-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
درجات حرارة قياسية أخرجت الجزائريين إلى الشواطئ

عائلات “تدشّن” موسم السباحة قبل أوانه..

نادية سليماني
  • 973
  • 0
عائلات “تدشّن” موسم السباحة قبل أوانه..

ارتفعت درجات الحرارة في البلاد، وزاد معها إقبال العائلات على الشواطئ للسباحة.. فالصيف دخل باكرا، والمواطنون لم يترددوا في “إلقاء” أنفسهم في البحر والبرك والسدود، بحثا عن انتعاش مؤقت، وسط حرارة تعدت الأربعين في ولايات داخلية، فهل الظاهرة صحية وآمنة، في ظل غياب حراسة بالشواطئ؟

عرفت الجزائر، خلال الأيام الأخيرة، درجات حرارة قياسية، قاربت ما تشهده بعض الولايات في عزّ شهري جويلية وأوت، فمثلا في مناطق عين الدفلى والشلف وسيدي بلعباس وغليزان، وصلت درجة الحرارة تحت الظل، نهاية الأسبوع المنصرم 42 درجة، بينما تعدّت الثلاثين على غالبية المناطق الساحلية.

ودفعت الحرارة المرتفعة، العائلات لارتياد الشواطئ بقوة، في عطلة نهاية الأسبوع، مفتتحين بذلك موسم الاصطياف والسباحة قبل أوانه.

شاطئ العقيد عباس يمتلئ بالمصطافين

وظاهرة السباحة في فصل الربيع، رصدناها منذ أيام، إذ حتى قبل تسجيل حرارة اليومين الماضيين، يبدو أن انحسار وباء كورونا، والحرارة القياسية، ساهمتا في تدشين موسم اصطياف قبل أوانه.

كوّاش: مياه البحر الباردة تسبب صدمات قاتلة

ففي شاطئ العقيد عباس بمدينة دواودة، رصدت “الشروق”، نهاية الأسبوع المنصرم، إقبالا كبيرا للعائلات، ومن كل الولايات المحاذية، بحسب ما كشفه ترقيم سياراتهم، وكان الأطفال والشباب يسبحون وكأننا في فصل الصيف، رغم برودة المياه، وفي ظل غياب كلي لحراس الشواطئ، وحتى لباعة المظلات والكراسي، فالعائلات افترشت الرمال، باحثة عن الاستجمام.

وبولايات داخلية، وجد الشباب والأطفال، في البرك والسدود الممتلئة والوديان، مكانا مفضلا للعوم، رغم خطورة الأمر، إذ تحصي هذه الأماكن سنويا، عشرات الضحايا، لخطورة السباحة فيها.

برودة مياه البحر قد تسبب صدمات قاتلة للأطفال

وفي هذا الصدد، اعتبر المختص في الصحة العمومية، امحمد كواش، أن موسم الاصطياف انطلق لدى كثير من العائلات، فالحرارة المرتفعة، جعلتهم يقصدون الشواطئ، رغم وجود أطفالهم المتمدرسين، في فترة امتحانات وتحضيرات لشهادتي التعليم الأساسي” البيام” وشهادة البكالوريا.

وقال المتحدث في اتصال مع “الشروق” ، بأنّ درجات الحرارة المسجلة مؤخرا، فاقت معدلها الفصلي، وباتت الشواطئ مقصدا للباحثين عن الاستجمام، وأضاف” ولكن هذه الفترة التي تفصل بين فصلي الربيع والصيف، خطيرة جدا لأن الحرارة مرتفعة خارجا، أمّا مياه البحر فلا تزال باردة جدا، وهو ما يعرض السباحين إلى صدمات، قد تكون قاتلة أحيانا خاصة للأطفال”.

الحماية المدنية: غرق شاب من العاصمة ونحذر من السباحة في هذه الفترة

بينما يهدّد غياب الحراسة بالشواطئ، لعدم انطلاق موسم الاصطياف، بارتفاع حوادث الغرق، خاصة بالنسبة للمراهقين، المتوجهين نحو الشواطئ الصخرية.

وأكد المختص تسجيل حالات غرق خلال هذه الفترة، بسبب ما وصفه “السباحة العشوائية”.

مياه البرك تنقل فطريات لامتلائها بفضلات الحيوانات

وتطرّق كواش إلى مسألة السباحة في المياه الراكدة، على مستوى المسطحات المائية والوديان والسدود، التي صنّفها من أخطر أماكن السّباحة، لأنّها تهدّد مرتاديها بالإصابة بمختلف أنواع الفطريات التي تتكاثر في المياه الراكدة، المليئة بفضلات الحيوانات من ضفادع وأفاعي وسلاحف، وحتى بفضلات بشرية.

وهي خطيرة أيضا لامتلائها بالطمي، وبأشياء صلبة، ومياههما ثقيلة تهدد حتى أفضل السباحين بالغرق، كما أنها تتواجد بمناطق ريفية، أطفالها غير متعودين على السباحة، وتعيش فيها أو تشرب منها بعض الحيوانات المفترسة أو المريضة.

حفر عشوائية وخطيرة على حواف الوديان والسدود

ونبّه محدثنا، من ظاهرة “خطيرة”، وهي تواجد بعض الحفر على حواف الوديان، القريبة من السدود، التي حفرها فلاحون، خلال شح الأمطار والجفاف السابق، باحثين عن المياهأ وبعد تساقط الأمطار امتلأت السدود، وفاضت مياهها التي ملأت هذه الحفر.

وقال بأن هذه الحفر ” غير مرئية أو معروفة للجميع، قد تتسبب في غرق المتواجدين بالمكان، لأنها حفر عشوائية يعرفها أصحابها فقط، فقد يحسبها المار بالمكان مجرد تجمع سطحي للمياه، وهي في الأصل حفرة عميقة جدا”.

الاصطياف لم ينطلق وعلى العائلات الحذر

وأشار المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، الملازم الأول رشيد بن كورة، إلى أنّ ارتفاع درجات الحرارة، أدّى ببعض العائلات للنزول إلى الشواطئ رفقة أولادهم، في ظل غياب الأمن وحراسة الشواطئ، لعدم انطلاق موسم الاصطياف. وهو ما يشكل، حسبه، خطرا كبيرا، ويُعرض الكبار والصغار للغرق، كما كشف عن تسجيل حالة غرق لشاب من الجزائر العاصمة، خلال هذه الفترة.

تكوينات لأعوان الحماية المدنية الموسميين والغطاسين

وفي السياق، كشف المتحدث عن تسطير المديرية العامة للحماية المدنية لبرنامج على مستوى القطر الوطني، متعلق بحراسة الشواطئ من طرف غطاسين، “يكونون مؤهلين وخاضعين لتكوين في مجال الغطس، كما يتم فتح مسابقة خارجية لتكوين حراس الشواطئ الموسميين، وفق شروط ألا تقل سن المترشح عن 18 سنة، إجادة السباحة وذو لياقة بدينة. يتكونون قبل انطلاق الموسم الاصطياف، مع تلقينهم أبجديات الإسعافات الأولية، وكيفية التدخل عند حوادث الغرق”.

ويوزّع الغطاسون على الشواطئ، ولكنهم يبقون دوما تحت إشراف غطاسي الحماية المدنية، مع وجود سيارة إسعاف بكل شاطئ، لتحويل الغريق نحو أقرب مستشفى.

ونصح الملازم الأول في الحماية المدنية، العائلات التي ترتاد الشواطئ خلال فترة الاصطياف، بالتوجه نحو الشواطئ المحروسة، والابتعاد عن الصخرية منها، لأنها غير محروسة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!