على الدولة فتح السوق نحو المنتوج الوطني بدعّم آليات التوزيع

سعيا للحفاظ على ثقة المستهلك والمساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني سيما بعد صدور القوانين الأخيرة المتعلقة بالاستيراد، وبهدف خلق تنوّع وتطوير الصناعات الغذائية للتوجه نحو صناعات أخرى، لم يعد نشاط مجمع “ثقة” اليوم منحصر في مجال التوضيب بل تجاوزه إلى خلق فرص الشغل باستحداث حوالي 250 منصب دائم، وبحمل شعار “نقدم منتوجات ذات جودة ونوعية عالية مع توزيعها من المنتج إلى المستهّلك بهدف توفير والحفاظ على مناصب الشغل” يرفع الإخوة “زرمان” تحدّ جديد في مجال التوزيع ودعم المؤسسات الوطنية.

من التوضيب واقتحام بعض الصناعات الغذائية “ثقة” ترفع تحدّ الاستثمار في مجال التوزيع بعد مبادرة الشراكة

راود الإخوة “زرمان” فكرة خوض مجمع “ثقة” لمبادرة خلق سلسلة تشغيل الشباب ودعم المؤسسات الصغيرة بإبرام اتفاقيات تعاون وشراكة مع بعض المؤسسات الوطنية، مما أسهم في استحداث مناصب شغل جديدة وتحفيز مستثمرين جزائريين لتحريك عجلة التنمية والإنتاج الوطني، وفرض عوامل لا تقل أهمية عن ذلك وهي الجودة واستقرار أسعار المنتوج وتواجده في السوق دون انقطاع، وبخصوص أهداف اقتحامهم لمجال الشراكة في بعض الأنشطة تحدث السيد “هشام زرمان”، عن وجود مؤسسات جزائرية في أنشطة متعددة تملك خطوط إنتاج ضخمة ومصانع مجهزة بأحدث التكنولوجيات لكنها تواجه مشاكل كبيرة في مجال التوزيع، الذي يتطلب بدوره استثمارات وموارد مادية وبشرية ضخمة فضلا عن آليات وإستراتيجيات مضبوطة، وبما أن المصانع لا تقوى على تحمل كل الأعباء تعرف التذبذب وربما انقطاع النشاط وحتى لا تلجأ هذه الأخيرة إلى تسريح العمال أقدم مجمع “ثقة” على خطوة سبّاقة للحفاظ على ذلك في ظل الأعباء ومتغيرات السوق بإقامة اتفاقات شراكة لتوضيب بعض منتوجات منها الكسكس ومعجون الطماطم لعلامة “ثقة” فيما تتكفل هي بمرحلة التوزيع والتسويق.  

وبخصوص تحدّ مجمع “ثقة” في مجال التوزيع كشف السيد “هشام زرمان” عن مساعيهم الرامية لخلق التواجد والقضاء على المضاربة بفضل تنظيم وتطوير شبكة التوزيع التي باتت  تشكل عائق كبير لكل من يريد إنجاح منتوجه، بما أن السوق الجزائرية مفتوحة يطمح مجمع “ثقة” لأن يكون عبارة عن محل تجاري ضخم يلبي كل احتياجات المستهلك مع الحفاظ على ثقته في كل المعروضات في ظل حركة انتشار الفضاءات التجارية الكبرى التي تشهدها الجزائر لدرجة تكاد تلغي تجارة الجملة ليحل مكانها التوزيع بغية القضاء على الاحتكار، ارتفاع الأسعار والوساطة مما يعني استقرار الأسعار والمنتوج، لكن مع الأسف يقول السيد “زرمان” دائما الخطوة الأخيرة عندنا لا تقدم لها عناية، وهو ما اعتبره خطأ كون الجودة تأتي من التعليب وتقديم منتوج يستجيب لمقاييس الجودة في شكل غير لائق ينفر منه المستهلك، وعليه فالتوزيع في ظل المتغيرات الأخيرة وتدهور أسعار النفط بات مسألة أساسية، والمنتج الذي لا يتحكم في التوزيع ستواجه مشاكل تضطره لمغادرة السوق، خاصة مع انتشار الفضاءات التجارية التي أصبحت تفرض الاستثمار من أجل تقديم قيمة للمنتوج بمحاربة الندرة والتصدي للرداءة، لذلك على الدولة يردف محدثنا أن تولي اهتماما خاصا لشبكة التوزيع كدعمه في قروض ONDI   إذا أرادت فعلا تخطي أزمة البترول، لأن هذه الخطوة تفتح عدة أفاق كخلق المنافسة وتنوع الإنتاج والقضاء على المضاربة في الأسعار، وتخفيف الضغط على المؤسسات المنتجة، فالملاحظ اليوم أن المنتوجات المسيطرة على السوق تتحمل عبء التوزيع بخلق شبكات خاصة بها، ليصبح المنتج هو الموزع لإيمانه بفكرة إذا أوقف شبكة التوزيع الخاصة به تقهقرت مكانته في السوق، كما أن التوزيع يوفر للمنتج أرباحا أفضل من المرور عبر تجار الجملة.

