-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" ترافق وحدات الدرك في مهمة ضرب شبكات التهريب والجريمة المنظمة

عاصمة الحضنة تتحول إلى قلعة للتزوير وصناعة الأسلحة

الشروق أونلاين
  • 6337
  • 3
عاصمة الحضنة تتحول إلى قلعة للتزوير وصناعة الأسلحة

مخدرات، أسلحة، متفجرات،وثائق مزورة، سجائر وكحول، معدن أصفر وغيرها…. مفردات ألفها سكان هذه الولاية الإستراتيجية بموقعها الجغرافي، إذ تعتبر نقطة التقاء وعبور تربط بين الشمال والجنوب الشيء الذي ساعد الشبكات الإجرامية على توسيع نشاطاتها

  • مهمة البحث عن أكثر من 48 ألف سيارة مسروقة
  • كانت أول جولة ميدانية لنا في حدود الساعة العاشرة رفقة المجموعة الولائية للدرك الوطني بالمسيلة، بقيادة الرائد بن مهدي نوري، والرائد جندوبي قائد سرية أمن الطرقات أين حضرنا عملية تفتيش ومراقبة السيارات عن طريق جهاز الكشف عن السيارات المسروقة “بي. دي. أ” على مستوى الطريق الوطني رقم 4، حيث كشف الرائد جندوبي عن وجود 48350 سيارة مسروقة مبحوث عنها، حيث تم الكشف عن سيارتين مسروقتين بواسطة إستعمال جهاز الكشف الجديد.
  • بعدها مباشر تنقلنا باتجاه بلدية مڤرة، إحدى معاقل التزوير والتهريب وصناعة وتجارة الأسلحة بالمسيلة والتي تبعد عن عاصمة الولاية بـ 65 كلم ، مرورا ببلديات، أولاد دراج، أولاد عدي لقبالة وكذا برهوم.
  • وكان أول ما شد انتباهنا في هذه الرحلة الأراضي الشاسعة المترامية الأطراف على طول الطريق إلى مڤرة والتي تتخللها الوديان الكثيرة التي لم نستطع حتى عدها أو تسجيل كل أسمائها باستثناء وديان لعرايب وبهلول وبوجناح، هي بعض المعطيات الجغرافية التي أوحت لنا المهمة الصعبة لوحدات الدرك في مكافحة الجريمة المنظمة بالولاية.
  • بعد حوالي ساعة ونصف من السير وصلنا إلى بلدية برهوم أين صادف تواجدنا هناك عملية مداهمة قامت بها مصالح الفرقة الإقليمية التابعة للدرك الوطني لبرهوم، إثر معلومات مؤكدة مفادها وجود أحد الشبام البالغ من العمر20 سنة يقوم بترويج الأسلحة، وعند عملية المداهمة لمسكنه بالمنطقة المسماة دوار أولاد مرزوق تم اكتشاف ورشة لصناعة الأسلحة، حيث تم حجز مجموعة من الذخيرة من الصنف الخامس وعتاد يدوي يستعمل في تعمير وتجهيز الخراطيش وتعبئتها، والتحقيق الأولي حسب ما صرح به القائد رضا طاهري كشف عن تورط هذا الشاب مع شبكة كبيرة للمتاجرة بالأسلحة تمتد إلى الولايات المجاورة وتتعامل مباشرة مع الجماعات الإرهابية والتحقيق متواصل في القضية.
  • وصلنا السير تقريبا لأكثر من نصف الساعة قبل أن ندخل إلى المنطقة التي سمعنا عنها الكثير منذ أن وطأت أقدمنا ولاية المسيلة، لكن الحقيقة الجلية أن المشهد الأول الذي يصادفك وأنت تدخل دائرة مڤرة هو السكون والهدوء الذي يخيم على ظلال هذه “الحضنة” التي تخفي في أحضانها الكثير من الشبكات الإجرامية.. وما خفي أعـظم.
  • وجدنا في استقبالنا قائد كتيبة الدرك هناك النقيب جمال قاسمي والذي قدم لنا في البداية بعض الشروحات والأرقام حول شبكات التهريب والجريمة المنظمة بالمنطقة، وكيف استطاعت كتيبة مڤرة الضرب بقبضة من حديد، وتضييق الخناق على شبكات التهريب والتزوير وصناعة الأسلحة في هذه الجهة من الولاية. وآخر عملية كانت يوم قبل وصولنا إلى هناك، حيث تم حجز شاحنة من الوزن الثقيل من نوع رونو “ر340” مزورة تم تهريبها انطلاقا من مالي مرورا بتمنراست ثم الجلفة وصولا إلى المستودعات بـ “مقرة” أين تم إعادة تصبغيها وتركيبها لرقم تسلسلي مزور مرقم بولاية بجاية 06
  • كما كشف النقيب قاسمي عن تفكيك مصالحه لأكبر شبكة ترويج الأسلحة الخطيرة نهاية ديسمبر الفارط ببلدية أولاد عديل القبالة، حيث تم إلقاء القبض على 15 شخصا وجهت لهم تهمة الاتجار غير المشروع للذخيرة واكتشاف ورشة لصناعة الأسلحة.
  • ومن جهة أخرى أكد لنا النقيب أن منطقة مڤرة معروفة بظاهرة التزوير في الوثائق الرسمية التي تباع بأثمان تتراوح مابين 2000دج إلى 50 مليون سنتيم حسب أهمية الوثيقة وشبكات التي تمارس هذه المهمة تمتد جذورها إلى كامل التراب الوطني   
  • وفي حديثه إلينا اعترف النقيب بدور المشرّع الجزائري في مكافحة هذه الآفة الخطيرة من خلال صياغة القانون 60/22 الصادر بتاريخ 20 ديسمبر 2006 والذي أعطى أكبر حرية في التدخل وأكثر صلاحيات لوحدات الدرك من أجل القضاء على الجريمة المنظمة.
  • وذكر النقيب قاسمي عملية التسرب التي صارت تعتمد عليها وحدات الدرك الوطني من خلال عناصرها المدربة في التغلغل في عمق هذه الشبكات الإجرامية والإطاحة بها، خصوصا بعد الصعوبات التي كانت تتلقاها وحدات الدرك في الحصول على المعلومات بخصوص شبكات الجريمة المنظمة، بسبب طابع المنطقة العشائري الذي لا يسمح بالوشاية بفرد من نفس العشيرة أو العائلة.
  • تركنا المنطقة وفي أذهننا صورتان متناقضتان لعاصمة الحضنة الهدوء والسكون اللذان يخيمان على سكانها من جهة وعصابات الإجرام المنظم التي تنشط في الخفاء كلما يحل الظلام من جهة أخرى.  
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • مصطفى احمد

