-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في حاجة سريعة إلى ديناميكية

في حاجة سريعة إلى ديناميكية

الجزائر اليوم، في حاجة إلى ديناميكية جديدة لعلها تعيد الكثير من الأمور إلى نصابها. من مكانة العمل إلى مكانة الكفاءة إلى مكانة القيم في المجتمع. لا يمكننا الزعم بتحسين الأوضاع في أكثر من مجال من غير تصحيح مثل هذه المسائل الجوهرية.
تكاد اليوم مكانة العمل تنهار في المجتمع إلى درجة أنه أصبح الكثير من الناس يعتقد أنه يمكن أن يحقق جميع أهدافه من غيرها، لكثرة ما يرى من ثراءٍ بلا جهد، وتبدُّل في الأوضاع الاجتماعية عبر وسائل متعددة غير العمل، كالعلاقات الخاصة مع الإدارة التي تُعطي لمن تشاء بغير حساب (مشاريع، امتيازات، قروض…). كما يكاد مقياس الكفاءة يفقد قدرته على التفضيل بين الناس نتيجة استبداله بمعايير أخرى أصبحت أكثر فعالية كالولاء الأعمى، والتأييد المطلق، ومسايرة الوضع القائم مهما كان مخالفا للقانون والأعراف.
أما الاحتكام للقيم فنحن أبعد ما نكون عنه…
ما العمل؟
ليس أمامنا سوى السعي بكافة الوسائل لتصحيح هذا الوضع ومن غير انتظار، ذلك أن كل تأجيل أو تأخير مآله منع البلد من الانتقال من حالة الركود التي هو عليها الآن إلى الحالة الديناميكية التي ينبغي أن تُصبح غاية الغايات.
وخوفنا كل الخوف أن يطول الانتظار، فنزيد من تعميق المشكلات التي نعيشها، ونُساهم في انتشار مزيد من اليأس بين الناس… ذلك أن الشعوب التي تحرص على تجديد حيويتها ومنع تكلس سياساتها إنما هي تلك التي تُطوّر باستمرار مجتمعها وترفع من أدائه، وتُكيِّفه مع الحقائق الجديدة التي يعرفها العالم.
دون هذا سنستمر في تكرار ذات الأخطاء والاعتقاد أننا على الطريق الصحيح، وكم من مجتمع عرف هذه الحالة حتى بلغت فيه التناقضات حد الصراع التناحري الذي ليس بعده سوى العنف كبديل لتصحيح الاختلافات. وقد مر بنا ما أحدثه العنف في بلادنا نتيجة ضعف تكيف السياسات مع ما يفرضه الواقع من مستجدات، وعلينا أن نستبق حدوثه مرة أخرى ونحن في وسع الحال. وذلك مُمكن اليوم قبل الغد وبأقل التكاليف ما دام زمام الأمور بين أيدينا وما دمنا نتطلع للاستفادة من أخطاء الماضي لتصحيح الأوضاع.
وقد فعلت ذلك الكثيرُ من الشعوب الغربية قبلنا بعقود من الزمن عندما أدركت أهمية تجديد النخب والتداول المستمر على السلطة وضخ دماء جديدة بها، بل إنها كرست ذلك في دساتيرها وقوانينها ولم يعد يُسمَح لأي كان بالتعدي عليها. ما الذي يمنعنا من القيام بذلك وقد عشنا أكثر من نصف قرن من التجارب أكدت جميعها أننا في حاجة إلى مثل هذا الخيار؟ أم أنه محكومٌ علينا تكرار ذات الأخطاء لعقود أخرى، فقط لنستمرَّ في التأكيد عبثا أننا يمكن أن نحقق جميع أهدافنا من غير جهد، وأن نَحتكم لغير الكفاءة لإدارة أمورنا ولغير القيم السامية لنعزز بناء المجتمع والدولة؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • مجبر على التعليق - بعد القراءة

    الدولة وفرت الأرضية و لا مجال للمزايدة من اراد العمل في مكانه فله ذلك
    حين يشرف رئيس الجمهورية شخصيا على انجاز الطريق السيار و يحل المشكل تلوى الأخر !
    و حين يشرف الوزير شخصيا على انجاز معلم معين لقطاعه في ولاية ما !
    اين مديريات الولايات ؟
    اين الاشخاص المكلفون كل حسب مهامه ؟
    انا اكتب في هذه اللحظة و لو ننزل الى ورشات العمل سنجد العمال لكن لا آثر للباقي !
    أعطينا للجزائر الشوك فلا نجني الا شوكا
    و ان اعطى كل واحد منا وردة سيجد مزهرية في بيته
    كلامي ليس لللعب على العاطفة
    الكلام نبني به و نصعد للقمر
    لكن حين نجد الصيني يبني و نحن نتفرج عليه !

