-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كشف عنها فيديو صادم مسرّب من أحد زوارها

عشرات الأحمرة تموت جوعا بحديقة البرابطية بالطارف

عمر جامل
  • 1147
  • 2
عشرات الأحمرة تموت جوعا بحديقة البرابطية بالطارف
أرشيف

كشف فيديو تسجيلي لأحد النشطاء الاجتماعيين ينحدر من ولاية سكيكدة كان قد تسلل نهاية الأسبوع الماضي، إلى عمق حديقة البرابطية بالقالة التابعة لولاية الطارف، عن تعرض قرابة خمسين رأسا من الحمير للضياع والإهمال الذي تسبّب في هلاك العديد منها وتعفنها داخل حضيرتها المركونة بعيدا عن أعين الزوار والسياح ومحاطة بجدران عالية للتغطية على ما اعتبره الناس بالفضيحة لما يعانيه هذا الحيوان من إبادة وتضييع وتجويع، حيث لا يوفر لها إلّا رزمة صغيرة من العلف والتبن لا يمكنها أن تسدّ حاجة حمار أو اثنين، بعد أن تم تجميعها من العديد من المناطق خاصة الحدودية بعد استعمالها في عمليات التهريب.

وحسب مصدر من مديرية البيئة، يأتي هذا رغم أنّ الحديقة عرفت خلال أيام العطلة تدفقا غير مسبوق للأفراد والجماعات الذين قدموا من مختلف البلديات والولايات المجاورة لها، عبر مواكب سياحية تنظمها عائلات وجمعيات ووكالات سفر وسياحة، درّت على خزينتها مداخيل هائلة يكفي مقدار منها لتوفير الرعاية الخاصة بالحيوانات التي توجد بأقفاص المؤسسة، في وقت علّقت فيه أوساط محلية آمالا واعدة على إمكانية تحسن أوضاع الحديقة التي كانت مع مرور الأسابيع والأشهر الأولى من انتشار وباء كورونا محلّ سخط واسع من سكان الولاية بعد أن كشفت تقارير إعلامية وشكاوى وصلت إلى والي الولاية والجهات المسؤولة عن تدهور ظروفها ممّا تسبّب في هلاك العديد من الحيوانات بما فيها الأسود جرّاء الجوع والإهمال وغياب المتابعة البيطرية، وجعل الوالي الذي يعتبر بمقتضى قوانين الدولة الجزائرية في مجال تسيير الحدائق العمومية رئيسا لمجلسها الإداري يتدخل ويقيل يومها مدير المرفق، لكن يبدو أن المرض ضارب في الأعماق وجسد الحديقة بات يحتاج إلى شجاعة أكبر في معالجة المشاكل التي تعيشها وإلى تكفل حقيقي يفضي إلى استئصال ورم الإهمال الذي ينخره بما يعيد له رونقه المعهود وقيمته الثمينة حسب السكان وعديد المتتبعين الذين يطالبون بضرورة فتح تحقيقات معمقة حول هذا المرفق الذي يعد أحد أبرز المعالم السياحية التي تتميز بها المنطقة.

وقد حاولنا طوال أمس التحدث مع مسؤولين على إدارة الحديقة ولكنهم رفضوا التعليق على أسئلتنا وأغلقوا الباب في وجهنا، بينما وصف بشير عامر وهو أكبر ناشط في مجال البيئة بولاية الطارف ما حدث بالجريمة وقال للشروق اليومي بأن الحيوان لا يتكلم كما يستفيد منه الإنسان عليه أن يدفع عنه، ووصف الحظيرة برمز الحضارة حيث يجب أن تكون الحيوانات طليقة ليست سجينة الجدران، ويتابعها السياح بالتقاط الصور والتفرج عليها وليس القسوة عليها فهي محمية بالقانون، وتساءل: ما هو الغلاف المالي للحفاظ على الحيوانات؟ وأقسم عمي عامر الذي أفنى عمره دفاعا عن البيئة بأنه لم يستطع النوم منذ أن شاهد الفيديو وطالب بفتح تحقيق في القضية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Karim

    عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض"
    " ندرك درجة حضارة المجتمعات من خلال الطريقة التي يعاملون بها الحيوان" - غاندي.
    عن طريق الملاحظة أقول أن من أسباب منع الرزق سوء معاملة الحيوان.

  • TAFOUGT

    لماذا لا تباع هذه الحيوانات لمن يحتاجها وهذا في أسوء الأحوال . هذا في حال أن هذه الحديقة لا تمتلك الامكانيات للتكفل بهم ... على العدالة أن تتحرك ضد هذه العصابة أي هؤلاء المجرمين في حق هذه الأحمرة ومحاكمتهم وتسليط أقصى العقوبات ضدهم لتكون عبرة لغيرهم . أم أن الحيوان ليس بكائن حي يحس بالبرد والجوع والعطش ... كغبره من الكائنات الحية .