-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فلسطين في المونديال

حسين لقرع
  • 3344
  • 12
فلسطين في المونديال

برغم عدم تأهّل فلسطين في تاريخها إلى كأس العالم، إلا أنها تواجدت بقوة في قلوب المشجعين الجزائريين في البرازيل وفي الوطن منذ اليوم الأول للمونديال، فخلال مقابلتي بلجيكا وكوريا الجنوبية وبعدهما، حضر علمُ فلسطين مجددا في مدرّجات ملاعب البرازيل وفي الساحات والشوارع، وردّد المشجعون الجزائريون هتافات “فلسطين الشهداء” ما فاجأ الفلسطينيين أنفسهم.

أما في الجزائر فقد تردّد هذا الهتاف في الساحات العمومية بمختلف المدن خلال الاحتفالات بالانتصار على كوريا الجنوبية، جنباً إلى جنب مع الهتاف بحياة الجزائر، وكان ذلك نقطة إيجابية في خضمّ الاحتفالات المجنونة التي أودت بحياة العديد من الأبرياء وجرحت المئات، لكن الصورة الأروع هي قيام مئات الجزائريين، في إحدى ضواحي العاصمة، بترديده كالنشيد قبل بداية مقابلة الولايات المتحدة والبرتغال؛ إذ كان الأنصار يحتفلون بفوز الجزائر حينما بدأ النشيد الأمريكي يُعزف، وكان الصوت الصادر من إحدى الشاشات العملاقة عالياً، فتوقفوا عن كل الأهازيج وبدأوا يرددون بصوت واحد: “فلسطين الشهداء“…

هي لقطة ذات دلالة عميقة أثبت فيها الشبان الجزائريون  والكثير منهم دون العشرين من أعمارهمأن فلسطين هي القضية المركزية الأولى للعرب والمسلمين كافة، وأنها راسخة في قلوب الأجيال الجديدة أيضاً والتي أثبتت وعيها بقضايا الأمة في وقت يعتقد كثيرون أنها أجيالٌ عابثة لاهية.

 لقد أثبت هذا الحدث أن فلسطين خالدة في قلوب الجزائريين على اختلاف أعمارهم، لا يقتلها تآمرُ المتآمرين المدعمين للكيان الصهيوني بلا حدود، ولا تخاذلُ المتخاذلين من أعراب الذل والانبطاح والهرولة، ولا فضائياتُ الرقص والمجون والمسلسلات التي تريد تخدير الشعوب وإلهائها عن فلسطين ودفعها إلى نسيانها وعدم الاكتراث بما يجري فيها من قمع يومي لأهلها، وحصارٍ صهيوني ـ مصري جائر لبعض سكانها، وتهويدٍ لمقدّساتها وابتلاع مستمرّ لأراضيها، ومحاولاتٍ مستميتة لدفع شرفائها إلى الكف عن المقاومة والرضا بتسوية ذليلة تفضي إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنهائها برمّتها تحت غطاءالسلامالمزعوم.

قد تتراجع القضية الفلسطينية في سلمِّ اهتمامات الجزائريين والعرب ويغفلون عنها بعض الوقت، ولكنها لن تموت في قلوبهم أبداً، وربما تفرّغت الشعوب لقضاياها الداخلية بفعل تداعيات الربيع العربي التي خلّفت العديد من الفتن والحروب، ولكنها ستعود إلى الاهتمام بقضيتها الأولى مهما طال الوقت أو حاولت الفضائيات التركيز على الأحداث الساخنة في الوطن العربي ووضعت فلسطين في ذيل نشراتها.

كنا نريد دعماً عملياً أدناه تسيير قوافل إغاثة مستمرة إلى غزة وشدّ أزر أهلها بالمال والغذاء والوقود والدواءوتقديم مساعدات أخرى متعددة، ولكن في غياب ذلك، لا بأس من التعاطف وتذكير شعوب العالم بفلسطين في ملاعب البرازيل وشوارعها، وترديد اسمها في ساحاتنا العامّة أثناء احتفالاتنا.