    نحن قوما لا نعمل !
    و زدتم انتم الطين بلة

  • Mohamed-tlm

    Il faut y avoir des hommes qui décident des courageux qui exécutent les ordres en toute confiance de leurs tutelles et des intellectuels qui accompagnent la stratégie du développement et bien sur une population confiante qui se jouit de leur concurrence envers la modernité et tient à son histoire et glorifie ses aïeuls .. La dynamique est un mode de citoyenneté qui respecte l'Alliance entre gouvenant/gouverné qui traverse ensemble les obstacles et s'achève à une étape de communication qui résoudre spontanément les déficiences dans les brefs délais et à chaque secteur lié à construire l'État

  • benchikh

    نعم يا أستاذ قلالة نحتاج الى ديناميكية التغيير لان المستفيد من هذا الركود هو الاستعمار واذياله ,, اذا لم نغير نحو الأفضل سنموت ويسهل استعمارنا من جديد ,,على الدولة القيام بمهامها الحضاري.

  • محمد

    تكاد اليوم مكانة العمل تنهار في المجتمع لكثرة ما يرى من ثراءٍ بلا جهد
    صحيح، خصوصا إذا كان شراء سيارة يستلزم عمل 10 سنوات، وشراء منزل بسيط يستلزم عمل 30 سنة بدون شراء أي شيء آخر وبدون حساب التضاعف في الأسعار والتضخم مع تباطئ مسايرة أجور العمال لها، وذلك التفاوت والتضخم عمليا قد يرفع مدة شراء البيت إلى 60 سنة وشراء السيارة إلى 20 سنة. بدون أن نحتسب أو نفكر في الزواج وأعالة أولاد، والإ، عمليا أيضا، سيرفع ذلك مدة شراء السيارة إلى 30 سنة ومدة شراء البيت إلى 70 أو 80 سنة.
    لماذا الناس تكره العمل؟ لا أدري. ربما لأنه غيرمجدي، عبودية.
    ثم تجبر النساء على العمل لرفع العرض في سوق العمل وترخص الأجور.

  • ابن الشهيد

    كم هي جميلة تمنياتك وخاصة الجملة الأخيرة:أن نحتكم لغبر الكفاءة لأدارة أمورنا ولغير القيم السامية لنعززبناء المجتمع والدولة ؟الخ سليم هل نعرف أحسن من خالقنا حين يقول في محكم تنزيله " ومن نعمره ننكسه في الخلق,,,," حتى القياد الدين كانو متعاونين مع فرنسا وكانت لهم شخصيتهم المنفردة ،أين شخصية من يحكمنا اليوم ؟التفاهة في كل شئ ياسليم يا أخي ،حتى أصبح الأنسان الجزائري في نظري الغير بالتافه ؟لو تسأل أي مسؤل علينا حول أعمال يوري قاقارين فيقول لك مادا فعل ،صنع طيارة؟الله يرحم ديقول لأنه رسم مستقبل الجزائر بعد 50 سنة حين قالها لهم ستعود لكم أشك في منظمة المجاهدين أن تحمي عودتها لهم ادا لم تعد بعد؟

  • سامي

    شكرا أستاذ سليم على الموضوع القيم...و كتعقيب فقط أقول "نحن عباقرة العالم فلماذا نعمل؟ فنحن نستورد الجاهز من "القوت، اللباس، السيارات، الهواتف و غيرها من الكماليات"؟ نحن خلقنا للأكل و النوم و الثرثرة"؟ أما الكاءة و القيم فتلك أمور بالية لا يتعلق بها سوى المتخلفين؟ "

  • ايوب

    الجزائر(الرسمية) لابوجد بينهما (نخب) ولا أثر لهم فيهم أبدا...فقط الجزائر العميقة متخمة بهؤلاء النخب وهم في الضياع الابدي....

  • ابي

    لمن توجه كلامك يا أستاذ سليم...الجهال قدر الجزائر ..الجهال هم واجهة الجزائر..ومن قدرهم وواجهتم الجهال وذوي التعليم البسيط ..وأصحاب الشهادات (العلمية)المسلمة تحت الطاولة ..فلا أمل فيما ذكرته في مقالك...لااعتقد انه هناك من هؤلاء الذين تتوجه اليهم بهذا التشريح سيفهم مغزى ومدلول كلامك...الجهال اخطر من الاستدمار.ومن كان يشرف عليه أو يتولى أمره من فئة الجهال مثلنا فلا أمل ولا حياة ستنتظره