-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الكاتب الصحفي المغربي علي المرابط لـ"الشروق":

قطع الجزائر علاقاتها مع المغرب انفجار لبرميل البارود

عبد السلام سكية
  • 12775
  • 0
قطع الجزائر علاقاتها مع المغرب انفجار لبرميل البارود
أرشيف

الجزائر هي الخصم الأول للمغرب في المنطقة وتأتي جبهة البوليساريو بعد ذلك
الرباط اختارت الدولة العبرية حليفا استراتيجيا ولن تتراجع عليه رغم الرفض الشعبي

يشرح الكاتب الصحفي المغربي، علي المرابط، القرار الجزائري بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة، ويقول إن “الخطوة الجزائرية غير مفاجئة، وهو ذروة الدوامة وانفجار برميل البارود”. ويقول المرابط الذي غادر المملكة، في هذا الحوار مع الشروق، إن الرباط تعتبر الجزائر العدو رقم واحد لها في المنطقة ثم جبهة البوليزاريو، ويتحدث كذلك عن الشواهد التي تثبت العلاقات الوثيقة بين المغرب والكيان الصهيوني.

كيف تقرأ القرار الجزائري بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب؟

أعتقد أن القرار الجزائري ليس مفاجأة، وفي اعتقادي كذلك أن هذا هو ذروة الدوامة، وانفجار برميل البارود.
ولسوء الحظ، هذه فقط بداية أزمة ستستمر، حيث توقع الجميع هذا التفكك، حتى إنني أعتقد أنني أستطيع أن أقول إن النظام المغربي توقع ذلك، ليس من قبيل الصدفة أن الملك لم يقل أي شيء عن الجزائر خلال خطابه الأخير.
لقد افترض بالفعل أن الجزائر سترد بعد الاستدعاء بالتشاور مع السفير الجزائري في الرباط وصمت السلطات المغربية في مواجهة طلبات التفسيرات من الجزائر العاصمة بعد الاعتراف شبه الرسمي بتنظيم الماك، من قبل رئيس البعثة المغربية لدى الأمم المتحدة، السفير عمر هلال، وتداعيات قضية برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” الذي يُزعم أنه تم التجسس على أرقام هواتف 6000 من كبار المسؤولين الجزائريين.

هل القرار من شأنه أن يكف أذية المملكة للجزائر، والتي استعرضها وزير الخارجية وقبله المجلس الأعلى للأمن في اجتماعه الأخير؟

في رأيي المتواضع، هذه فقط البداية. إذا كنت تعتقد أن “التحيز” يكمن في تطبيع المملكة المغربية مع إسرائيل، فعليك أن تعلم أن الرباط لن تعود. وقد اختار القصر الملكي، صاحب القرار الوحيد في هذا الشأن، تطبيع علاقاته مع الدولة العبرية على الرغم من المعارضة الشديدة من شعبها وحتى من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
بالنسبة للقصر الملكي، هذا قرار استراتيجي رئيسي، على الرغم من أنها تتعثر حاليًا مع صمت إدارة بايدن بشأن اعتراف دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
أما بالنسبة إلى شبه اعتراف السفير عمر هلال بتنظيم الماك، فهذه ليست سوى وسيلة للضغط على الجزائر.
وفي اليوم الذي تجد فيه الرباط اتفاقًا مع الجزائر، ستتخلى عن تنظيم الماك، ففي الدبلوماسية، ما يهم هو فقط مصالح الدولة.

هنالك رأي عام في الجزائر أن المملكة المغربية تنفذ أجندة صهيونية وأنها تستقوي بدولة الاحتلال في خصومتها مع الجزائر؟

كما قلت سابقا، النظام المغربي، لكن ليس المغاربة، فارق بسيط هام من فضلكم!.
النظام المغربي اختار تحالفا استراتيجيا مع إسرائيل، تم تصميم محور الرباط-تل أبيب الجديد لمواجهة ما يسميه المغاربة والإسرائيليون بمحور الجزائر – طهران وتوحيد الوجود المغربي في الصحراء الغربية. هل يعني ذلك أن محور الرباط تل أبيب كان ضد الجزائر؟ نعم بالتأكيد، الجزائر هي الخصم الأول للمغرب في المنطقة، وتأتي جبهة البوليساريو بعد ذلك.

