“غزية “.. يرصد وضع اليهود و”الثورة” وبائعات الهوى في المغرب

دخل المخرج المغربي المثير نبيل عيوش المسابقة الرسمية لمهرجان منارات للسينما المتوسطية، الذي يسدل ستاره الأحد القادم، بفيلمه الجديد “غزية”، الذي عرض بقاعة “سينما الحمراء” بالمرسى بالعاصمة التونسية، بحضور جمهور غفير، حيث قدم عيوش المغرب في زمنين مختلفين وصور المقاومة والثورة والعنف والدعارة ووضع اليهود في بلاده.

نبيل عيوش، المعروف بإثارته للجدل جراء المواضيع التي يعالجها في أفلامه، خاصة “الدعارة” التي تناولها في فيلمه السابق “الزين لي فيك” يعود مرّة أخرى عبر “غزية” ليصور قضايا مشتركة يعيشها المواطن المغربي، ولو أنّ العمل الذي جسدت بطولته مريم التوزاني وأمين الناجي وعبد الإله رشيد يدور في فترتين مختلفتين حقبة الثمانينيات وبين سنتين 2014 و2015

تطرق المخرج عبر خمس قصص مختلفة تماما رابطها المشترك أستاذ ابتدائية في قرية من قرى جبال الأطلس (1982)، حيث يُجبر على المغادرة بسبب تطبيق نظام جديد في المنهاج التربوي، إلى المشاكل التي يعاني منها الشعب المغربي لاسيما البسطاء من الناس، فكانت كاميرته تتنقل بين الثمانينيات والسنوات الأخيرة، والمكان جبال الأطلس والدار البيضاء، كما صوّر المخرج أمال وطموحات مشتركة في المجتمع المغربي أبرزها الحريات الفردية والاجتماعية والعمل وحقوق المرأة وغيرها، دون أن تخطئ كاميرته رصد عالم الدعارة والعنف.

ولم يغفل المخرج التطرق إلى وضع الأقليات في صورة اليهود من خلال “جو” ووالده.. جو صاحب مطعم، ولديه المال، يخشى والده بعد الموت أن لا يجد من يدفنه، في إشارة إلى الوضع الصعب الذي تعيشه هذه الفئة، في ظل رفض الشعب لهم في صورة بائعة الهوى التي عدلت عن رأيها في إقامة علاقة مع “جو” لكونه يهودي.

الفيلم في مشاهد قدمها عن مظاهرات للشباب والجمعيات المغربية الغاضبة والرافضة للسلطة وتعاطيها مع مطالب المجتمع في 2014 و2015 مع اشتدادها في كل مرّة، وكأنّما تنبأ بحدوث مظاهرات وأحداث عنف أخرى في شاكلة حراك الحسيمة في منطقة الريف شمال المغرب، الذي بدأ في 2016

وعقب العرض قال نبيل عيوش إنّ قصص عمله تعكس حلما مشتركا ورغبة مشتركة في الحياة، وذلك بالمقاومة والنضال، وأضاف: “هذه المقاومات وأوجه النضال المتعددة أكيد ستنفجر يوما”.