-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تهافت على أعشاب وبذور ونباتات لتقوية جهاز المناعة

“كورونا” تعيد الأطباق التقليدية والخلطات الطبيعية إلى موائد الجزائريين

وهيبة سليماني
  • 2732
  • 2
“كورونا” تعيد الأطباق التقليدية والخلطات الطبيعية إلى موائد الجزائريين
ح.م

يقال “إن من النقمة تخلق النعمة”.. كورونا فيروس خطير أحدث هلعا وخوفا شديدا في أوساط الجزائريين كغيرهم من سكان العالم، ومع هذا الرعب المرتبط بالموت، تحركت العقول واجتهدت النفوس لإيجاد سبل الوقاية والتحصين من عدوى محتملة في أي لحظة، قد تفقد الحياة، ولأن الدواء غير متوفر للعلاج من كورونا، فإن الوقاية حق كل إنسان، لكنها غير كافية بالنظر إلى الحركة اليومية والاختلاط المفروض والتزامات العمل والدراسة.

والتفكير في الجسم الذي تختلف قوة مواجهته للفيروس حسب الجنس والعمر، والمكان، ومناعته، ثقافة بدأت تستشري بين الجزائريين، وذلك من خلال العودة إلى نظام غذائي طبيعي، وأكل أعشاب ونباتات وبذور وزيوت نباتية لتقوية جهاز المناعة، كما بدأ التخلي تدريجيا عن وجبات “فاست فود”.

“إنها العودة إلى الأغذية المهجورة” عبارة تكاد ترددها شريحة واسعة من الجزائريين من خلال تصرفات مستجدة لمواجهة فيروس مستجد، الذي لم يعد مرضا عابرا بل وباء نفسيا احدث حالة استنفار وخوف شديد على الحياة، فبعث في بعض الأشخاص تغيرا وضحا في سلوكهم بدءا بنظام غذائهم.

الاهتمام بالغذاء الطبيعي، يتجلى هذه الأيام في العودة إلى بذور ونباتات وأعشاب مجهولة وأخرى نسيت في عالم “فاست فود”، و”البراستامول”، وأيضا تناول الغذاء الطبيعي من عصائر طبيعية وزيوت نباتية وفواكه مجففة، و”خبز الدار”، وخبز الشعير والنخالة.

الكثير من الجزائريين في رحلة بحث عما يقوي مناعتهم، ففي محلات بيع الأعشاب يتزاحم البعض ويذكر أسماء بذور ونباتات لم نسمع بها تتداول في يومياتنا من قبل “حب الرشاد، والحرايق والخبايز، الشيح، والطيب”، وغيرها مما عرفه أجدادنا الذين سبقونا في معرفة فوائدها.

إنها اليوم ظهرت إلى الواجهة في الأسواق الشعبية، وبمقابل ذلك تشهد المطاعم ومحلات “فاست فود” هجرة نوعية، فحسب تعبير أحد الشباب “جهاز المناعة في اللعب”، وعادت الكثير من العائلات الجزائرية إلى الغذاء الطبيعي، وإلى خبز الدار، وطعام الشعير، والنخالة والدقيق الأسمر.

التنوع الغذائي الطبيعي يجعل أعراض كورونا أقل حدة

في السياق، أكد الأخصائي الغذائي، الدكتور كريم مسوس، أن الغذاء وتنوعه خاصة إذا كان طبيعيا يلعب دورا مهما في تقوية مناعة الجسم، ويكون بذلك حسبه، قادرا على محاربة الإصابة بالفيروسات، موضحا أن الغذاء الصحي المتمثل في أكل الخضروات والفواكه بعد تنظيفها، وغيرها من الأعشاب والعقاقير والبذور، والأطباق التقليدية، يمكن أن يقلل من حدة أعراض كورونا، كما يسهل علاجه، ويقي أيضا من العدوى به.

وقال كريم مسوس، إن الشارع الجزائري شهد مؤخرا عزوفا نوعيا عن المطاعم ومحلات “فاست فود”، وقد يؤدي هذا حسبه أيضا إلى منافسة شريفة بين المطاعم لتحسين خدماتها بالحرص على النظافة.

واعتبر المختص الغذائي أن كورونا بقدر أنها نقمة إلا أنها نعمة في بعض الجوانب، حيث لشدة انتباه الجزائريين إلى العدوى والخوف من الإصابة والموت، فكروا في العودة إلى أغذية مهجورة، وخاض بعضهم عملية بحث عن فوائد أعشاب وعقاقير وبذور، وطرق تقليدية في العلاج.

التيجاني: الخلطات الطبيعية بداية نحو نظام غذائي اجتماعي

ومن جهتها، توقعت الباحثة في علم الاجتماع، الدكتورة ثريا التيجاني، تغيرا متباطئا نحو نظام غذائي صحي في المجتمع الجزائري، يكون الخوف من كورونا الجديد، بداية له، حيث قالت إن هذا الفيروس خلق مخاوف وأدى إلى التباعد الاجتماعي وتفادي الأماكن العمومية والمطاعم ومحلات الأكل الخفيف، ووصل إلى قطع صلة الرحم والشقاق وغياب التكافل الاجتماعي.

وأوضحت أن الخوف من كورونا حق يسبقه واجب وهو المحافظة على الصحة، لأن الخوف الكبير هو الإصابة به وبالتالي الوفاة، وعلى هذا الأساس يفكر الشخص في تقوية مناعة جسمه.

وأشارت الأخصائية في علم الاجتماع، أن الرجوع إلى الخلطات الطبيعية، والأعشاب أدرجه الجزائريون اليوم كواجب لمواجهة كورونا، وهو مؤشر إيجابي لاحتمال تغير اجتماعي في النظام الغذائي بعد أن كان هذا الأخير يستورد حسبها من وراء البحر، أي إن الأكل الطبيعي، والأطباق التقليدية ستشهد عودة ولو متباطئة إلى الأسرة الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • شخص

    قال تعالى : ( قل لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا هو مولانا و على الله فليتوكل المؤمنون)

  • الناصح الأمين

    __/ عليكم بالصيام إنه أفضل طريقة لتقوية المناعة عندما يكون الجسم في حالة صيام يفرز هرمون يقوي مناعة الإنسان