رسائل غزل بين تل أبيب والرباط، إضافة إلى تحاليل قريبة من البروباغاندا تتحدث عن مغانم ستتحصل عليها المملكة بعد خطوة التطبيع، كيف تقرأ هذا الأمر؟

إنه أخذ وعطاء، قام المغرب بتطبيع علاقاته مع الدولة العبرية مقابل اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. وإلا لما تجرأ على التسرع في الرأي العام الذي يعارض هذا التطبيع بأغلبية ساحقة. بالنسبة لـ”المغانم”، لا أعرف ما إذا كانت تستحق كل هذا العناء.

هل تحولت المملكة إلى أداة صهيونية لاستهداف الجزائر؟

أفضل الحديث عن تحالف بين النظام العلوي والدولة العبرية. لكن مضى وقت طويل منذ أن اختار المغرب إسرائيل. العلاقات السرية بين المخابرات المغربية والموساد معروفة على نطاق واسع منذ الستينيات، وهو ليس سرا من أسرار الدولة.
وحتى لا ننسى، حتى لو كان اليوم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حزب المهدي بن بركة، يتظاهر بنسيان أن الموساد بناء على طلب المخابرات المغربية هو الذي حاصر بن بركة بجلبه، ذهب إلى باريس عام 1965 ليتم اختطافه ثم اغتياله على أيدي عملاء الشرطة والمخابرات الفرنسية بقيادة الجنرال محمد أوفقير، الذي كان آنذاك اليد اليمنى للملك الحسن الثاني.
كما أن الموساد هو الذي قام بالتخلص من جثة بن بركة بوضعها في الحمض بالعاصمة باريس، الصحفيون والمؤرخون الإسرائيليون هم من يقولون ذلك ويؤكدونه.

الجزائر تتحدث عن تحول المغرب لقاعدة خلفية لاستهدافها عبر “ماك” و”رشاد” المصنفتين تنظيمين إرهابيين، هذا الأمر يعززه الحضور الكبير لقيادات الماك في الصحافة المغربية، على هذا الأساس هل المغرب في مواجهة مفتوحة مع الجزائر؟

فيما يتعلق بمواجهة حركتي “ماك” و”رشاد” مع الدولة الجزائرية، اسمحوا لي أن أبقى في منصبي كصحفي ومراقب. لا أريد الانخراط في علاقة جزائرية داخلية.
أنا على استعداد للحديث عن “ماك”، لأن الدبلوماسية المغربية والمخابرات المغربية لديها في الواقع عنصر من عناصر المواجهة مع الجزائر وهي في قلب الصراع الجزائري المغربي، وهذا ليس هو الحال مع حركة “رشاد”.

بين الملك ووزارة الخارجية والأجهزة الأمنية، من يحدد في اعتقادك طريقة التعامل مع الجزائر؟

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة يرد فقط على الديوان الملكي، وهو لا يقدم تقارير إلى مسؤوله نظريا، أي رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، الأمر نفسه ينطبق على المخابرات المغربية، مديرية مراقبة التراب الوطني DST والمديرية العامة للدراسات والمستنداتDGED، التي تقدم تقاريرها مباشرة إلى الملك، وجب التأكيد أن أي قرار بشأن الجزائر يستلزم الموافقة من الديوان الملكي قبل تنفيذه.

عقبت المملكة على القرار الجزائري، ما تعليقكم على بيان الخارجية وتصريح العثماني؟

نعم، قالت الخارجية المغربية، إنها أحاطت علما بقرار الجزائر قطع العلاقات معها، حتى إنني أعتقد أن بيان الخارجية المغربية، كان جاهزا منذ عدة أيام. أما رئيس الحكومة، مثله مثل الطبقة السياسية المغربية والبرلمان، فليس له رأي في هذا الأمر.
سعد الدين العثماني يقول ما يمليه عليه القصر الملكي. وكان العثماني هو الذي وقّع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل في ديسمبر الماضي، بينما يعارضه بشدة شخصيا وسياسيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!