-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قفة الذل

الشروق أونلاين
  • 4176
  • 0
قفة الذل

“لو كان الفقر رجلا لقتلته..” هذه الحكمة الشهيرة للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، تعود إلى الأذهان عندما تتوقف التنمية في أزيد من خمسة آلاف بلدية

  • ينسى خلالها ولاة الأمور مشاكل السكن والطرقات المخربة وبطالة الشباب واختلالات توزيع الماء والكهرباء، وينشغلون فقذ بتوزيع قفة رمضان، وينسى الناس أيضا همومهم ويحوّلون الشهر المبارك إلى (همّ) آخر يستعدون له بطوابير الذل طلبا لقفة رمضان التي تتحول إلى مشكلة أخرى وباب آخر للمحسوبية والمحاباة، ولا أحد في الجزائر ينفي أن هاته “القفة” ترحل في كثير من الأحيان إلى من لا يستحقها.
  •  
  • ويتزامن دخولنا شهر الخيرات مع عودتنا البائسة من مشاهد الصين الناجحة مع الرياضة، وأيضا مع القضاء على فقر أزيد من مليار نسمة في بلد لا بترول فيه ولا غاز، في بلد الحكمة فيه تقول إن المرء مطالب بأن يعلّم أخاه الصيد عوض أن يقدم له السمكة، لكن ولاة أمورنا من أميار تم انتخابهم بنسب مجهرية وبتحريك من الوزارة المعنية يقدمون للفقراء ولأشباه الفقراء وحتى للأثرياء السمكة طازجة، ولا يعلمونهم الصيد؛ لأن معظم رؤساء البلديات عندنا يجهلون أصلا تقنيات الصيد ماداموا على أرائكهم ينعمون.
  •  
  • مازال رمضان عندنا موسما لصيد الفرص مثل بقية المواسم الدينية والوطنية والإنسانية، ومازالت الجزائر بلد اشتراكي في نظام رأسمالي يتغذى فيه الطالب الجامعي إبن الوزير وإبن الثري بدينار ونصف دينار، ولا يجد فيه صاحب السيارة رباعية الدفع حرجا في التوقف أمام مقر البلدية لأخذ السميد والزيت والسكر، وأحيانا بدل القفة مجموعة من القفف.
  •  
  • كلنا نعلم أن السكن الاجتماعي الذي تنتهجه الجزائر كسياسة اجتماعية منذ عقود يذهب في غالبه لمن يمتلك عدة مساكن، وكلنا نعلم أن أموال الدعم الفلاحي تنهب في معظمها إلى من لا يعشق الأرض والإنتاج الزراعي، وكلنا نعلم أن قفة رمضان تدخل بيوت بعض الأغنياء والأثرياء.. ومع ذلك نصر على الخطأ!

   

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!