-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كتاب الله وقرآن بوكروح

التهامي مجوري
  • 4984
  • 0
كتاب الله وقرآن بوكروح

كتب نور الدين بوكروح منذ مدة ليست بالطويلة، سلسلة مقالات بالفرنسية، يدعو فيها إلى إعادة ترتيب القرآن الكريم وفق النزول، ثم كرر هذه الدعوة في حوار أجرته معه الشروق اليومي، وعلل دعوته بأن فهم القرآن وفق النزول يختلف عن فهمه وفق الترتيب الحالي، ثم برر دعوته هذه بأن القرآن الذي بين أيدينا هو قرآن عثمان..، ولا ندري أهذه التسمية “قرآن عثمان” من وضعه هو أم هي من اقتباسه عن آخرين؟

ونور الدين بوكروح رقم ثقافته الواسعة وقِدَم نضاله، لم يعرف عنه أن له علاقة بالدراسات القرآنية، وبدراسات علوم الوحي عموما، وإنما هو سياسي مثقف، يمكن أن يقول أي شيء في أي موضوع، ارتجالا واندفاعا، انطلاقا من أوهام توهمها، أو من معارف سابقة له قلَّت أو كثرت لا تؤهله للكلام في هذا الموضوع، لأن القرآن من حيث المبدأ متاب منزل لا يقال فيه بمجرد الرأي المنفصل عن المعتقدات والموروث الثقافي، المنتسب له، وهنا بقدر ما أقدر في بوكروح روح النضال وسعة الاطلاع، ألومه وأعاتبه على خوضه في القرآن بآليات دخيلة عليه وبروح بعيدة عن روحه، ألا وهي محاكمة القرآن للعلوم الإنسانية المنفصلة عن مبادئه وغاياته. 

وما يضطرني للقول بأن ما دعا إليه بوكروح مجرد أوهام، ما ذكره من أن إعادة ترتيب القرآن وفق أسباب النزول، له علاقة عضوية بالنص القرآني، أي أن علاقة نزول النص بمناسبة ما مرتبط بها، ومن ثم فإن ذهاب تلك الحادثة يبطل التمسك بالنص الذي نزل بسببها، في حين أن القرآن مطلق وليس مرتبطا بسبب وروده، ولذلك قال العلماء من أهل الإختصاص “العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب”، أي أن المناسبة التي نزل بسببها القرآن، ليست هي المؤثر فيه، وارتباطها به لا يزيد عن كونها تساعد على فهمه، وإذا ما زالت تلك الحادثة أو المناسبة، يبقى النص ساري المفعول إلى أن تقوم الساعة؛ لأن النص مطلق وممتد بارتباطه بحركية الزمان والمكان والإنسان، وبكل ما يطرأ من تغيرات على هذه العوالم الثلاثة، بحيث يبقى النص ساري المفعول إلى أن تقوم الساعة، إلا ما دل من النص نفسه والدليل الشرعي والعقلي، على أنه خاص بمناسبة أو حالة ما، مثل أحكام العبيد والإماء، فالنص بقي ولكن العبيد لم يبق لهم وجود الآن، فذلك يعني أن النص اليوم متعلق بأمر غير موجود، فلا يلغى وإنما قد تكون له وظيفة أخرى لا نعلمها؛ لأن هذا النص كلام الله، وهو كلام ليس ككلام البشر، نص مطلق والفهم له نسبي.

إن القرآن نزل منجما، موزعةٌ آياته على ثلاث وعشرين سنة، ولكن عندما كان ينزل، سورا وآيات، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر كُتَّابه بأن يضعوا السور والآيات في مواقع هو الذي يخبرهم بها، فإذا نزلت آية مثلا يقول لهم ضعوها بين الآية كذا والآية كذا، وإذا كانت سورة أمرهم بأن يضعوها بين السورتين كذا وكذا، ومن ثم فإن الترتيب للآيات والسور توقيفيا كما يقول أهل الاختصاص، أي بأمر من الله وليس اختيارا من أحد من الناس، أما عمل الخليفة عثمان رضي الله عنه في القرآن الكريم، فلم يتدخل في ترتيب القرآن ولا في شيء منه إثباتا أو حذفا، وتقديما أو تأخيرا، كما يوهم كلام بوكروح، وإنما الذي وقع، هو انه امر كُتَّاب الوحي بوصفه رئيس دولة مسؤول على القرآن كما هو مسؤول على حياة الناس، أن يجتمعوا، ويجمعون القرآن من الصحف التي كتبت من قبل، وجمع الأمة على مصحف واحد، من مجموع ما كتبه المسلمون يومها، وأمر بحرق جميع الصحف التي كتبت، وسمي ذاك المصحف بالمصحف الإمام.

