-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فضل الزيتونة والأزهر

فضل الزيتونة والأزهر

يؤدب الإسلام غير المؤدبين، فينهاهم عن بخس الناس أشياءهم، كما ينهاهم أن يحمدوا أحدا بما لم يفعل.

لقد قرأت أن أحد “كبار” المسؤولين قال إن للجزائر مرجعيتها، وهي – كما هدر – مرجعية “لا زينونية ولا أزهرية”. 

لو كان هذا المسؤول “الكبير”، “وما كبير غير ربي” كما يقول شعبنا، وله حظ من المعرفة عن هذين المعلمين الكبيرين، لعلم كم من فضل لهما على الجزائر والجزائريين.. الذين لم ينشئوا عبر تاريخهم الإسلامي نصف هذين المعلمين.. من يقرأ كتب التاريخ والسير والتراجم سيجدها مملوءة وحافلة بأسماء علماء جزائريين درسوا في الزيتونة، وأصبحوا أنوارا شارقة، وأقمارا ساطعة ومنيرة ليس في الجزائر فقط، وليس في العالم العربي فحسب، بل في العالم الإسلامي كله.. وصدق القائل: “وكم في الجهل من ضرر”. 

فليعلم هذا “المخ” أن العلماء الذين تعتز بهم الجزائر وتفخر إنما درسوا في الزيتونة ودرّسوا فيها.. 

ويكفي أن أشير إلى بعضهم، وهم: 

الإمام محمد الخضر حسين، أصيل مدينة طولقة، الذي درس ودرّس في الزيتونة، كما درس في الشام، وتركيا، ثم انتهى به الأمر إلى مصر، حيث فرض نفسه بعلمه الغزير وخلقه الكريم، حتى صار شيخا لجامع الأزهر، ولم يتول هذا المنصب أحد من غير المصريين إلا هذا العالم الجزائري، الذي لا أدري إن كان المسئولون في “مقبرة العلم” كما قال الإمام الشهيد العربي التبسي قد أطلقوا اسمه على مدرسة، ولا أقول جامعة فهي مخصصة لمن لا يعلمون الكتاب إلا أماني، إلا ما رحم ربي..

أما الإمام الثاني الذي درس في الزيتونة ودرّس فيها فهو من تعرف الجزائر – بشرا وحجرا وشجرا – فضله عليها، أعني الإمام عبد الحميد ابن باديس.. والذي يعتبره الصالحون والعالمون أنه هو “مرجعية الجزائر” في التاريخ المعاصر، إذ لم ينبغ في الجزائريين في القرن التاسع عشر إلا الأمير المجاهد عبد القادر، ولم يُضئ سماء الجزائر في القرن إلا الإمام ابن باديس.. ولا أكثر من الاستشهادات، ويكفي أن أحيل القارئ على الكتاب القيم للدكتور خير الدين شترة، الذي عنوانه: “الطلبة الجزائريون بجامع الزيتونة 1900 – 1956″، وهو في ثلاثة أجزاء ضخام، ليعلم أن ما يسميه بعضنا “المرجعية الجزائرية” إنما صنعها هؤلاء الطلبة الذين صاروا أعلاما.. ولو ذكرت من تتلمذوا من الجزائريين في الأزهر الشريف لما اتسعت لذكر أسمائهم وأعمالهم المجلدات، ويكفي أن أشير إلى العالم العامل الفضيل الورتلاني، ولا بأس إن أدخلت الهواري بومدين ضمن هؤلاء، فهو وإن لم يكن عالما فقد اقتبس بعض أنوار الأزهر الشريف..

فعلى هذا المسئول “الكبير” الذي تشم رائحة “الغرور” في كلامه أن يخفف الوطء، ولا يمش في الأرض مرحا، فهو لن يبلغ الأزهر والزيتونة طولا.. والكبار حقا هم الذين لا يستنقصون ما عظم في التاريخ، رجالا ومنشآت. وقديما قال المتنبي الفحل: “وتكبر في عين الصغير صغارها”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
16
  • fatouma

