-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إقبال كبير على التلقيح بعد تسجيل 26 وفاة العام الماضي

فيروس الأنفلونزا يرعب الجزائريين

كريمة خلاص
  • 812
  • 1
فيروس الأنفلونزا يرعب الجزائريين
ح.م

إلى وقت قريب جدا لم يكن الجزائريون يصدقون أنّ تعقيدات الأنفلونزا الموسمية قد تكون قاتلة، لكن ما عشناه في السنوات الأخيرة من فيروسات خطيرة جعل البعض يراجع حساباته ونظرته للتطعيم ضد الأنفلونزا  ويسارع اليه عبر الصيدليات والعيادات متعددة الخدمات.

“الشروق” استطلعت آراء المختصين في الميدان الذين أجمعوا على الإقبال المسجل من قبل المواطنين هذه السنة مقارنة مع السنة الماضية، مؤكدين انه لا يزال أمامنا فعل الكثير للتقدم نحو الأمام وتوسيع التلقيح بشكل أكبر.

ويبرّر الرافضون للتلقيح عزوفهم بانعدام الثقة في التلقيح وطرق حفظه وعدم احترام سلسلة التبريد.. مخاوف مشروعة ولها مبرراتها بنظر المختصين نظرا إلى قلة التواصل والمعلومات المسبقة المقدمة في هذا الشأن.

وهذا ما يعكس ربما الحصة المحدودة التي تستوردها الجزائر والمقدرة بـ 2.5 مليون جرعة مقارنة مع الفئة المستهدفة التي تفوق ذلك بضعفين أو أكثر على غرار المرضى المزمنين والحوامل والأطفال والمسنين الذي يناهزون في مجملهم 10 ملايين أو أكثر.

زايدي حورية: كل الجرعات نفدت خلال 4 أيام

أكدت زايدي حورية طبيبة منسقة على مستوى العيادة متعددة الخدمات لبن عمر أن الإقبال هذه السنة كبير جدا وأن الكمية المخصصة لهم نفدت خلال الأسبوع الأول من بداية التلقيح وأغلبهم من المسنين والحوامل الذين كانوا يسألون عنه قبل استقدامه.

وأضافت زايدي أن الفرق كبير بين العام الماضي وهذا العام حيث كانوا يرجون المرضى للتلقيح ولكن دون جدوى، حيث بقيت الكميات إلى غاية شهر ماي.

ولفتت المتحدثة الانتباه إلى أن كل المستخدمين في العيادة خضعوا للتلقيح وكانت هي في مقدمتهم، ما طمأن الجميع عاملين ومرضى.

راحم شفيق: الجزائر في مكانة جيدة بخصوص التلقيح ونحتاج إلى معلومات أكثر

بدوره، أكد راحم شفيق نائب رئيس نقابة الصيادلة الخواص أن الإقبال جيد جدا على اللقاح من قبل كثير من المعنيين به لاسيما المسنين والمرضى المزمنين وأن الجرعات المستوردة إلى حد الآن تفي بالغرض، غير أن هذا لا يمنع من توسيع رقعة التلقيح إلى أكثر من هذا في المدن الداخلية والمداشر والتركيز أكثر على الإعلام وتقديم معلومات أشمل عن التلقيح بمدة معتبرة تسبق الانطلاق في الحملة التلقيحية بشهر أو شهرين.

وأضاف راحم أن الجزائر في مكانة جيدة وتتقدم بشكل جيد ويمكننا فعل المزيد.

ولفت محدثنا إلى أن الصيادلة يقومون بدورهم التوجيهي والتوعوي وينصحون زبائنهم دوما بأهمية التلقيح.

أوبلي كمال: اللقاح محمي ويحمي المواطنين

وفي السياق، أوضح أوبلي كمال، مختص في علم الأوبئة على مستوى المعهد الوطني للصحة العمومية، أنه يتعين على المواطن الجزائري أن يفهم أهمية اللقاح ويقتنع بها، فالدراسات المختلفة والمتعاقبة، يقول محدثنا، أثبتت أن اللقاح محمي ويحمي صاحبه، وإذا تعرض الشخص للأنفلونزا، فإنها تكون عابرة وخفيفة.