والسبب في ذلك أن العرب لم تكن تدون، وإنما كانوا يعتمدون على الحفظ، ولكن في حروب الردة في خلافة أبو بكر رضي الله عنه، استشهد الكثير من الحفاظ، فخيف على القرآن من الضياع، فأمر أبو بكر رضي الله المسلمين بكتابة القرآن حتى لا يضيع بسبب موت الحفاظ، فكُتِب القرآن بمبادرات فردية من الصحابة، ثم واصل عمر على نفس النهج، في الحرص على التدوين، وبلغ بعمر الحرص على حفظ القرآن ونصوصه كما انزلها الله، انه منع الناس من الانشغال بالحديث على حساب القرآن.

وفي خلافة عثمان رضي الله عنه، جمع الخليفة عثمان كُتَّاب الوحي، كما ألمحنا فيما سبق، باعتبارهم من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأمرهم بجمع ما كتب هنا وهناك، وعرضه على محفوظاتهم وعلى ما اجتمعوا عليه، فما أجمعوا عليه يدون مباشرة، وإذا اختلفوا في أمر ما، في لفظ أو جملة بأي لفظ من الألفاظ العربية نزلت، فليكتبوا ما اختلفوا عليه بلغة قريش؛ لأن لغة قريش هي الجامعة بين القبائل العربية، بلاغة وبيانا وسلاسة ودقة وجمعا للقبائل العربية، فكانت لغة قريش بالنسبة للقبائل العربية ولهجاتها يومها، كواقع اللغة العربية بين الشعوب العربية اليوم، مقارنة بلهجاتهم التي يستعملونها في مخاطبة بعضهم البعض.

والاختلاف بين العرب يومها –وهم الصحابة- لا يعني أنهم تصرفوا في كلام الله، وإنما لأن القرآن نزل بأسبعة أحرف، وهذه الأحرف كما يقول العلماء تمثل ما بين القبائل العربية من اختلاف في النطق والتعبير والأحرف العربية نفسها، والأمر لا نستطيع الآن تصوره بالضبط كيف كان؟، وإنما يمكن فهمه بالنظر إلى واقع العرب والمسلمين اليوم. فالجيم مثلا يُختلف في نطقه بين المصري وغيره من العرب، والقاف بين اليمني وغيره، والواو بيت التركي والعربي، والقاف والغين من جهة إلى أخرى في الجزائر، وكل هذه الاختلافات بين العرب والمسلمين، الضابط فيها هو اللغة العربية الأصيلة والقرآن الكريم، ولذلك لا نجد أثرا لهذه الإختلافات عند من درسوا القرآن واللغة العربية مهما اختلفت لغاتهم؛ بل ودياناتهم أيضا، فالنصارى العرب مثلا لا يختلفون مع المسلمين العرب في فهمهم للغة العربية.  

فالقرآن الذي بين أيدينا، هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، مرتب ترتيبا كما أراده الله، وليس من ترتيب عثمان أو غيره من الصحابة رضي الله عنهم، وإنما كان ترتيبه وفق توجيهات النبي الذي أنزل عليه، ولذلك كان الإيمان والتعبد به كتلة واحدة في ترتيبه وألفاظه ومعانيه، مشكَّلَة من سور وآيات وألفاظ وأحكام، كالكون تماما، فيه كواكب وفصولا ووظائف، ومثلما لا نستطيع أن نفكر في تجزئة الكون وتقطيعه وإعادة النظر في ترتيبه، لا يمكن ان نفكر في تقطيع القرآن وتجزئته وإعادة ترتيبه؛ لأن مواقع الآيات والسور فيه، كمواقع النجوم في السماء، كما قال المفكر السوداني أبو القاسم حاج حمد رحمه الله (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ، لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ، تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) [الواقعة 75 – 80].

والقرآن من هذه الناحية أيضا، إضافة إلى أمور أخرى لا مجال للخوض فيها الآن، كتاب هداية ومعجزة، وعلاقة أجزائه وسوره ببعضها البعض، من الإعجاز الذي لا ينبغي التدخل فيه وإلا اهتزت منظومته الهدائية والعرفية، ككتاب هداية ومصدر للمعرفة في عالم الإنسان والقيم.