    هدا كان في الماضي يوم كان الشعب لا يعرف لا الكتابة ولا القراءة بسبب الفقر والاستعمار فكان من يعرف القراءة تسمونه عالما اليوم حسب مفهومكم للعلم فالشعب كله من العلماء لانه يحسن حتي الانترنيت يجب اعادة تعريف كلمة العالم..ليس كل من يكتب موضوعا انشائىا بعالم ..ومرجعية الجزائر لا مصرية ولا تونسية ولا فرنسية بالرغم ان اكبر فطاحلة الادب مباشرة بعد الاستقلا ل هم من كتبوا بالفرنسية وهده حقيقة لا تخفى علي احد

  • عادل

    و اكتسب من أجل ذلك صداقة فطاحل علماء مصر من أمثال الشيخ مصطفى المراغي شيخ جامع الأزهر، و محمد أبو زهرة، و محمد علي النجار، و محمد سلام مذكور، و مصطفى عبد الرزاق، و منصور فهمي، و غيرهم.
    إن وجود أبي اسحاق في مصر أفاد القضية الجزائرية إفادة كبرى، فقد كان يقف لمؤامرات الاستعمار الفرنسي بالمرصاد، كشفا و فضحا،لا يكتفي بما يكتبه بقلمه في مجلته المنهاج، بل كان يستنهض للكتابة أشهر الأقلام الوطنية المصرية، من أمثال أحمد زكي باشا، و محب الدين الخطيب، و محمد علي الطاهر، و غيرهم

  • عادل

    في جوان 1359هـ/1940م أسندت إليه وزارة الداخلية المصرية مهمة الإشراف على قسم التصحيح بدار الكتب المصرية، و كان من أجل أعماله فيها:
    تحقيق و تصحيح أجزاء من الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
    تصحيح كتاب المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، من تأليف محمد فؤاد عبد الباقي.
    تصحيح و تحقيق أجزاء من كتاب نهاية الأرب، و غيرها.
    و كان و هو بدار الكتب المصرية مرجع الفتوى في العلوم الشرعية و اللغوية، شارك مشاركة فعالة في تحرير مادة الموسوعة الفقهية،لعل ما بهر به المصريين فعلا هو إخلاصه النادر لعمله

  • عادل

    في أواخر الخمسينيات و بداية الستينيات أصبح عضوا فعالا في جمعية تعاون جاليات شمال افريقية، و المؤتمر الإسلامي المنعقد بالقدس سنة 1350هـ/1930م
    كان عضوا نشيطا في جمعية الشبان المسلمين الذي تربطه بزعيمها الحسن البنا صداقة حميمة.
    كان عضوا نشيطا في مكتب إمامة عمان بالقاهرة، إذ أسند إليه الإمام غالب بن علي التعريف بقضية عمان في المحافل الدولية، و الجامعة العربية، و سافر من أجل ذلك إلى عمان و إلى أمريكا ناطقا رسميا في الأمم المتحدة.

  • عادل

    أما في القرن ال20 أين بن باديسك من العلامة المجاهد أبو إسحاق إبراهيم الذي دوخ فرنسا فنفته إلى تونس فتصدر مجالس العلم في زيتونتها و لم يثنه ذالك عن مقارعة العدو الفرنسي و أسس رفقة الثائر صالح الشيخ عم صاحب قسمنا الوطني مفدي زكريا و المجاهد التونسي عبد العزيز الثعالبي الحزب الدستوري التونسي الاول بتمويل جزائري مزابي لحث جميع المغاربيين ضد العدو المشترك فنفي إلى مصر و تصدر مجالس العلم في الازهر أصدر و ترأس تحرير مجلة المنهاج أسس مع صديقه الشيخ الخضر حسين جمعية الهداية الإسلامية

  • بدون اسم

    عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « طلب العلم فريضة على كل مسلم » .