وقال أوبلي كمال إنّ فيروس الأنفلونزا يتغير من سنة إلى أخرى، ولذا يجب توخي الحذر وتجديد التلقيح سنويا.

وبخصوص امتناع الكادر الطبي وشبه الطبي عن التلقيح، أوضح محدثنا أن هذا لا يعني أبدا عدم فعالية التلقيح أو أنه مضر، بل بالعكس هم نسبة قليلة جدا، واستشهد أوبلي بالأطباء المدخنين الذين ينصحون الآخرين بالامتناع عن التدخين وفي نفس الوقت نجدهم يدخنون وهذا “لا يعني أبداأن التدخين مفيد أو أن جميع الأطباء مدخنون”.

وبخصوص الكميات المستوردة من اللقاح،وإذا ما كانت كافية، يقول محدثنا: “مادامت الذهنيات لم تقتنع بعد فإنه لا داعي لاستيراد المزيد.. ما لم يعبر المواطن عن حاجته الإضافية، فهذا يعني أننا نحقق الاكتفاء ولا نواجه ندرة”.

واستطرد: “الإقناع صعب جدا في بلادنا، كما أنّ الرسائل التي تخص الصحة قليلة في مختلف الوسائط السمعية والبصرية مقارنة مع بقية الرسائل التجارية”.

وأوضح المتحدث أكثر عندما قال إن “حصة التلقيح المستوردة تنتهي صلاحيتها في غضون سنة واحدة وبعدها لا تصبح صالحة في العام الموالي، لأننوعالفيروس يتغير، لذا لا يجب التبذير والتأثير السلبي على اقتصاد الدولة.”

فتحي بن أشنهو: العزوف مردّه إلى عدم وجود تربية صحية قوية

من جهته، أوضح الدكتور فتحي بن أشنهو، المختص في الصحة العمومية، أن سبب العزوف عن التلقيح مردّه إلى عدم وجود تربية صحية قوية، وهو ما يعكس الفراغ والخوف لدى المواطنين رغم الجهود والتحسيس الذي قلص نوعا من الأمر لكنه لم يقض عليه نهائيا.

وطالب المختص المسؤولين المشرفين على العملية بانتهاج تقنيات تربية صحية أقوى، حيث قال إنّ التقنيات الحالية ضعيفة جدا إضافة إلى خوض عملية توعية عميقة مدة طويلة قبل انطلاق التلقيح وليس عشية الإعلان عن بدء التلقيح.

وأضاف بن أشنهو: “لا أفهم لماذا بين ليلة وضحاها تعلن الوزارة عن انطلاق عملية التلقيح دون تحضير المواطنين والمختصين للعملية من خلال تكوين سلك الطبي وشبه الطبي لرفع الخوف والتبليغ في كل وحدة صحية قاعدية”.

ودعا بن أشنهو إلى الاعتراف بأن واقع الميدان مختلف تماما وأن الممرضين والأطباء يفتقدون المعلومات وبالأخص المعلومات العلمية.

وبخصوص الكميات المستوردة، أوضح بن أشنهو أن الجزائر تستورد كميات لا تستهلكها بأكملهاوهي ترمي جزءا من الجرعات سنويا، رغم أن الفئة المعنية بالتلقيح أكبر بكثير مما نستورده.

جرّود كريم: اللقاح وقائي وليس علاجيا

من جهته، أوضح جرّود كريم، المدير العام لـ”سانوفي باستور”، المورد لتلقيحات الأنفلونزا الموسمية في العشرية الأخيرة، أن وعي الجزائريين بأهمية التلقيح وفائدته يرتفع من سنة إلى أخرى، مقارنة مع ما كان عليه في وقت سابق، ولأجل غرس هذه الثقافة في أوساط عدد أكبر من المواطنين المعنيين أكثر من غيرهم بالتلقيح، يتم تنظيم العديد من الحملات التوعوية والتحسيسية التي ترعاها مؤسسته.