فالتحديات التي رفعها مجمع “ثقة” في مجال التوزيع تتمثل في الدخول في تعاون مع المؤسسة الوطنية لترقية وتطوير الاستثمار ONDI للاستفادة من مشروع إخراج شاحنات للتوزيع بهدف تعزيز شبكته التي تبلغ حتى اليوم 46 شاحنة تتولى تغطية كامل التراب الوطني بمنتوجات علامة “ثقة”، أما عن إقامة مستودع لتخزين السلع في براقي بالعاصمة فقد أكّد السيد “زرمان” أنه جاء لتعزيز شبكة التوزيع في الجزائر العاصمة وضواحيها وتلبية كل الطلبات وتغطية العجز الموجود في السوق الاستهلاكية بسرعة فائقة.

بعد رواج منتجاتها عبر 48 ولاية مجمع “ثقة” يبحث عن التوسع واقتحام صناعات جديدة

تحدث السيد “هشام زرمان” عن التشكيلة الواسعة لمنتوجات ثقة التي تبلغ 56 منتوج مع وجود طموح كبير لتقديم الأكثر بتوفير كل متكامل من الاختيارات للزبون، كيف لا والمجمع يسير وفق متطلبات المستهلك بدءا بتوفير تشكيلة منوعة من المواد واسعة الاستهلاك كالسكر، الطماطم، الملح، البقوليات.. وبعدها تأتي الكمليات المطلوبة التي يتصدرها “السكر البني” الذي لقي ترحيب كبير من المستهلك خاصة في الجزائر العاصمة لأنه يستعمل في صنع الحلويات يضاف سعره المناسب جدا فبعدما كان يستورد من فرنسا ويباع بـ250 دج للعلبة اليوم يتوفر بجودة عالية جدا وبسعر 150 دج ليوفر مجمع “ثقة” 100دج للمستهلك، وكذلك بالنسبة لأرز “بسمتي” فالمستهلك الجزائري لم يكن يعرف الأنواع المختلفة للأرز وبعدما اكتشفه اليوم مبيعاته تفوق مبيعات الأرز العادي وهذا يثبت أن المستهلك ينتقي مستهلكاته ويبحث عن جودة المنتوج والسعر، في السابق “بسمتي” كان يأتي من الهند ويدخل الجزائر عبر الوساطة الفرنسية والإماراتية “دبي”، وبعد توضيبه في الجزائر وفرنا على المستهلك تكاليف التعليب والرسوم الجمروكية ووفرنا له استمرارية تواجد المنتوج. وفي الكماليات توجه مجمع “ثقة” إلى المواد المطلوبة في شهر رمضان كالفواكه الجافة من عنب، برقوق ومشمش ما جعله يلقى تشجيع وشكر السلطات على توفير هذه المواد التي كانت مستوردة بنسبة 100%، قدمت من قبل “ثقة” بجودة عالية وبأسعار جد تنافسية، مما جعلها اليوم يكشف ذات المصدر، تحضر لشهر رمضان المقبل بتوفر المكسرات بأنواعها بجودة عالية وبأسعار جد تنافسية تلبية لطلبات المستهلك. ومن المشاريع القريبة كشف مصدرنا كذلك، عن إطلاق العصائر ومصاصات الأطفال بتقنيات عصرية في غضون شهر جانفي المقبل، وهو مشروع ضخم جدا مازال في مرحلة التركيب يمكن مجمع “ثقة” من تعليب الحليب في علب ورقية en titra pack ليكون مشروع متكامل في منطقة النشاط “ابن باديس” في قسنطينة تجاوزت تكاليفه 100 مليون دينار جزائري أي ما يعادل 10 ملايير سنتيم، بالتعاون مع بنك الخليج وONDI.

ومن المشاريع كذلك وبعد إطلاق صابون مرسيليا في كيس بلاستيكي لتسهيل عمل الفضاءات التجارية، “ثقة” بصدد التحضير لإطلاق تشكيلة منوعة من المنظفات، فضلا عن دراسة مشروع توضيب الزيت ومشتقاته، كما تنتظر تجسيد مقرر استفادتها من قطعة أرض لتوسيع نشاطها بإقامة مصنع لإنتاج الطماطم خاصة مع وفرة الإنتاج الذي شهدها الموسم الحالي وتماشيا مع قرارات الدولة بمنع استيرادها كمادة جاهزة من الخارج، سيما والتكنولوجيات الحديثة اليوم لا تتطلب مساحات كبيرة في بعض المنتوجات، والجزائر دولة فتية بالاستثمار يتابع السيد “زرمان” تتمتع بمحفزات العمل والنجاح متاح، تبقى فقط الإرادة، الثقة والصبر لتجاوز العقبات وكذلك الدعم مطلوب لتغطية السوق المحلية والتوجه نحو التصدير.