-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سعر ليلة في فندق يفوق راتب شهر كامل

غلاء الأسعار.. البلطجية والأوساخ تفسد موسم الاصطياف

آمال عيساوي
  • 5440
  • 0
غلاء الأسعار.. البلطجية والأوساخ تفسد موسم الاصطياف
أرشيف

استغلت معظم المنتجعات والمركبات السياحية والفنادق في الجزائر قرار منع السياحة الخارجية برفع الأسعار مقابل خدمات متدنية وعروض احتيالية، فباتت هذه الأماكن محصورة فقط على الميسورين وفاحشي الثراء، مقابل إقصاء العائلات المتوسطة من العروض السياحية التي تحولت إلى صدمة وفضيحة بأسعارها الجنونية، حيث وصلت أسعار بعض الفنادق إلى 10 ملايين سنتيم لليلية، مقابل خدمات أقل بكثير من فنادق بلدان الجوار، التي تعرض أسعارا أرخص وخدمات أفضل، حرم منها الجزائريون هذا العام بسبب غلق المجال الجوي الذي جعل السياحة الداخلية أمرا محتما على الجميع..

وكالات سياحية تقاطع الفنادق بسبب الغلاء والإحتيال

وشهد موسم الاصطياف لهذا العام التهابا غير مسبوق في الأسعار، وهو أجمعت عليه العائلات متوسطة الدخل وميسورة الحال أيضا، أمّا تلك المعوزة فلم تر منه شيئا.. فقد قضت موسم الصيف بين جدران المنزل، وذلك بسبب الغلاء الكبير في الخدمات من مظلات شمسية وطاولات وكراسي على الشواطئ، وكذلك إيجار المنازل المتواجدة على مقربة من الشواطئ والفنادق التي باتت محرمة على أغلب الجزائريين، فكل شيء كان غاليا جدا مقارنة بالأعوام الفارطة، الأمر الذي أثقل كاهل المواطنين، وجعلهم يخرجون عن صمتهم في شكاوى متعددة أطلقوها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، آملين أن يصل صوتهم إلى السلطات، التي من الممكن أن تجد حلولا مناسبة للسنوات المقبلة، كإنشاء المزيد من الفنادق وجلب مستثمرين أجانب وإنشاء منتجعات سياحية كبيرة لإنزال أسعار الفنادق الموجودة حاليا التي فرضت هذا العام بالتحديد أسعارا جنونية على المواطنين..

ارتفاع في الأسعار وتدن في الخدمات

استغل أصحاب الفنادق أمر تأخرهم في استقبال المصطافين والسياح بسبب صدور قرار تأجيل انطلاق موسم الاصطياف وكل ما يتعلق به إلى غاية انخفاض عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا ليتم بعدها إعادة فتح الشواطئ والسماح للفنادق باستقبال المصطافين أواخر شهر أوت الماضي، وقاموا برفع الأسعار بشكل رهيب لا تتحمله جيوب العائلات البسيطة وحتى الميسورة، التي اشتكت وأبدت تذمرها من الالتهاب الفاحش في أسعار الخدمات الفندقية وخاصة خلال موسم الاصطياف، الأمر الذي جعل المواطنين ينفرون منها ويتجهون إلى استئجار المنازل التي ارتفع سعرها هي الأخرى هذا العام، لكنها بحسب جيوب العائلات متوسطة الدخل تظل أرحم بكثير من الفنادق، وهناك من لجأ إلى التخييم على مقربة من الشواطئ هروبا من دفع تكاليف الاستئجار في المنازل والمراقد وما شابه ذلك..

بلطجية في الشواطئ.. مسابح متسخة وعفن في غرف الفنادق

واشتكى كثير من المواطنين سوء الخدمات المقدمة في الفنادق وقالوا بشأنها إنها سرقت جيوبهم مقابل لا شيء، وحتى الشواطئ التابعة لها متسخة تماما، دون الحديث عن المسابح التي ذكروا بشأنها أن لونها يتحول إلى الأصفر القاتم عند المساء وخاصة تلك المتعلقة بالأطفال، وألقوا اللوم بذلك على عدم استبدال مياهها في كل فترة.. كما عبروا في سياق ذي صلة عن استيائهم من البلطجية واللّصوص المتواجدين في أغلب الشواطئ، حيث يرقبون العائلات عند دخولها للسباحة ويقومون خفية بالاستيلاء على أغراضهم، وهو ما يدفعهم حسب ما ذكروا إلى اللّجوء للفنادق رغم غلاء أسعارها، لكن هذا العام كما أكدوا فقد انتقلت عدوى البلطجية حتى إلى الشواطئ الخاصة والتابعة للفنادق، التي من المفروض كما عبروا أن تكون محروسة ولا يسمح للتسلل إليها من الشواطئ المجاورة، فالتكاليف الباهظة التي يدفعونها عند الاستقبال في الفندق والوعود التي يتلقونها مقابل تلك الأموال توهمهم بأنهم سيقضون أياما رائعة لا مثيل لها في تلك الفنادق، ليتفاجؤوا بالعكس تماما ابتداء من الغرف وكذا الأطباق المقدمة والخدمات المتدنية وصولا إلى المسابح والشواطئ.