 

لا نغالي اليوم إذا قلنا إن الجزائريين هم أكثر الشعوب العربية تضامنا وتعاطفا مع الفلسطينيين، ولا غرو في ذلك؛ فمن اكتوى بنار استعمار دام قرناً وثلث قرن هو أكثر من غيره شعوراً بمأساة الآخرين تحت الاحتلال

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • جزائرفلسطين

    تحيا فلسطين انشاء الله النصر لهم نحن الجزائر كعادتنا نبين مكانة فلسطين العظيمة في قلوبنا في كل فرصة اتيحت هذا اقل شي نقوم به و لكن على الدول العربية مساعدتهم بكل شئ اين هي الامارات اين هي قطر اين هي السعودية الستم اغنى الدول العربية لماذا تقفون جامدين في مكانكم اين هي مصر اين هي الكويت والمغرب و تونس حتي بلدي الجزائر اين هي المهم الجزائر شرفتنا في ا لموندبال واما الذين يغارون منها فهم غير موجودين في قلوبنا تحيا فلسطين بلدي

  • كوثر

    شيء جميل حقا أن فلسطين لا تزال في القلوب ، صحيح أن فلسطين وأهلها يحتاجون للمساعدة للمعنوية بأن نكون معهم ونذكرهم وندعوا لهم،لكن هل تستفيد فلسطين يا ترى بهتافاتنا فقط ؟!

    فلسطين تحتاج للمساعدة المادية بشكل أكبر !!!

  • Tounsi

    كا متابع لحدً هذه اللحظة لكأس العالم لكورة القدم في البرازيل ،لم اشهاد علم فلسطين الاً ربما مرًة واحدة .اماعلم الكيان الصهيوني فكنت أراه باستغراب واشمءزاز كلً مرة وخاصة في المقابلاة الكبيرة التي يتابعها الملايين الملايين عبر القارات الخمس.

  • أنيس أبو الليل

    اسكت أيها القبائلي يا حسين من السويد إذا كنت حقا تكره العرب أسيادك فغير اسمك

  • صالح عوض

    نحب الجزائر والجزائر تحبنا وانت يا استاذ حسين الاقرع رمز حبنا الخالد..وقلمك هو ترجمان هذا الحب المبارك..محور الجزائر القدس محور الثورة والعشق الصوفي وتلاحم الثوار وشرف الاحرار..حياكم الله ايها الجزائريين وحياك الله اخي حسين

  • بن بريك

    انها قضية امة .ان فيها اولى القبلتين .انها جزءلا يتجزء من ارضنا وعرضنا اغتصبها الصهاينة .العالم الصليبي يدعم الصهاينة اعداء الله ورسوله ونحن نبخل حتى باظهار صداقتنا ومحبتنا لاخواننا في الدين واللغة.فلسطين ارض الانبياءفتحها الصحابي الجليل عمر بن الخطاب وطهرها من دنس المشركين قامت بسببها الحروب الصليبية .منلا يغار على فلسطين لا يغار على شرفه.

  • hocine from sweden

    العرب هاذا هو حالهم الكلام فقط من أجل الكلام! فلسطين تخلا عنها الفلسطنيون أنفسهم ! رائيسهم خائن وعميل وجل الفلسطنيين في الشتات أخر شيئ يفكرون فيه هو فلسطين! فالتفكير ياكاتبونا في الجزائر أولا ثم شمال أفريقيا وبس! الشرق الأوسخ لاتقربنا منه كي لانثلوث!

  • بدون اسم

    شكرا لك يا جزائر
    تحيا فلسطين

  • علي الفلسطيني

    هذا ليس غريبا عنا في فلسطين فالجزائر هي فلسطين وفلسطين هي الجزائر ..الف تحية لبلد المليون ونصف مليون شهيد ارض البركة والخير والكرم ...تحيتي لكل جزائري وجزائرية كبارا وصغار ...الف تحية للجزائر الحبيبة ....نفديكم بدمنا كما نفدي القدس

  • tito

    فلسطين انت في قلوبنا هذه هي عبارتنا فهي تحيا في قلوب الجزائريين وكما قال الزعيم الرئيس هواري بومدين نحن مع فلسطين ظالمة او مضلومة

  • بدون اسم

    اشعر بالحزن الكبير وبالعار الذى يلاحقنى مادمت حيا عندما اذهب للعمل وعندما اتسوق وعندما اتنزه بكل حرية و عندما اذهب الى البحر وعندما اخرج للتعبير عن فرحتى بفوز المنتخب الوطنى وعندما اتناول المثلاجات فى الخارج وفى ساعة متاخرة من الليل وفى المقابل اخوانى الاسرى الفلسطنيين فى السجون الاسرائلية واطفالهم و نسائهم فى حالة تشرد وفقر وكل يوم هناك اعتقلات كبيرة ومداهمات . لهذا اشعر بالحزن الشديد و الخجل الكبير من نفسى.

  • بدون اسم

    فلسطين؟ أين هي موجودة؟ للأسف فلسطين ضاعت للأبد؛ هذه هي الحقيقة المرة٠