-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعدما فشلت أذرع المخزن في تسويق التسوّل

عدوى الوساطات الوهمية مع الجزائر تصل الإعلام الإسباني

محمد مسلم
  • 4415
  • 0
عدوى الوساطات الوهمية مع الجزائر تصل الإعلام الإسباني
أرشيف

مرة أخرى، وبعد أن فشلت الأذرع الإعلامية لنظام المخزن المغربي في الداخل، في ترويج أطروحة الوساطات الوهمية مع الجزائر، لجأت إلى أذرعها الإعلامية في الخارج وبالضبط في إسبانيا، للترويج للمشروع الوهمي ذاته.
أحدث فصل في هذا المسلسل الذي لا نهاية له، هو ذلك الذي أوردته صحيفة “لفانغوارديا” الإسبانية، وتلقفته صحافة المخزن، والذي يتحدث عن “نجاح” العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني في قيادة وساطة بين الجزائر ونظام المخزن المغربي، غير أن الجديد في “سمكة أفريل” التي جاءت في غير وقتها، وهو أن هذه الوساطة تشمل إسبانيا أيضا.
وبعد أن فشلت كل المناورات التي أوردتها صحافة المخزن المغربي وبعض الصحف العربية الموالية له، حرّك القصر بيادقه الإعلامية في جارته الشمالية إسبانيا، علّه يتوصل إلى تحقيق نتائج عجز عن تحقيقها بأذرعه الإعلامية الداخلية والعربية التي تكتب تحت الطلب، والجديد هو توظيف صحيفة “لفانغواريا”، من أجل ترديد الأسطوانة المشروخة ذاتها.
مفاد الحلقة الجديدة في المسلسل المكرر أن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، قام بوساطة “ناجحة” خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر، حول تهدئة التوتر بين الجزائر ونظام المخزن المغربي، وهي القضية التي فشل في إحداث اختراق فيها، قادة دول مؤثرة، لهم علاقات ممتازة مع الجزائر وشخصية مع الرئيس عبد المجيد تبون، ولهم مواقف متزنة وقريبة من المواقف الجزائرية، فيما يتعلق بالقضايا التي تهم الجزائر على غرار القضية الصحراوية، وبعض الملفات الاقليمية.
أول مقاربة تدل على زيف هذه الادعاءات، هو أن المملكة الأردنية لا تلتقي مواقفها مع الجزائر في كبرى القضايا، ومن بين هذه القضايا القضية الصحراوية، فالمملكة الأردنية تتموقع كرأس حربة في مواجهة الشعب الصحراوي، وتعاكس المواقف الجزائرية من هذه القضية.
وفضلا عن ذلك، فالعاهل الأردني من القادة الذين تغيبوا عن القمة العربية في الجزائر، وذلك بالرغم من الأهمية التي أولتها السلطات الجزائرية للتمثيل من المستوى الأول في تلك القمة، وهو ما يجعل من وساطته المزعومة أقل أهمية مقارنة بتلك التي أشيعت عن أمراء ورؤساء عرب آخرين لهم مكانة عالية لدى الجزائر، على غرار الأمير القطري، الذي كان من الأوائل الذين حضروا القمة العربية، ولم يتخلفوا عن حضور المناسبات الرياضية التي نظمتها الجزائر، فضلا عما قيل عن الوساطة الموريتانية، أو الفرنسية أو حتى السعودية.
وقبل ذلك، فالسلطات الجزائرية لها قرار حاسم وغير قابل للنقاش، ويتمثل في رفض أية وساطة مع نظام المخزن المغربي، وذلك انطلاقا من قناعة راسخة بأن هذا النظام لا يؤتمن جانبه، فهو معروف باستغلاله لأي تقارب من أجل القيام بخيانة قد لا تخطر على بال أحد، كما قال الرئيس عبد المجيد تبون في أحد تصريحاته للصحافة.
وهنا يتعيّن التذكير بالتصريح الذي أدلى به وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، خلال زيارة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن آل سعود، إلى الجزائر، والتي جاءت في سياق حديث عن وساطات وهمية، والذي جاء فيه “لا توجد هناك وساطات، لا بالأمس ولا اليوم ولا غدا”، حتى يعلم نظام المخزن أن هناك “أسبابا قوية تحمل الطرف الذي أوصل العلاقات إلى هذا المستوى السيء المسؤولية كاملة غير منقوصة”.
ويؤكد تشبث النظام المغربي بقشة الوساطات الوهمية أن العقوبات التي فرضتها عليه الجزائر باتت أكثر من أن تقاوم، مثل حظر الأجواء الجزائرية على الطيران المدني المغربي، فضلا عن وقف أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي كان يمون الجارة الغربية بالغاز مجانا، فضلا عن ملايين الدولارات في شكل رسوم مقابل مرور الأنبوب على التراب المغربي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!