الرأي

عودة الدولة.. نهاية النعيق

محمد سليم قلالة
  • 2595
  • 6

وكأننا عدنا في الأيام الأخيرة إلى خطاب الدولة بدل الأشخاص، بل قل أن كل المؤشرات تدل أننا عدنا لذلك، وفي ذلك مساحة أمل، أملٌ لنا كجزائريين مواطنين بسطاء صالحين لا نريد أن نكون مرة أخرى ضحية غباء البعض أو تهور البعض الآخر، بل فقط نريد أن نكون كما نحن في مواقع عملنا نؤدي واجباتنا على أحسن وجه ونساهم بما استطعنا في بناء بلدنا كل في موقعه بتفان وإتقان وإخلاص.. هذا كل ما نريد.. أن نعمل بإخلاص وألا يكدر صفونا بعض الحمقى أو بعض المغامرين، أحيانا في شكل تصريحات ما أنزل الله بها من سلطان، وأخرى في شكل تشكيك في كل شيء إلى درجة أن أتعبوا رؤوسنا بجعجعاتهم الفارغة، وثالثة في شكل خطاب لا أخلاقي شوشوا به على سلامة حسنا وذوقنا وقالوا بأنه خطابنا الاعتيادي لا تلوموننا إن سمعتموه اليوم على العلن، إنه كل ما نعرف..

الحمد لله أن سكتت بعض الأفواه التي تُنغص حياتنا كلما تكلمت، والحمد لله أن اختفت بعض الوجوه التي تكدر يومنا كلما رأيناها.. وبدأنا نسمع خطابا آخر هذه الأيام يتحدث بلغة ترقى إلى مستوى الخطاب السياسي المتزن الذي يحترم عقول الجزائريين وأخلاقهم وآدابهم وتاريخهم.

فهذا رئيس الجمهورية ينأى عن الخوض في ما فتحه البعض من ملفات ثانوية ويوضح بما لا يدع مجالا للشك أن مؤسسات الدولة الدستورية ينبغي ألا يتجاوزها أحد، أما قضايا المؤسسة الأمنية ورموزها فهي ليست مجالا للعب اللاعبين أو حديث المتنابزين بالألقاب.

وهذا رئيس الحكومة الأسبق السيد مولود حمروش يؤكد مرة أخرى أن الغاية من السياسة هي بناء دولة عصرية أكبر من الرجال والحكومات والأزمات تؤدي فيها المؤسسات الدستورية دورها وفق القانون، وأنه على الجزائريين أن يجدوا حلا توافقيا يضمن مصالح كل الأطراف.

وقبلهم كان السيد علي بن فليس قد قدم خطابا، كان في قمة الوطنية والإخلاص، تسامى فيه عن لغة الهمز واللمز والتشخيص أو الانتقام، ودعا إلى بناء دولة العدل والقانون التي لا احتكار فيها للوطنية أو المصلحة ولا رجل معجزة يحل بها المشكلات.

أي أن خطابهم جميعا، بعيدا عن الناعقين، يعيد الأمل لنا جميعا، أننا يمكن أن نخوض غمار الانتخابات القادمة من غير الوقوع في ممارسات عهد ولّى… وإذا ما قدر الله تعالى أن فاز فيها السيد علي بن فليس، فإنها ستكون أكبر رسالة نوجهها للعالم أننا قد دخلنا بحق مجموعة الدول المؤمنة بالتداول على السلطة، حيث ينتصر فيها مترشح للرئاسة، في انتخابات لا ينظمها هو إنما منافسه الذي فاز عليه قبل 10 سنوات. ألن يجعلنا ذلك نحس أننا يمكن أن نصبح أخيرا مواطنين صالحين في دولة هي بحق فوق الجميع؟

مقالات ذات صلة