-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
طلقة بارود

فنجان القهوة مع بوتفليقة

نذير مصمودي
  • 9399
  • 37
فنجان القهوة مع بوتفليقة

المكان: الجزائر العاصمة ـ زرالدةالزمان: ليلا ـ 2011كان غاية في الأدب والرقة، عندما استقبلني ذات ليلة في مكان كان يبدو الأكثر أمنا في هذه العاصمة المجنونة، التي يصعب مراقبتها وهي تصنع في أزقتها الضيّقة وأحيائها الشعبية المحڤورة، موادها الممنوعة من التداول، وتشكل بسرية تامة أشباحها وعفاريتها التي لا تراها كاميرات المراقبة.

  • لكن الرجل، كان أيضا في غاية التعب، إلى الدرجة التي بدا فيها وكأنه عائد لتوّه من حرب ضد المغول، أو قتال ضد التتار!!
  • ومع ذلك، كان يحتفظ في داخله بحيوة كبيرة، كثروة باطنية يحتاج إلى إخراجها، كلما احتاج إلى فضح عورة مناوئية وقتلهم بالغيظ.
  • ـ قلت له بعد مراسيم الترحيب التقليدية: أنا هنا يا سيادة الرئيس، مواطن جزائري بسيط، انتخبكم خارج صناديق “لجان المساندة”، وجئت لأقول لكم ما ينبغي أن يقال، حتى وإن كان لاذعا وحارقا.
  • ـ الحق أنه لم يعترض، رغم أن معظم الذين حوله، عوّدوه على قول ما يحبّ أن يسمعه، لا قول ما ينبغي أن يقال له نُصحا وخدمة للحق والحقيقة.
  • لم يعترض، لكنه لم يكن كثير البراءة، حين قال لي بذكاء سياسي حاد: أرجو أن يكون عنوان رسالتك صحيحا، حتى لا ترجع الرسالة إلى مصدرها بعبارة: (Retour à l’envoyeur).
  • ـ فهمت الإشارة بسرعة، وقلت له بذكاء: إطمئن يا سيادة الرئيس، فأنا موزع بريد ماهر، أنفق أربعين عاما من عمره في هذه المهنة.
  • ـ ضحك قليلا لقولي هذا، وقرّر أن يعطيني الفرصة لعرض بضاعتي دون ضريبة جمركية، ولتناول فنجان من القهوة معه، دون أن ينتابني إحساس بأنني سوف أشرب بعدها قهوة مُرّة.
  • ـ قلت يا سيادة الرئيس.. أنا واحد من جيل الاستقلال، وفي 5 جويلية 2012 سوف أحتفل بعيد ميلادي الخمسين، فهل من المعقول أن أبقى بعد هذا العمر في نظر جيل الثورة طفلا صغيرا، لا يستطيع أن يأكل وحده ولا أن يسافر وحده، ولا أن ينام وحده؟
  • ـ تأفّف وقال: ولكن جيل الثورة مازال يخاف على جيل الاستقلال.
  • ـ قلت: يخاف عليه أم يخاف منه؟ إذا كان يخاف عليه، فأنا أطمئنك يا سيادة الرئيس بأن الأولاد كبروا، وأصبحوا قادرين على استلام المشعل وتحمّل المسؤولية، أما إذا كنتم تخافون منّا، فنحن أولادكم، وهل من المعقول أن يخاف البحر من أمواجه أو يخاف الورد من روائحه أو يخاف الشتاء من رعوده وبرقه وأمطاره؟!
  • ـ قال، ماذا تعني بالضبط؟
  • ـ قلت يا سيادة الرئيس.. منذ فجر الاستقلال ونحن نسمع حكاية تسليم المشعل لأجيال الاستقلال، والآن بعد خمسين سنة، لم نستلم إلا الريح، ومعظمنا كبر في مقاهي الرصيف، وفشلت جميع محاولاته في رسم حياته خارج هذا الإطار.
  • أوَليس الاستقلال الذي جاهدتم من أجله، هو شجرة مباركة، ينبغي أن يأكل من خيرها كل الجزائريين، وتتبارك بثمارها المقدس كل الأجيال؟
  • لقد أكل من خير هذه الشجرة المباركة جيل الثورة إلى أن شبع، وأكل من خيرها الوافر حتى “المجاهدون المزيّفون”، فلماذا يُحرم جيل الاستقلال من خيرها، ويقال لنا في كل مرة: مازلتم صغارا، وكأننا أسماءً ممنوعة من الصرف؟!
  • لقد سئمنا سماع هذا الكلام المالح، ونريد يا سيادة الرئيس أن نتحول من جيل يقتله عطش التهميش والإقصاء، إلى جيل يغتسل بأمطار المشاركة وتحمّل المسؤولية.
  • إننا لسنا ضدكم يا سيادة الرئيس ولا ضد جيلكم، ولن نستطيع أن نكون كذلك، لأنكم آباءنا ملء السمع والبصر، بل ورأسمالنا التاريخي الوحيد، الذي نملكه ونتشرف بالانتساب إليه في العالمين، لكن لا نريد أن تصادروا واقعنا في القيادة والريادة.
  • لقد قررنا نهائيا يا سيادة الرئيس، أن تكون الجزائر، وطننا الأول والأخير، فيها نحيا وفيها نموت، فلماذا لا نصل إلى قيادتها ونحن الذين فتحنا قلوبنا لإيوائها وحبها؟
  • هل لأننا أقل وطنية منكم؟
  • ومن قال، وقد ذهب بعضكم لغير هذا الوطن، واتخذ بعضكم قراره بالفرار منه حين استنشق رائحة الموت وأحسّ بقرب الطعنة، وتركنا وحدنا منفردين نواجه الدمار، ونقفز من لغم إلى لغم!!
  • أم لأنكم أكثر حكمة منّا لأنكم أكبر سنّا؟
  • ومن قال، وأمريكا ـ على عظمة قدرها ـ يقودها الآن رجل لم يبلغ الخمسين، وكذلك بريطانيا، بل وكذلك من فجر ثورة التحرير المباركة، وهم من الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين.
  • إننا يا سيادة الرئيس، جيل مثقف، ولسنا كما يتوهم بلخادم مجرد بطون تتعاطى العلف، ولا تعرف شيئا غير هذا.
  • إنه جيل لم يسرق ولم يقتل، ولم يتاجر بأزمات هذا الوطن.
  • فلماذا يظل هذا الجيل كتابا، يرفض طبعه الناشرون؟
  • أم أنكم تريدون أن نحدّثكم بلغة أخرى؟
  • وقبل أن أبدأ بالصياح، سمعت آذان الفجر وقمت للصلاة، وفي الحلقة القادمة نكمل القصة.
  •  masmoudinet@yahoo.fr
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
37
  • lili

