-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عندما تضيع حرمة الميت.. شعر مصفف وثياب غير محتشمة لتقديم العزاء!

سمية سعادة
  • 1419
  • 2
عندما تضيع حرمة الميت.. شعر مصفف وثياب غير محتشمة لتقديم العزاء!

ثيابٌ قصيرة ومزركشة، وشعر مصفّف بعناية، وحليٌّ ذهبية وملونة، والمناسبة جنازة أحد الأقارب أو الجيران!

والغريب في الأمر، أنّ هذا المظهر الذي لا يراعي حرمة الميّت الممدود في كفنه، ولا يلقي بالا لمشاعر أهله، بات مألوفا في الجنائز، ولم يعد يثير سخط الحاضرات، لأنّ معظمهن متّفقات، على ما يبدو، على أنّ الشكل الخارجي الأنيق لا يتعارض مع الحزن الذي يعتصر القلب.

في هذا السياق تقول ” ز.ح”: “عندما توفيت جدّتي، حضرت لجنازتها امرأة من الأقارب ترتدي سروالا ضيّقا وقميصا قصيرا وكان شعرها منسدلا، حين رأيت هذا المنظر المستفز قلت لها: “يبدو أنك أخطأت في العنوان، هذه جنازة، وليست عرسا؟”.

وتؤكد “ز.ح” أنّ الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصل إلى تحضير الحلويات بهذه المناسبة الحزينة، حيث قالت: “في إحدى الجنازات التي حضرتها في الحي الذي تسكنه عمتي، فوجئت بها تطلب مني الذهاب لمساعدة أهل الميّت في تحضير الحلويات، فسألتها: هل سيقدّمون الحلويات للمعزّين؟!”، وتضيف مستغربة: “كانت المرة الأولى التي أرى فيها جنازة تشبه العرس، لكون المعزّين كانوا يستمتعون بتناول الحلوى، وكأنّهم في عيد، أو كأنّهم كانوا يحتفلون بالتخلُّص من المرحوم الذي فارق الدنيا إلى الدار الآخرة”.

وهذا في هذا الشأن أيضا تقول “س.ف”: “هناك نساء لا يستحين عند الذهاب للعزاء، ولا يفرّقن بين متطلّبات الحزن والفرح، فيرتدين أجمل ما عندهنّ من فساتين، وكأنهنّ ذاهبات إلى سهرة أو احتفال، كما ينتقين أفضل ما لديهنّ من حليّ، لدرجة أنّ المناسبات اختلطت، ولم يعد باستطاعة المرء التفريق بينها، وما زاد الطين بلة تلك القهقهات التي تعلو بين النسوة، وأصوات الضحك وتبادل النكت”.

وتضيف “س.ف”: “أذكر أثناء حضوري جنازة ابن خالي أنّني اندهشت من منظر الكثير من النساء وهنّ يُقبلن على الأكل بنهم، وكأنّهنّ لم يذقن طعم الزاد طيلة أيام. وبعد فراغ المشيّعين من دفن الميّت مع صلاة الظهر، وبعد أن صلّينا العصر، تمّ تقديم القهوة، والتمر، وحلوى الترك (الشامية)، سارع النسوة إلى الأكل دون حياء أو تردُّد، على الأقلّ، احتراما لموقف الحزن والألم الذي كان يعتصر أهل الميّت”.

وأمام هذه العادات السيئة التي صارت تطبع مواقف الحزن، تقول “ل.س”: “والله، لقد أصبحنا لا نفرّق بين الموت والعرس، في وقت كانت الواحدة منّا سابقا تخجل من النظر إلى وجهها في المرآة احتراما لأهل الميّت، وحتى العجائز، كنّ يستحين عندما تكون أيديهن مخضبة بالحنّاء خشية أن يتسبّبن في جرح مشاعر أهل الميّت وأقاربه، فيُسارعن إلى إخفاء أيديهنّ خجلا وحياء”.

وتضيف: “كانت المرأة تقصد بيت العزاء دون أن تضع أيّ نوع من الماكياج، أو العطر، تقديسا لموقف الحزن، وخوفا من الوقوع في ما يرفضه العرف والمجتمع، أمّا اليوم بقي فقط أن تتوجّه النساء إلى بيت الميّت مرفوقات بالزرنة لتكتمل قصّة عنوانُها.. اختلط حابل العرس بنابل الموت”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • خليفة

    للاسف ،بعض النساء صرن يتعمدن هذه المظاهر ،فهن فاتنات و مفتونات في كل المناسبات ،بحيث صرن لا يفرقن بين الاعراس و المءاتم ،و يردن حب الظهرر حتى في العزاء ،و كانهن لا يعتبرن بالموت ،نسال الله العفو و العافية.

  • عبد الكريم صباح

    كل هذا لأننا ابتعدنا عن سنة النبي صل الله عليه و سلم أهل الميت لا يطبخون في الجنازة، و إنما على جيرانهم و المعزين لهم أن يأتوا لهم بالأكل و محاولة التخفيف عنهم،