-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عائد إلى “حيفا”!

قادة بن عمار
  • 6729
  • 6
عائد إلى “حيفا”!

هل من الصدفة حقا أن تتزامن الذكرى الثانية والأربعون لرحيل المبدع الفلسطيني الكبير غسّان كنفاني مع تجدّد هذا العدوان الصهيوني الغاشم ضدّ قطاع غزة !؟

المقاومة فعل مضارع لا يسقط بالتقادم..وغسان كنفاني “الغائب” عن دنيانا منذ سنوات.. لم يمنعه هذا الغياب (أو التغييب) عن كتابتنا بصدق..وبصراحة…. إنه يكتب غزّة والمقاومة والجرح النازف..يكتب عن “الرجال والبنادق”.. ويكتب عن حلم العودة الذي نعيشه في كل مرة نقرأ فيها روايته..”عائد إلى حيفا” وكأننا نكتشفها من جديد !!

أبشِر يا غسان.. فـ”حيفا” هذه المرة زارتها صواريخ المقاومة،..أبشر يا غسان، فقد دوّت كلماتك في سمائها للمرة الأولى منذ بداية المعركة..مرة أخرى لا يجد العدو الصهيوني تفسيرا مقنعا لهذا الاستعداد الكبير للموت..!

المرأة في غزة..مثل الوطن..تُنجب ثم تهدي من أنجبت لهذا التراب، دون ملل..وبدون مقابل، وبحثا عن مزيد من الفرح..هذا ما يفرّقكم يا أهل غزة وفلسطين الصامدة عن عدوّكم.. تستشهدون يوميا لكن تنتصرون..وهم باقون في الدنيا حتى ينهزموا..أنتم الأحياء الكرام.. وهم الأموات الأنذال!

في رواية “عائد إلى حيفا”..يفكّر الزوجان بالعودة لمنزلهما بعد التهجير القسري..فيجدان المنزل قد تم السطو عليه..والحلم تمّ إجهاضه..الذكريات تمّ وأدها واغتيالها..والوطن تم سلبه..الكرامة تمّ دفنها..بل امتد السطو إلى”المستقبل” من خلال تبني مولود جديد..هنا كان لابد على الوالد أن يثور..وكان لابد على غسان كنفاني أن يقول..إلا المستقبل..عودتنا مرهونة بحمايته..إنه السبيل الوحيد للعودة إلى الماضي!

في غزة.. لا يتقنون سوى مهمّة الموت في سبيل الله والوطن والقضية..أما نحن في”بقية” العالم العربي، فلا نتقن سوى وظيفة اللامبالاة..والدعاء..ثم النسيان!

حين ترتفع أصوات شاذة هنا وهناك..في مصر والأردن وبعض بلدان الخليج لتتساءل: ما سرّ تمسّك الفلسطينيين بالموت؟ ما لهم لا يملّون من الشهادة؟ ما بهم لا يستقيلون عن البطولة؟!

ردّ المقاومون سريعا..فأطلقوا على عمليتهم الجديدة اسم “العاشر من رمضان” في إشارة لتلاحم الماضي القريب مع الحاضر المفخّخ بكثير من الأحزان والدماء.. والمؤامرات!

الشهداء وحدهم من يعرفون بعضهم البعض، من يستحقون إهداء الانتصارات لبعضهم البعض..الشهداء وحدهم من يستحقون الاحترام في هذا العالم العربي الغارق في حرب الطوائف..

يسألون عن الخليفة الجديد؟ أين هو؟ وأين “داعشه” و”جيشه” و”أمراؤه”..؟ لكنهم يتناسون ملوك الطوائف الآخرين؟ ماذا فعل أصحاب الفخامة والجلالة والسمو”مع” فلسطين؟ الأصح: ماذا فعلوا بـ”فلسطين”؟

رحم الله غسان كنفاني..كان صادقا حين كتب:..الفكرة النبيلة لا تحتاج غالبا إلى الفهم..بل تحتاج إلى الاحساس!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • ناصر المهدي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. في عقيدتنا ان فلسطين ( بيت المقدس ) يعمرها اي يحررها و يقضي على اليهود عليهم لعائن الله المتتالية الامام المهدي و ليس زيد او عمر _ لا اقول هذا من باب التواكل_ لكن اقول هذا لجهلنا ماذا فعلنا نحن بعقيدتنا و ديننا ..هل تعلمناه ..؟ هل التزمنا به..؟ ماذا فعلنا بهذا الامام هل اتبعناه..؟ هل نصرناه..؟ او حربناه ..؟ و السقنا به كل مأسي الجزائريين..؟ السؤال موجه الى الصحافة بالخصوص لانها هي صانعة الرأي العام..و للحديث بقية.

  • الصيد أبو آدم

    أخي ـ تاريخيا ـ ثورة الجزائر تعرضت ورجالاتها الى مؤامرات من الداخل ومن الخارج, وكانت قاسية على الشعب وعلى المجاهدين عسكريين وسياسيين , ولكن تلك المؤامرات كانت تجد من يتصدى لها بكل الوسائل , لآن زعماء وأبطال العالم آنذاك خرجوا من رحم الشعب وكتب على جباههم عشق الحرية والتصدي للاستدمار وعملائه . ولم تكن هناك أهميةلعبارات :الجلالة والأمير والسلطان . حتى وإن كانوا فهم من طينة أخرى . ولا سلطان ولا اجلال إلا لصوت الشعوب والبارود .ولربما سادة الحرية في عصرنا هم الآن في أرحام حرائر أو غياهب السجون .

  • بدون اسم

    من دكرتهم ياسي جمال مثلهم مثل من فعلوا به الافاعيل وهو يخبأ مسدسه لوقت الحاجة

  • بدون اسم

    لك الله يا فلسطين
    اللهم نشكو لك ضعفنا و قلة حيلتنا فأعنا يا رب على الحكام العرب الطواغيت الذين سهلوا و دعموا خفية و علنية بني صهيون

    غزة محاصرة من طرف العرب قبل بني صهيون
    اللهم هذا منكر فاشهد

  • محمد

    الناس وانت ابشري ياغزة! انت عائش على كوكب اخر كما اضن!

  • جمال

    حلقة ضرب اسرائيل لغزة حلقة من مسلسل تقوده السعودية والامارات ومصر وبموافقة ودعم جزائري.لاتستغرب أخي قادة الصمت الرسمي الجزائري.لأن مسلسل ابادة الشعوب بدعوى الاخوان بدأ بمصر بدعم خليجي.وتأكد أن اسرائيل تؤدي الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل بدعم خليجي مصري وبتواطؤ جزائري في الخفاء.والا كيف نسمي الصمت الرسمي.
    والدليل على كلامي مايسمى مجازا "داعش" التنظيم الخليجي صهيوني"قال ان الله أمرنا أن نقاتل المنافقين ولانقاتل اليهود.الأن تبين الخيط الأبيض من الأسود .فأين السديس والقرضاوي والعريفي عرابوا الجهاد.