    يعطيك الصحة ياندير وفرت علينا المشوار خصوصا مع المسؤولين قبل من الرئيس انا عندى ختى مسكينة أرملة تسكن في دار بدون سقف مع أولادها الاربعة و عندى خويا مسكين يسكن في لاكاف مع 2 ولادوبون لكبير في عمر 20 سنة كان طاكسيور في 1986 ومنبعد مرد و في 2008 حب مسكين يرجع دفتر المقاعد أى liVret de place لحد الساعة أهو بجري ومزال مداه قل في رايك واش يدير مالقيتش كفاع نعاون خويا ولا ختي الى على هده الطريقة اسمحولى الله غالب

  • شيباني

    ساكمل لكم القصة اتا ....تابع اخي
    سمعت اذان الفجر وقمت للصلاة ثم خرجت وحكيت لجاري شيباني القصة
    قالي صدق بوتفليقة واخطائت انت
    قلت له لمذا قالي لو صحيح قادر ان تحمل المشعل لا دخلت على بوتفليقة وقلت له هذا الكلام مبشرتا يا اخي
    ولكين انت راقد احبت تحمل المشعل ...راهم عرفينا بلى غير تاع ارقاد واحلام .......ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووالخ

  • بوبكر القسنطيني

    أتمنى أن يستضيفك القذافي في خيمته لشرب فنجان قهوة معه يا سي النذير، وأظن أن الحكاية ستكون ذات إثارة أكثر، والأحلام ستكون كوابيس، وحذاري أن تذهب من دون عرضة(دعوة)

  • ali selah

    هل يمكننى أن أحملكم رساله إلى السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقه ؟ نحن أكثر من مائه ألف مصرى أخوته وأبناءه . نحن مالكى أسهم اوراسكوم تليكوم خسرنا أموالنا وشقاء عمرنا بسبب تعطيل صفقه بيع وحده جيزى التى تمثل 40% من أصول اوراسكوم تليكوم منذ سنه . سهم اوراسكوم تليكوم إنهار من 8 جنيه إلى 3,5 جنيه أى خسرنا أكثر من نصف أموالنا وإنتظار سنه أخرى يعنى خساره ما تبقى من أموالنا . كل ما نطلبه تنفيذ الشفعه الآن وفورا لوقف خسائرنا أى شراء جيزى بالسعر المعروض أو التنازل عن الشفعه والسماح ببيعها لمن توافقون عليه