وأضاف جرود أنّ العملية مهمة الجميع أطباء وصيادلة وجمعيات مرضى لأجل توصيف التلقيح للمرضى وتوعيتهم بفائدته على مدار السنة.

وانتقد المتحدث التساهل في التعامل مع الأنفلونزا وعدم التحدث عنها كمشكل صحة عمومية لدى تلك الفئة.

ويحتاج التلقيح، حسب جرود كريم، إلى نحو أسبوعين من أجل حماية الجسم ضد فيروس الأنفلونزا، مؤكدا أنه لقاح وقائي وليس علاجيا، يمتد من شهرأكتوبر إلى غاية أفريل.

جمال فورار: 26 وفاة العام الماضي بسبب الأنفلونزا الحادة

وحسب مدير الوقاية على مستوى وزارة الصحة والسكان، جمال فورار، فإن المصالح الاستشفائية استقبلت العام الماضي 221 حالة معقّدة للأنفلونزا الموسمية، من بينهم 26 حالة وفاة بسبب الأشكال الحادة لها.

ويؤكد المتحدث أنّ التلقيح لا يحمي بنسبة 100 بالمائة ولكنه يدعم مناعة لدى من تنتقص لديهم ويجنبهم المضاعفات الحادة.

وأضاف أنّ أعراض الأنفلونزا تمثل ما يقارب 10 بالمائة من أسباب التقدم للفحص الطبي.

من جهتها، كشفت الدكتورة حمادي من مديرية الوقاية التابعة لوزارة الصحة أنّالتلقيح ضروري لتفادي كثير من التعقيدات الصحية، موضحة أن الوزارة تمد مختلف الهياكل الصحية باحتياجاتها من الحصص والجرعات الخاصة بالتلقيح.

وأوضحت المتحدثة أن الوزارة تحتفظ بحصة في حال ما إذا احتاجت الوحدات الصحية إلى كمية إضافية زيادة عن الاحتياجات الأولية التي أبدتها.

وبخصوص الحصة المتبقية من جرعات التلقيح، أكّدت المتحدثة أنّها تناهز100 ألف جرعة خلال العام الماضي.

للتذكير، فإن الجزائر اقتنت لهذا الموسم ما يناهز 2.5 مليون جرعة مع إمكانية استيراد كميات إضافية عند الضرورة، وفق ما أوضحته وزارة الصحة.

واستثمرت وزارة الصحة هذه السنة في الاتصال والإعلامبأهمية اللقاح أكثر من السنوات الماضية من خلال تعزيز الحملات التوعوية والتحسيسية بتخصيص ومضات إشهارية تلفزيونية وإذاعية فضلا عن ملصقات بالأماكن العمومية والمؤسسات الصحية ووسائل النقل العمومي.

ويعرف المختصون الأنفلونزا الموسمية على أنها إصابة فيروسية حادة تنتقل بكل سهولة بين الأشخاص على طول السنة وفي جميع أنحاء العالم، وعندما لا تقترن الإصابة بمضاعفات، تظهر فجائيا في شكل حمى وآلام الحنجرة وصداع وتعب كبير وقشعريرة وإحساس حادّ بالتوعّك.

وتصيب الأنفلونزا الأفراد في كافة الأعمار والأكثر عرضة هم الأشخاص في سن 65 سنة وما فوق والأطفال دون سنتين وكذا الأشخاص الذين يعانون من أمراضا مزمنة “الإصابات القلبية والرئوية والكلوية والكبدية وأمراض الدم والسكري” أو ذوو جهاز مناعي ضعيف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مجبر على التعليق - بعد القراءة

    بلادنا زينا .................. و كل عام وزارة الصحة تستدرك و المواطن يفيق و يعرف بلي بلادو تحبو مشي تحوس تقتلو !! ........... كيما عام اللي فات قالو الفكسان تاع لولاد هندي و مشي مليح اقصد الاطباء نتاع الفيس بوك الخرطي و ممبعد اللي مدارش الفاكسان مات وليدو