إن سور القرآن الكريم وآياته وبناؤها، رغم أن بعضها نزل في فترات متباعدة عن بعضها الآخر، له وحدة نظامية فيما بين سوره، تفضي إلى وحدة تصورية معرفية، ووحدة موضوعية فيما بين آياته في السورة الواحدة، لها بعدها التربوي والتشريعي، ومجموع ذلك يشكل بناء عقديا فكريا بيانيا وتشريعيا معرفيا عجيب..، وكل تدخل في هذا الكلام الذي ليس كمثله كلام، سواء في العبارات أو في التراكيب أو في الترتيب بين هذه العبارات أو في الترتيب الزمني بحجة العودة إلى كيفية نزوله، كل ذلك يفسد المنهج والنص وديمومته وهيمنته على العالم المعرفي للإنسان، ويفقد القرآن الخصوصية التي تميز بها عن الكتب السماوية السابقة، وعن غيرها من النصوص.

يتبع…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • السائل

    [لماذا لا يُبين لنا السيد الفاضل بوكروح ما الذي وجده من فائدة عندما قام بقراءة القرآن حسب تاريخ النزول ؟؟؟. و كيف تغيرت نظرته للواقع؟؟؟
    و بهذا تعُم الفائدة كل الأمة الإسلامية. ( أم أنه كزوجة خالي تفهم ما يقوله الممثلين في الأفلام الناطقة بالفرنسية و لا تستطيع أن تفهم زوجها. حيث قالت له = راني فاهمة واش يقولو بصح ما نقدرش نفهمك ).
    يا خيبة أمة أبتليت في أبنائها..... فناب عنها فيها اعدائها /b]

  • سيف

    لانك جاهل و مسكين في قلبك و عقلك، فما رأيت أن كل الصحابة وافقوا على ذلك بمن فيهم علي و ابي بن كعب و ابن مسعود، أم أنك تراهم جبنوا أمام الأمير الذي قتله الخوارج من دون أن يقاومهم، فما كان جبارا و لا عنيدا طاغية، أما طعنك في كل أصحاب النبي فإما أنك كافر أو رافضي (كافر أيضا) فاختر أيا منهما لنفسك
    من يعلم الدين أفضل من الذين جمعوا القرآن كما هو؟ و من أوصل لكم الدين و الايمان حتى صرتم تتطاولون عليهم و تعلموهم و هم في قبورهم؟ سحقا للغباء تلك السلعة الرائجة في كل عصر

  • اغرم

    انا قرأت المقال لعلي اجد ردا مقنعا على بكروح لكن للاسف وجدت كلام
    عام جميل غير مقنع ..

  • أحمد

    بوكروحك لا يؤمن بالحديث وسمعته بأذني يطعن في الحديث و رواته و حتى في بعض الصحابة.
    و الغريب أنه يرد أغلب الأحاديث الثابتة بالنقل و يقبل أحاجي التاريخ أبعد هذا تقول أن له عقل
    إضافة إلى ذلك ما الفائدة المرجوة من إعادة الترتيب يا من تصفقون له أعطونا الجدوى العلمية من إعادة الترتيب حسب النزول أو هو التشغيب و الظهور بثوب المجدد و الذي ما هو إلا ثوب زور
    يتهم علم الشريعة بأنه ميت هل قام بالتشخيص ليصدر هذا الحكم ولا يقوم بذلك إلا من له إلمام كبير بهذا العلم وصاحبنا فقيييييييرررر فيه

  • moh

    ونور الدين بوكروح رقم ثقافته الواسعة وقِدَم نضاله، لم يعرف عنه أن له علاقة بالدراسات القرآنية، وبدراسات علوم الوحي عموما، وإنما هو سياسي مثقف،

    كيف نسمي الاحزاب التي تستعمل الدين الاسلامي لاغراض سياسية?

  • بدون اسم

    بخصوص سؤالك الاخير بقول الله تعالى( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)
    فلماذا التشكيك اذا

  • merghenis

    «نور الدين بوكروح رقم ثقافته الواسعة وقِدَم نضاله، لم يعرف عنه أن له علاقة بالدراسات القرآنية، وبدراسات علوم الوحي عموما، وإنما هو سياسي مثقف، يمكن أن يقول أي شيء في أي موضوع، ارتجالا واندفاعا، انطلاقا من أوهام توهمها، أو من معارف سابقة له قلَّت أو كثرت لا تؤهله للكلام في هذا الموضوع»
    نعم. نور بوكروح متحصل على شهادة في المالية (finances).
    كان على بوكروح أن يعرض أفكره هذه على مؤتمر علمي في الخارج يكون حاضرين أكبر العلماء للنظر في القضية.