  • بدون اسم

    كل ميقال
    صح

  • جزائري مريض بحب الوطن

    عن أي جيل تتكلم فهل مازلت تصدق أن جيلنا الحالي خدام؟ ياوليدي هدا الجيل ينوض على 11صباحا ولايريد العمل بل يريد الخبزة تجيه لفمو هو راقد .يا وليدي هدا الجيل يحوس على شهرية من عند بوتفليقة وهو راقد هدا الجيل لي يجيبها باباه في الليل ينفقها هو في الصباح في فليكسي -هدا الجيل يحب فرنسا ويعبد فرانسا ويهدر لغة فرانسا وراني خايف في وقتو تعاود تدخل فرانسا

  • علي

    انت تضرب فيها فنجان قهوة مع من مع فخامته اهبلت ولا بعقلك اكذب كذبة لي تخرج عليك ياسي مصمودي

  • fares belda

    thats too good

  • fouad _bis

    اكمل ...وتاكد ان لكل مقام مقال

  • محمد

    يا اخي بارك الله فيك على الموضوع وربي يشدنا في بوتفليقة ويطول في عمرو
    والرئيس دار اللي عليه بصح الوساطة ما خلاوهاش توصل للشعب

  • dadi

    C un mythomane ce bonhomme ne le croyez pas . I es est connu a biskra SON AMI EST CEUI QUI EST DEBOUT
    IL AIME CHANGER LES FEMMES OSSI

  • ammar.merimeche

    السلام على قراء الشروق.انا اقول و ارى بان كل من يجحد ما قدمه الر ئيس بوتفليقه الي البلد فهو منافق واعمى و سوف يحا سب على خبثه انشاء الله والسلام.

  • عبد الله لالي

    تحيّة طيبة الأستاذ النذير ..
    لقد قلتها لك ذات مرّة في جلسة شاي بدار المعلّم ببسكرة ؛ أنت مجالك الرّحب وأفقك الواسع الذي تبدع فيه وتبهر هو الكتابة ..فقلمك واحد من عشرة أقلام - تزيد قليلا أو تنقص قليلا - يشار إليها بالبنان في الجازئر ، ولا يمكن لمن يقرأكم أن يتوقف حتى ينهي ما بدأه ...فمزيدا من طلقات الرّصاص الحيّ ( !! )...

  • hakim

    ...merci nadir...on est fier de votre citoyenté

  • فتح

    اذا طالت القعدة ياسي مصمودي مع سيادة الرئيس قل له لقد اعطاك الله فرصة من اجل بناء دولة لا تزول بزوال الرجال ولكن اظن الوقت متاخرلان سنون فعلت فعلها
    ومع هذا مادام في العمري بقية والتغيير ات لامحالة ارجوا البدء في اصلاحات الحقيقية اولها التخلص من الذين لايقولون الحقيقة وان في الجزائررجال اياديهم ناصعة البياض يحبون الجزائر بدون نفاق وهم مهمشون مقصيون بعدة ذرائع (ارهابيون.متعاطفون مع الحزب المنحل) قل للريس ان لم توفرلنا هذه المرةانتخابات رئاسية حقيقية دون تدخل اي جهة وتراهن على شعبك فاننى اشكوك لله

  • عامر وادي الشعير مسيلة

    شكرا على سلاسة العبارة ووضوح الفكرة وعمق الرسالة، واصل يانذير

  • بدون اسم

    صح النوم يحبيبي

  • hamdani

    tu parles a celui qui n'a rien les militairea a weld lbled

  • hichem

    راك تحلم يا الخو ,,, تتكلم أنت مع بوتفليقة بهاته الطريقة و لا يقول هو حت كلمة
    بوتفليقة من الناس الذي يحب الكلام بزاف و ربما تبقى معه يوما كاملا بدون أن تنطق كلمة ,,, فيق من النوم خويا

  • tayeb de lyon

    حكام دولنا العربية هجون بين ام يهودية و ديانة نصرانية و فكر ملعون.

