-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أنواع خاصة بمائدة رمضان وأخرى إسبانية الأصل

عائلة تتوارث صناعة الخبز منذ قرن بالعلمة

سمير مخربش
  • 1329
  • 1
عائلة تتوارث صناعة الخبز منذ قرن بالعلمة

اشتهرت عائلة بوداب بالعلمة، التابعة لولاية سطيف، بصناعة الخبز. وتوارث هذه الحرفة عبر الأجيال، فبدأت حكايتها مع الخبز مع الجد الأكبر للعائلة، منذ أكثر من قرن، ليخلفه الأبناء والأحفاد، الذين مازالوا يحافظون على هذه الحرفة الشاقة التي ينفر منها أغلبية الشباب.

الخبز يكاد يقترن بعائلة بوداب بالعلمة وقدماء المدينة يشهدون بأنهم عرفوا هذه الحرفة مع المخبزة التي أنشأها جد العائلة الأكبر سنة 1915، التي اختصت في الخبز التقليدي الذي كان يقتنيه أبناء المدينة من الجزائريين و”الكولون”. وكان الاعتماد يومها على الفرن التقليدي الذي يسخن بالحطب وتحضر عجينته بالأيدي بطريقة تقليدية وشاقة تنعدم فيها أبسط الآلات.

ورغم مشقة الحرفة إلا أن الجد حافظ عليها وورثها إلى أبنائه وأحفاده، فكانت وجهتهم المفضلة هي المخبزة التي عايشوها منذ الصغر، بل إن الطفل في هذه العائلة يعرف المخبزة أكثر من المدرسة، وحتى الذين تابعوا دراستهم ونالوا شهادات جامعية ظلوا مرتبطين بهذه الحرفة كما هي الحال مع الدكتور صدر الدين بوداب وهو طبيب لكنه يعشق في نفس الوقت صناعة الخبز ومداعبة العجين.

يقول صدر الدين بأنه تعلم هذه الحرفة عن آبائه وأجداده ويتشرف بالانتماء إلى عائلة كانت سباقة لصنع الخبز الذي يعشقه الجزائريون وأبناء الكولون الذين استوطنوا بمدينة العلمة سانت آرنو سابقا. ويقول صدر الدين إن العائلة عرفت بصنع الخبز التقليدي لكن لما تنقل الجد إلى مدينة عنابة تعرف على خباز إسباني وتعلم منه صناعة الخبز الإسباني، وهو خبز رقيق جدا خاص بشهر رمضان يؤكل عادة مع الشربة في موعد الإفطار، فقد عُرف أبناء عنابة بالبوراك، لكن لما جاء هذا الخباز الإسباني صنع لهم الخبز الإسباني الذي نقله الجد إلى العلمة ومازال إلى يومنا هذا من اختصاص مخبزة بوداب في شهر رمضان.

كما تختص العائلة في صناعة نوع آخر من الخبز يعرف باسم الفوقاص، وهو نوع يشبه المطلوع لكن يقطع في الوسط كالشباك، وكان له رواج كبير، خاصة وسط الفرنسيين الذين عاشوا في مدينة العلمة، ومازالت العائلة إلى يومنا هذا تحافظ على صناعة الفوقاص الذي تحول إلى عملة نادرة لا وجود له إلا في المخبزات العريقة. وفي مدينة العلمة لا يوجد أجود من فوقاص بوداب الذي يُقبل عليه سكان المدينة وما جاورها. وطورت العائلة حرفتها بتنويع الخبز ومشتقاته وكانت سباقة إلى صناعة الخبز المحشي، الذي يصنع في شهر رمضان وهو موجه للاستهلاك في السحور، والعائلة كانت من الأوائل الذين صنعوا زلابية الموز التي يقول بشأنها الدكتور صدر الدين إنها اختصاص إسباني يعرف باسم الشيروس أو فطائر الإسبان، لكن بعد إدخالها إلى مدينة العلمة سميت بالبنان لأنها تشبه حبة الموز.

ويقول أمير بوداب بأن العائلة تحافظ على هذه الحرفة التي استعصت على الكثير من الشباب، ولذلك فالعمل في المخبزة يقتصر فقط على أفراد العائلة بين الإخوة وأبناء العم والعمة، ولا وجود لعمال غرباء عن العائلة.

أما فايز بوداب، فيقول بأنه عشق هذه الحرفة منذ الصغر وتعلمها وعمره عشر سنوات ومن أجلها غادر مقاعد الدراسة وعمل في المخبزة وهو طفل صغير ومازال في نفس المهنة إلى يومنا هذا، وبفضل الخبز تزوج وكون أسرة وهو يطمح أن يعلمها لأبنائه.

ويؤكد فايز أن هذه الحرفة صعبة للغاية خاصة في شهر رمضان، لأنها شاقة وتمارس تحت درجة حرارة عالية جدا، ولذلك ينفر منها الشباب اليوم لأنهم يفضلون المهن السهلة. ومن خلال تجربة يقول محدثنا: كل العمال الذين استقدمناهم فروا بجلدهم ولم يتمكنوا من مواصلة العمل خاصة في شهر رمضان حين تتطلب حرفة صناعة الخبز صبرا لا يطيقه أغلبية الناس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد☪Mohamed

    لكن الأحفاد لم يحافضو على لخبز مع الجد الأكبر للعائلة وخطء نقول مازالوا يحافظون على هذه الحرفة الشاقة أين الخبز التقليدي في صورة !!!!. LA BAGUETTE DE TRADITION FRANÇAISE MISE EN AVANT مثلا السوريين أو المصريين بي خبزهم حافض على ثقاليدهم وليس هذه المخبزة .