-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فرّق‮ ‬‭…‬‮ ‬لن‭ ‬تسود

الشروق أونلاين
  • 2484
  • 0
فرّق‮ ‬‭…‬‮ ‬لن‭ ‬تسود

قال سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية أنه سيقوم قريبا بزيارة لدمشق لأجل تطوير العلاقات مع سوريا وليس لأجل تسوية الخلافات التي هي أصلا غير موجودة، وكان قبله قد قال وليد جنبلاط وسمير جعجع كلاما جميلا عن سوريا واعترفوا جميعا بأن قدر لبنان وسوريا أن يعيشا جنبا إلى جنب برغم ما بذله الموساد والسفارة الأمريكية والفرنسية في بيروت من أجل نسف علاقة الروح التي تجمع أهل الشام ببعضهم..

  • وعندما يقول سعد الحريري الذي ما كان ليصل إلى منصب رئيس حكومة لولا اغتيال والده وتوجيه التهمة لسوريا وتحميلها لوحدها دم الأب رفيق الحريري، عندما يقول سعد هذا الكلام الجميل وينوي تطبيقه في رحلة هي الصدمة الكبرى بالنسبة للإسرائيليين إلى سوريا، فمعنى ذلك أن الجيش الذي لا يقهر والذي تلقى الإهانة الحقيقية على يد حزب الله وعلى يد حركة حماس قد فقد قوته الحقيقية المتمثلة في مخابراته التي ظنت أن ما فعلته في الكثير من الدول العربية والإسلامية على مدى سنوات ستطبقه في دولة لبنان الصغيرة التي تمكنت منها في منتصف السبعينيات وتركتها غارقة في حرب أهلية طائفية تصورت إسرائيل أن بيدها “التيلي كوموند” لأجل أن تشعلها متى شاءت وكيفما شاءت وبالطريقة التي تريدها هي‮.‬‭..‬
  • إسرائيل وحدها لم تبتهج بإفرازات القمة العربية الأخيرة فقد كانت تحلم على الدوام بأمة عربية متحدة وضعيفة تجمعها في اليوم الكبير لتسحقها كما فعلت عام 1948م عندما كانت هي كمشة وكانت الجيوش العربية مكونة من سبع دول كاملة فانتصرت عليهم وأعلنت نفسها دولة في قلب المقدسات العربية، وأكملت انتصاراتها السياسية والاقتصادية في حرب 1956م وكانت تتمتع بما يسمى بالوحدة العربية ولم يقلقها أبدا بعث الجمهورية العربية المتحدة التي حاولت فيها سوريا ومصر أن توحدا شعبيهما من أجل قهر إسرائيل، وكانت للأسف أكبر انتصارات إسرائيل على العرب أثناء هاته الوحدة، فصارت انتصارات إسرائيل أشبه بالقدر المحتوم في حرب 1967م وحروب الاستنزاف وحرب 1973م التي شاركت فيها كل الدول العربية من دون استثناء وبقي العرب يضيعون الأرض في فلسطين ومصر والأردن وسوريا.. وتمكنت إسرائيل من تحويل لقاءات القمة العربية إلى مشاهد للتهريج عندما كان كل العرب يجتمعون ويتفقون على أن لا يتفقوا، ولكنهم الآن صاروا شيعا ومواقف مختلفة لا تتفق حتى على عدم الاتفاق، فصعب على إسرائيل بموسادها الذي ظنت أنه لا يقهر أن تسيّر اتجاهات مختلفة وغير ثابتة على ذات الرأي، وصارت فلسطين مثلا تقدم بسلطته الوجه التوّاق للسلام، وفي حركة حماس التي عجزت إسرائيل عن زعزعتها تقدم الوجه الذي أعلن الموت لإسرائيل، وصارت لبنان مثلا تقدم بحكومته الدولة المسالمة جدا التي يهمها حسن الجوار وفي حزب الله الذي عجزت إسرائيل عن تحريك شعرة من قوته يقدم اليد الشديدة على العدو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الرحيمة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬اللبنانيين‭..‬
  • القاعدة الاستعمارية الشهيرة التي ابتلعت بها بريطانيا الكثير من دول العالم وهي “فرّق تسد” انقلبت على إسرائيل التي ما صارت قادرة على التفرقة العربية والتفرقة في البلد الواحد، فقد كان العرب أمة واحدة بقائد واحد وبشعار واحد وتمكنت من أن تغرقهم في دم واحد وتغرقهم في دمعة واحدة، كانت تدري أنه كلما كان الرأس ضعيفا كان الجسد أيضا ضعيفا. كان موسادها يحوم حول الملوك والزعماء وهو يعلم أن الشعوب على دين ملوكها التي لها صوت واحد يمكن إخراسه، ولكنها الآن تبعثرت جهودها وعجزت من أن تتمكن من احتواء أصوات عديدة بأكثر حدة.
  • لقد ظلت إسرائيل تنتصر على جيوش دول عربية كثيرة يدعمها الإتحاد السوفياتي والمعسكر الشرقي والآن صارت تخسر أمام حزب أو حركة وهي المدعمة بالولايات المتحدة والمعسكرين الغربي والشرقي وحتى من الكثير من الدول العربية والإسلامية.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!