  • عمران13

    من أراد التغيير فاليدق صدره و يقول هاأنا ذا لا أن يحلم به في المنام، إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، ومن اراد ان يستلم المشعل فلينزل الى الشارع كما نزل صفوت حجازي لا أن ينام على الفراش كما تنام العروس. ومن أراد الحرية فللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة بالدماء يدق، أما أن ينشد التغيير وهو نائم على فراشه فهيهات ثم هيهات فهي دعوة للكسالى و تخدير للشعوب . واصل نومك هنيئا يا نذير فقد بال الشيطان في أذنك .

  • أبواسراء

    شكرا....شكرا سي نذير بوركت علي هذا المقال .لقد وضعت يدك على الجرح والمشكلة ان هذا الجيل الحاكم لم يورث لنا الا سوء التسير والاختلاسات والرشوة والمحسوبية والجهوية.......الخ.واليوم يوجهوننا الى سياسة الكريدي ولونساج وزيادة الاجور ويعملوننا كرضع عندما يبكي يحطون السوسات في افوهنا.

  • بوتفليقة

    واش يا سي نذير وقتاش شربت معاك قهوة واقيلا شفت منام???!!!!

  • moubarek

    tu n'as rien a faire,je me demande comment echorouk te donne cet espace pour ecrire.

  • mourad

    لن تحدث حتى فى الاحلام

  • احمد

    بدأت اقرأ و كنت على يقين انك ستقول في النهاية ان مجرد حلم و سيبقى مجرد حلم و ليس حتى حلما كاملا لامثالك و امثالي و لمثل هذا الشعب لان بوتفليقة لا يستقبل لمن تنحصر ازمته في الزيت و السكر و المشعل الذي تنتظره و نتتظر تسلمه لقد تم تسليمه لابناء جيل الثورة اما انت وانا و باقي الشعب فهو للاحصاء و الخدمة الوطنية و و التكلم باسمه في المحافل الدولية ؟؟!

  • َAli

    هل هذا تحريض أم ترويض؟ إن الرجال في الجزائر نوعان:سيء و أسوء أما السيء فهو الأن يعتلي مناصب عليا في الدولة و أما الأسوء فلم يصل بعد و هو يحاول أن يصل إليها................؟

  • aek

    كل شيء ياءخذ ولايعطئ

  • فاتح

    أخي نذير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تعجبني كتاباتك كثيرا لكن رفقا رفقا بإخوانك الملتزمين أعني السلفيين لاتنسني بدعائك.

  • Ringila

    مايعجبني في الموضوع أنك ترتعد منه خوفا حتى وأنت في منامك ، ولهذا لا زلت صغيرا على حمل المشعل.

  • بدون اسم

    لكن قل لي هل نازع أحد من التابعين صحابي على ألإماره ؟أو حتى الشورى
    يبدوا أنك ما إن إنتهيت من أكل- الكسكسي بلحم المرأه - رفعت فنجان القهوه مع فخامة الرئيس وكل ذالك في عالم إفتراضي

  • بدون اسم

    يويويويويويويويويويويووووووووووويييييييي في خاطر بوتفليقة ساك ساك بلى ماننساو اويحيى بلخادم اوو سلطاني والتبريحه مهدية من خوكم بوهزيله للشروق ولكل واحد شاد الخيط الراشي ..قالوا صحيح نعلقوا عليه الجزائر..يا الغاشي راه راشي.فيقو حلوا رصانكم قبل ما يتقطع بيكم ..الجزائر تمنع .وانتوما تغرقوا او ماتلقاوش ليخرجكٌم .او في خاطر التوانسه اوخاوتنا المصاروا اووو ليباااااااا. .قولها امصمودي قولها الشعب إرحل إرحل إرحـــــــــل يويويويويويويويويويووووووووويييييييييي تصبحوا على خير أجماعه

  • aljazair

    اكمل القصة وماذا قال لك بوتفليقة وشكرا

  • الجزائر

    ما شاء الله تسلسل منطقي في سرد القصة حقا هاذا هو الجيل و هكذا نحن بارك الله فيك و لنا عودة في الحلقة القادمة سلام أمان .

  • Saad

    شكرا ,....شكرا.... انه تعبير صادق, وصلت الرسالة

  • FATIHA BATNA

    يظهر اننا في بلد يتمسك به الشيوخ تمسكا شديا حتى انه اصبح الشيخ شابا والشاب شيخا من كثرةعدم الاهتمام واللامبالات

  • سعدون

    تاكد يا كاتب المقال ان جيل الاستقلال لن ينال شيء بحوار الطرشان مع النظام الذي هو مستعد لاقتراف ابشع الجرائم في حق الشعب من اجل البقاء في السلطة مثل ما فعل من قبل