  • أحمد عليان

    آسف .. بوكروح أكثر اقناعا من خصومه المتشبثين بالمألوف , و كأننا أمة لا تبدع غير التشبث باجتهاد الأولين .. و أوفق التعليق رقم 6

  • عبد الله

    باين شيعي مسكين أنصحك أن تعرض اعتقادات الشيعة على ماهو صريح في القرءان من نفي الشرك ومبعد ساهل والهداية راهي عزيزة يلزم تبكي فاليل حتى يتفضل الله عليك بالحق

  • Mareg

    انت هو المسكين لان في الدول المتطورة اذا جاءهم شخص بفكرة جديدة يناقشونه ولا يكفرونه ويزندقونه ويسفهونه كما تفعلون أنتم جعلتم الأمور الدينية حكرا على من تسمونهم المشايخ لأنك اذا جددت او ناقشت سوف يسمونك سوء العذاب ويكفرونك ثم ادعيت عن جهل ان ما ادَّعاه فضيلة الاستاذ بوكروح من ان ترتيب القران توقيفي وهو مذهب النزر اليسير من العلماء اذ أكثرهم على انه توفيقي اجتهادي رتبه الصحابة رضي الله ثم عليك بدراسة جمع القران وملابساته والاحاديث الواردة في ذلك من كتب الخديث لتفهم ما قاله الاستاذ بوكروح

  • أبو جمجمة المارق

    قلت ان السبب ان العرب لم تكن تدول وكانت تعتمد الحفظ ثم قبل هذا بسطر ناقضت نفسك وقلت ان عثمان رض امر بجمع القران من الصحف التي كتبت
    ثانيا ان ترتيب القران على ماعليه الجمهور هو اجتهادي توفيقي من الصحابة اما كونه توقيفي فلم يذهب اليه الا الشاذ من العلماء فقد تمسكت بالشاب في قبال المشهو
    وعندي سوْال اذا كانت المصاحف التي عند الصحابة متفقة فلماذا امر عثمان بحرقها ولماذا جمع الناس على مصحف واحد هو امر به وان كانت مختلفة فمن يضمن لي ان المصاحف الذي حرقها عثمان رض كل ما فيها موجود في المصحف الذي جمعه

  • برهان

    شكرا لصاحب المقال، لكن لو تمعنت جيدا في الحوار الذي اجراه بوقروح مع جريدة الشروق وتحديدا في بدايته عندما سأله المحاور علي مدي علاقته بالمفكر مالك بن نبي ستعرف بانه اراد ان يصبح مثله هكذا بدون مقدمات بفعل شيئ غريب عن المعتاد وبذلك يصبح يشار له بالبنان المفكر الفولاني ياله من غبي.

  • عبـــد العـــلي

    (3 )ويبدو كذلك أن صاحبنا من هواة تجديد الإسلام في كل شيء ..حتى ولو كان
    بالزيادة والنقصان .. أو كما يقول الكُـتـّاب ( بتصرف ) !!
    قيل لعالم معاصر : لماذا لا يتطور الإسلام ؟!
    فقال لهم : ولماذا لا يـُـسلم التطور ؟!

  • خالد

    شكرا على الطرح الجيد
    ولنا أن نسأل بوكروح :هل عملك هدا ترف علمي أم جهل بأصول الدين.

  • عبـــد العـــلي

    (2) ثم هو يخوض في علوم القرآن وما أدراك ماهي ! وفي موضوع الاجتهاد وما
    أدراك ما هو !
    ثم إن الموضوع القرآني الذي طرحه غير قابل للاجتهاد مطلقا أي هو توقيفي بمعنى أنه حتى الرسول (ص) لا دخل له .. وهو المنزل عليه والمؤيد بالوحي!
    ثم إن صاحب النظرية البوكروحية يخربش وساوسه ويدندن هذيانه في صحف
    ومجلات ناطقة بالفرنسية .. وأغلب الظن أن بضاعته مزجاة في العربية وعلومها..
    لذلك فهو يهرف بما لا يعرف لأصحاب الرطانات الأجنبية عسى أن يتقوى بهم كما
    يتقوى الأعمى بالأعور ويبدو أنه يريد أن يُخالف ليُعرف .
    - يتبع-

  • عبـــد العـــلي

    مسكين هذا البوكروح و مقدام تحسده الأسود على شجاعته
    التهورية في بيداء لا ناقة له فيها ولا جمل !
    في الأمم التي تحترم نفسها نجد أهل العلم وأصحاب الفكر يحترمون تخصصات
    بعضهم البعض ولا يتجرؤون بغير قدرة على الجدل والمناظرة وتقديرا للموضوعية العلمية وتعظيما لعصر التخصص .
    أما عندنا فما أكثر أشباه العلماء وأشباح المثقفين الذين يخوضون في كل
    القضايا وجميع الموضوعات وكأنهم أوتو العلم اللدني من علام الغيوب !
    وصاحبنا البوكروح حاطب ليل يملك شذرات من المعرفة وقطرات من الأفكار
    ... يتبع (1)