-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في بريكة ومروانة

في بريكة ومروانة

ما أكبر وأحسن الجزائر التي فرّق الحسن في غيرها من الجزر وجمع فيها، “لذلك كن مفردات وكنت جمعا”، كما يقول إمامها الإبراهيمي، وما أعظم وما أمجد هذا الشعب الذي زاده الإسلام جلالا وعزة وأنفة.

كنت في يومي الخميس والجمعة الماضيين في مدينتي بريكة ومروانة في منطقة الأوراس، وذلك تلبية لدعوة كريمة من “جمعية كافل اليتيم” ببريكة، ومن الجمعية الدينية لمسجد صهيب الرومي في مروانة، وذلك لمشاركة الإخوة في إحياء ذكرى “أشرف الليلتين”، ليلة ميلاد “الرحمة المهداة” كما جاء في الكتاب القيم للإمام محمد بن أحمد ابن مرزوق التلمساني (ت 781 هـ) الذي سمّاه: “جنى الجنّتين في شرف الليلتين”، وهما ليلة ميلاد سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام- وليلة مبعثه. وكان صاحبي في هذه الزيارة الآمر بالمعروف والفعال له، الدكتور مالك بوعمرة – سونة، الأستاذ بجامعة البليدة.

بدأنا النشاط في بريكة بلقاء تحسيسي مع “المسارعين في الخيرات”، الذين لم يبخلوا بما آتاهم الله من فضله على أيتام المنطقة عبر هذه الجمعية الآمرة بالخير الفعالة له.

وفي صبيحة الجمعة زرنا الأستاذ سليمان قراوي، وهو ذاكرة المنطقة، وفتح محلا صغيرا جمع فيه ما وصلت إليه يداه من جرائم فرنسا، وجزءا من أمجاد الجزائر، وهو يساعد التلاميذ والطلبة على إنجاز بحوثهم ومقالاتهم بما يوفره لهم من كتب ومراجع.. كما يوجد في محله الصغير بعض ما كانت تستعمله فرنسا المجرمة من وسائل وآلات في تعذيب الجزائريين والجزائريات، وعلى المسؤولين أن يوفروا له مكانا أوسع، ويساعدوه في عمله الهادف.

ثم زرنا منزلا أسسته جمعية كافل اليتيم لأرملة وأبنائها الأربعة، وللجمعية مشاريع في الزراعة، وتربية المواشي، وورشات حرفية للإنفاق من مدخولها على هؤلاء الأيتام ورعايتهم.

ثم توجهنا إلى “خيمة” أقامها أحد أبناء المنطقة، وتحتوي على جزء من تراث المنطقة، وتذكرنا فيها قول الأمير عبد القادر:

الحسن يظهر في بيتين رونقه         بيت من الشعر أو بيت من الشعر

ثم انتقلنا إلى مسجد خالد بن الوليد، وتشرفت بإلقاء درس الجمعة الذي “سنته” جمعية العلماء، وهو “بدعة” حسنة. وكان موضوع الدرس هو سيرة من قال فيه شاعر أندلسي:

وما محل فمي والشعر حيث أتى             مدح من الله متلو بكل فم

وبعدها رجعنا إلى مقر الجمعية لتكريم المتفوقين والمتفوقات والخريجين والخريجات، والمتبرع بهذه التكريمات أحد الإخوة من الخروب أنشأ “مؤسسته” لهذا النوع من التشجيعات، فزاده الله من فضله.

ثم توجهنا تلقاء مروانة، فسرحنا الطرف في تلك الجبال التي أذلت فرنسا المجرمة، وأذاقتها الأمرين، وترحمنا على شهداء الجزائر وفي مقدمتهم رمز الجهاد المبارك مصطفى ابن بولعيد وإخوانه، الذين أكدوا عمليا ما قاله الإمام ابن باديس: “شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب”. وأن “الجزائر ليست فرنسا، ولا تريد أن تكون فرنسا، ولن تستطيع أن تصير فرنسا ولو أرادت”.

ثم توجهنا إلى مسجد صهيب الرومي لأداء صلاة المغرب، ثم تشرفت بإلقاء كلمة عن خير من قذفته رحم وسعت به قدم، وقد سعدت وفرحت بلقاء أحد الإخوة من أبناء مروانة تزاملنا في السنتين الثانية والثالثة متوسط في ثانوية عبان رمضان بمدينة الجزائر، ولم يكدر صفونا إلا “تعنت” الأخ مدير الشؤون الدينية الذي رفض أن يأذن للدكتور مالك بوعمرة بإلقاء دروس، واشترط أن يقدم له طلبا بذلك قبل “أربعين يوما”، مع العلم أن الدكتور مالك من المتعاونين مع وزارة الشؤون الدينية، ويقدم حصة في قناة القرآن باسم “مجالس قرآنية”، فشكرا لإخواننا في بريكة ومروانة على النشاط والدعوة والإكرام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!