضي كل شيئ والتفاؤل هي خصلة من خصال الحي الذي يرزق، والتشاؤم من صفة الميت وخلينا خويا نكونوا من أهل الأحياء ولو لبعض الأيام فقط. صحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــط

  • omar

    كرهت سنة 1982 بسبب هاذ المتش كرهتونا حشمتونا

  • khalil

    aychine belmadi il faut faire mieux est regardez avant

  • kamel

    اسطرة جيل الثمانينات يا اخي هدا الجيل هل فاز بلقب قاري .... لا رغم المستوى المتواضع للكرة الافريقية في تلك الفترة يتباهون بمبارات عمرها 90 دقيقة وانهزامهم امام النمسا دليل على ان المانيا هزمها غرورها واليكم الان نتائج تشابه نتيجة 82
    أيرلندا الشمالية 1- 0 إسبانيا
    1982 بلغاريا 2 - 1 ألمانيا 1994
    ألمانيا الشرقية 1 - 0 ألمانيا الغربية 1974
    ألمانيا الغربية 3 -2 المجر 1954
    السنغال 1 - 0 فرنسا 2002
    كوريا الجنوبية 2 - 1 إيطاليا 2002
    كوريا الشمالية 1 - 0 إيطاليا 1966
    الكاميرون 1 - 0 الأرجنتين 1990

  • test

    لا ارى اي تشابه بين مباراة في الجلد المنفوخ وتعريف الملحمة
    يقول المثل: عجوزة وشدت سارق، تحكي قصتها لمن يريد سماعها في الحي والعائلة مرار وتكرارا

    الملحمه هي قصة شعرية طويلة مليئة بالأحداث غالباً ما تقص حكايات شعب من الشعوب في بداية
    تاريخه وتقص عن تحرك جماعات بأكملها وبنائها للأمة والمجتمع
    الإلياذة
    الأوديسة لهوميروس
    الفردوس المفقود لجون ملتون
    الشاهنامه لفردوسي
    المهابهاراتا الهنديه

  • 1975

    السلام .انشاء الله خير .بصح وين راح جثة جثة

  • okba

    كرهتونا الماتش عندو 32 سنة بزاف عيب الناس داو كاس العالم ما داروش كيفنا

  • منصور الجزائري

    لنكن واقعيين منتخب 82 لم يتأهل الى الدور الثاني اذن لا حدث رغم انهم فازو بلقائين فوز مقنع امام المانيا و لكن و بعقلية الجزائري تسلل الغرور في نفوس اللاعبيين امام الشيلي فربحو ب03 مقابل 02 و خسرو الثالثة امام النمسا
    نريد عقلية الواقع و لكن بعقلية الارادة نريد ان نجتاز الدور الاول و نحقق بعدها نتائج ايجابية لا نرضى بالقليل
    ربحنا الالمان و كاننا تحصلنا على كاس العالم
    بالارادة نربح اي فريق مهما كان
    و بالارادة نخرج الجزائر من تصنيف العالم الثالث تاكدو

  • جزائرية

    إن شاء الله ما نقعدوش برك في هذا التاريخ ماشي عيب شوية 32 سنة ما قدرناش نسجلو هدف و لو يتيم في المونديال لاعبي 82 يعطيهم الصحة
    إن شاء تشكيلة 2014 تصنع الحدث في البرازيل و تسجل و تمتع و لا تركن للدفاع فقط كي لا نخرج بخفي حنين.
    أسمحوا لي نعلق على كل أخبار الفريق الوطني و ستنتهي تعليقاتي يوم تخرج الجزائر من المونديال نتمنى لها إقامة طويلة في البرازيل و يفرحونا.

  • الاسم

    احب االإبداع وأتذكر حين قال المعلق والمبدع محمد صلاح ابدع الثلاثي وكان يقصد عصاد بلومي وماجر لي ملاحظة كل تصريحات الطاقم الفني او لاعبين وحتى الصحافة البلجيكية محترمة وموضوعية في حدود مستوى الفريقين