  • عجب

    اخطأ هدا المسؤول عندما عمم ولكن لو تحدث عن مرجعيته وانها لازيتونة ولا ازهرية يكون صادقا
    فأني لامثال هؤلاء المفلسين علميا واخلاقيا ان يعرفو هدين المعلمين والقطبين: الازهر زالزيتونة
    فسلوكهم واللغة التي يتحدثون بها تدل على مرجعيتهم ( برج ايفل )

  • بوراس احمد

    وشقيق مهري عبد الحميد مر من هناك، والصديق السعدي التبسي، والشيخ مبروك العوادي والشيخ احمد حماني صاحب المرجعيات الفقهية المالكية،والبعثات الميزابية، وكل هذا تعرفه يا شيخنا الوقر، وقد كنت فيما بق مستشارابالشركة الوطنية للنشر والتوزيع ومنها اكتسبت هذه الثقافة الموسوعية، بارك الله فيكم لكم ولكن يرجى عدم التحيز والا تجار ي شلة المراهقين الباحثين عن الضوء ليس الا، فالرويبضة تجسدت في كل شيئ، وقد كثر الرويبضيون في مفاصل مناهج تعليمنا الديني، والمسؤولون-هؤلاء- لا يريدون احدا ان ينبههم الى اخطائهم وتحجرهم

  • بوراس احمد

    ايه يا شيخنا الوقور المحترم المبجل الجهبذ!!!ذكرتم في مقالكم هذا جامعتين فقط ونسيتم دور جامعة البيضاء بليبيا ومن اثر في مرجعياتها من علماء الجزائر والحركات الصوفية الاصيلة، واغفلتم ذكر جامعة القرويين بفاس العامرة طول المدى والتي لا تزال شامخة بالعنفون يرتادها المجاورون من المشارق والمغارب ونسيتم الزوايا الموريتانية الاصيلة، فالافضال لا تحصر في الازهر الشريف والزيتونة المباركة بل تتعداها حتى لجامعات عراقية تشوبها المرجعيات الاخرى، وبومدين الراحل-رحمة الله عليه- مر على الازهر وشقيق عبد الحميد .

  • بدون اسم

    علماء الجزائر للعصر الحديث هم من بسطاء شيوخ الزوايا الذين عاشوا بين أفراد الشعب، علموا القرآن واللغة العربية لأبناء الفقراء. لا نريد أن نتحدث لبعض من تروج لهم شبه يوميا

  • العربي

    هو فصل من بعث القوميه واذكائها لطمس العقيده الاسلاميه واخمادها وذلك بالزعم بان لكل وطن مرجعيته لتفريق الصفوف واضعاف العزائم

  • djamel

    شكرا لك يا استاذ
    لقد " ضربته ضربة قاضية وعطيتوا صرف لن ينساه هو وامثاله

  • yacine

    بارك الله في عمرك يا أستاذ، و حفظك و سترك في الدنيا و الآخرة.

  • فوضيل

    ان القول بان الجزائر لها مرجعيتها، فكرة لها ما يبررها، وهذا يعود اساسا الى المشاهد المُحرجة والمُقززة وغير مقبولة من بعض النفوس التي درست وتخرجت من هكذا المؤسسات والتى يقال عنها وسطية لكن كانت للاسف الحاضِنة والمنبع الرئيسى لكل تطرف وفتن.

  • تقي الدين

    لست ادري ان بعيش هذا المسؤول و اين درس و تثقق حتى يتفوه باشياء تافهه لا تصمد و لو لثواني امام الحجج و البراهبن الساطعة التي تدل دلالة فاطعة علي فضل الزيتونة و الازهر و كذلك القروايبن تلك الجامعات التي انارت سماء الجزائر و بفضلها انتشر العلم و انحصر الجهل بين الجزائريين.. و لولا تلك ااجامعات لما كان لنا ذكر في الاوساط العلمية و اادبنبة و اصبحت تلك المرجعية التي يتكام عنها المسؤول في خبر كان... صدقت استاذ، حقيقة عجزت الجزائر عن بناء عشر جامعة مت تلك ااجامعات العريقة..

  • ناصر المهدي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..هو اصلا مرجعية الشعب في اصوله- غير الاصليين من الامازيغ و الذين هم قلة- من احفاد الفاتحين و ربما من الغالبية الساحقة ينحدرون من ال البيت الاطهار رضي الله عنهم...فما بالك بالعلم و عن اي مرجعية يتحث هذا "المخ" كما قلت ..و من هنا لا اعتقد ان ما قامت به فرنسا الاستدمارية في صحراء الجزائر يعتبر "تجارب نووية"انما "ابادة بالنووي" و تطهير عرقي" ..و السر في ذلك في مرجعية"L A.D.N. هذا الشعب العظيم الذي ما زال يتعرض للتطهير العرقي من حين للاخر. و الله اعلم.