    اللهم احفظ بلدنا الجزائر

  • الباهي

    أولا و قبل كل شيء نشكر الصحفية التي قامت بربورتاج في هذه المنطقة لأول مرة، بحيث أن الناحية الشرقية لولاية المسيلة بقيت دائما مهملة تقريبا من طرف الصحافة الوطنية و بالتالي فهي لا تنقل معاناة المواطن المسكين الغلبان في هذه المنطقة المترامية الأطراف لتاتي الآن هذه الصحفية المحترمة و تصورها لنا الان على انها عاصمة لبارونات التهريب حتى يتخيل لنا بأن كل مواطن هنا ما هو الا مهرب، و المضحك أكثر أن الصحفية لم تطرح على محدثيها من الدرك الوطني سؤالا مهما واحدا حول كيفية وصول تلك الأشياء المهربة و الموضوعة امام الملا على شرفات الطريق الرئيسي الى هذا الكارتل قاطعة آلاف الكيلومترات اذا لم يكن هناك تواطؤ مباشر من طرف مصالح الأمن المختلفة و بالتالي تصل الى نتيجة هامة قد تدعوا فيها السلطات المعنية و على رأسها نواب الأمة بفتح تحقيقات معمقة حول هذا المرض الذي ينخر جسد الاقتصاد الوطني. وفي الاخير اتمنى ان تتقبل الصحفية "نوارة باشوش" نقدي البناء هذا و شكرا.

  • جمال

    في ظل غياب الدولة والقانون كل شيء مباح فلا حواجز أمنية
    ولامراقبة على الحدود زائد التواطؤ منكل الجهات زائد قلة التكوين
    في المجال الأمني زائد قانون العفو{لاغراس}زائد الجهل والفقر
    وعيش يا جحا في دولة القانون ,واين هذا التمرين؟من عملية آل
    خليفة وفضيحة سوناطراك و32مليار......والقائمة مفتوحة واقرأ
    يالي عندك نظارات{نواظر}