وكالات سياحية تقاطع السياحة الداخلية

صرّح سمير قابور، صاحب وكالة قابور للسياحة والأسفار بالعاصمة في اتصال مع “الشروق”، بأنه سيقاطع السياحة الداخلية نهائيا عند فتح المطارات والحدود والعودة للحياة الطبيعية وذلك بسبب غلاء أسعار الفنادق وانعدام المنتجعات السياحية، وأضاف في سياق ذي صلة أن الأسعار هذا العام مرتفعة جدا مقارنة بالأعوام الفارطة، وذلك بسبب فيروس كورونا. وبحسب محدثنا، فإنه بالمقارنة مع تونس وتركيا باعتبارهما البلدين الأكثر استقطابا للجزائريين خلال السنوات الأخيرة، فالخدمات أحسن بكثير ولا تقارن بتاتا مع تلك الموجودة في أفخم الفنادق الجزائرية، والسبب بحسبه، راجع إلى أنّ عدد الفنادق والمنشآت وكذا المنتجعات السياحية في الجزائر محتشم جدا. وأضاف في سياق ذي صلة أن الجزائر تزخر بمساحات شاسعة تصلح لتشييد منتجعات سياحية ضخمة بالإضافة إلى حمامات كتلك المتواجدة في تونس، وهذا يحتاج حسب سمير قابور إلى مستثمرين من خارج الوطن، وطالب في سياق ذي صلة بضرورة تبني أفكارهم واقتراحاتهم كوكالات سياحية وخاصة المتعلقة بجلب مستثمرين مثلا كما قال محدثنا من دبي ومن دول أخرى من أجل استغلال المناطق الشاسعة على غرار غابة زموري التي تتسع مساحتها لإنشاء منتجع سياحي كبير يتوفر على كل ما يحتاجه السياح، وغير غابة زموري حسبه توجد مساحات كبيرة شاسعة في العديد من مناطق الوطن على غرار الغابات المتواجدة بين مدينة وهران وعين تيموشنت التي يتم استغلالها حاليا في غرس البطاطا وبعض الخضروات، إذ ذكر قابور في هذا الصدد أنه بالإمكان استغلالها لإنجاز حمامات كبيرة كتلك المتواجدة في تونس، وشدّد المتحدث على ضرورة خلق مناطق سياحية كما تم خلق مناطق صناعية، وهذا الأمر حسبه يعود بالإيجاب على الجانب الاقتصادي.

وكالات وقعت ضحية احتيال الفنادق

وذكر محدثنا أن المشكلة في الفنادق الجزائرية لا تكمن في الغلاء فقط، وإنما حتى في تدني وسوء الخدمات المقدمة، وحتى الصور حسبه التي يتم تقديمها لهم كوكالات في العديد من الأحيان لا تطابق الواقع، وهو ما يوقعهم في مشاكل مع السياح والزبائن الذين يتفاجؤون بواقع مختلف تماما عن الصور بمجرد وصولهم إلى الفنادق دون الحديث عن الخدمات التي تثقل كاهلهم وتجعلهم ينفرون منها.

قلة الفنادق وغياب المنافسة ألهب الأسعار

من جهته، أكد كريم زيتوني، صاحب وكالة كرفان تور للسياحة والأسفار بقسنطينة، في اتصال مع “الشروق” أن النقص الكبير في عدد الفنادق عندنا هو السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار والأمر حسبه راجع إلى أنّ السوق غير مفتوحة أمام المستثمرين الأجانب، كما أنه لا يوجد منافسون.. وهو ما دفع بأصحاب الفنادق إلى رفع الأسعار إلى هذا الحد، ووصفهم في سياق ذي صلة بـالانتهازيين، مشيرا إلى الخدمات المتدنية في أغلب الفنادق والمتوسطة في أفخم الفنادق، بحسبه، وذكر في هذا الشأن أن المواطن البسيط لا يحلم إطلاقا بزيارة هذه الفنادق لأن سعر المبيت لليلة واحدة فيها يعادل أو يفوق الراتب الشهري للعديد من العائلات. وأردف كريم زيتوني قائلا: “يجب إدخال المستثمر الأجنبي وبقوة من أجل إنشاء منتجعات سياحية كبيرة، وهناك فقط ستسقط أسعار الفنادق أرضا”.

هذه هي أسعار الفنادق ذات 4 و5 نجوم

وقد بلغت أسعار الفنادق ذات 4 نجوم في المناطق الساحلية أقصى مستوياتها، وخاصة في أواخر شهر أوت وأوائل شهر سبتمبر، إذ إنّ الليلة الواحدة في فندق أربع نجوم تراوحت ما بين 3 ملايين و5 ملايين سنتيم يدخل معها فطور الصباح وإحدى الوجبتين، على حسب اختيار الزبون، إما وجبة الغداء أم العشاء، في حين يضاف مبلغ 5000 إلى 8000 دينار إذا تم اختيار الوجبات الثلاث لغرفة فردية أو ثنائية، في حين إنّ الفنادق ذات خمس نجوم فقد تراوحت أسعارها ما بين 5 إلى 10 ملايين سنتيم، وخاصة تلك المتواجدة في غرب البلاد على غرار مستغانم، فقد بلغت حد 10 ملايين في غرفة ثنائية والخدمات المقدمة عادية ولا يمكن أن يقال عنها جيدة بحسب ما أجمعت عليه الوكالات السياحية وكذا بعض المواطنين الذين زاروها فقط لاكتشاف ما تقدمه مقابل دفع 10 ملايين سنتيم لقضاء ليلة واحدة، ليتفاجؤوا بأن الخدمات المقدمة لا تمثل 50 بالمئة من تلك التي اعتادوا أن يتلقوها في تركيا وتونس مقابل مليونين أو ثلاثة ملايين كأقصى حد لقضاء ليلة واحدة. أمّا أسعار الفنادق ذات نجمتين وثلاث نجوم فأسعارها هي الأخرى مرتفعة ولا تناسب جيوب العائلات المتوسطة بتاتا كما أنها لا تقدم الخدمات اللازمة التي تستحق دع تلك المبالغ.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!